هرولت مسرعة هربا ً منه ، كل ما فعله لن يرجعني عن قرري ، وسام هو من تبقي لي ، لم أفز به حي لكني سأفوز به إن شاء الله في الحياة الآخر .. الموت هو الابتعاد عنه .
هكذا حملت حقيبتي وخرجت من منزل أبي لمنزل حبيبي وزوجي بالحياة الآخر ، لتبدأ حياتي برفقته لا غيره .
جلست بغرفة المكتب استمع للأشرطة إلي أن سمعت صوت جرس الباب :
ـ مرحبا جنة .. حينما أخبرتهم لم يستطيعوا الانتظار للغد .
سمر :
ـ يا إلهي أنها جنة .. ذوق وسام رائع .. لكي الحق بأن تتركينا وتأتي للعيش هنا .
ـ ليس هذا فقط ما دفعني .. ولكن تسلط أبي يقتلني .
ليلي :
ـ والدك لا يحب سوي المال .. راحتك في البعد عنه .. ليتك تركتيه منذ زمن .
ـ ليتني كنت أمضيت الوقت الماضي مع وسام .
منال :
ـ ليتنا نستطع معرفة المجهول .. كنا ارتحنا من العذاب .
روجينا :
ـ المجهول مغيب عنا لسبب .. لو عرفنا لتعذبنا أكثر .
سمر :
ـ المهم نعش حياتنا ونتمتع بها .. الآن أنتي براحة لا مثيل لها .. حبك لوسام سينمو هنا ولن يتوقف .. بحب وسام لن يتوقف قلبك عن السعادة .
منال :
ـ ماذا ستفعلِ ِ الآن ؟.. يا رب تكوني قررتِ ؟ .
ـ قررت أتمسك بالحياة لأخر لحظة .. سأترك نفسي لدوامة العمل تأخذني لبعيد .. لعلها تخفف الألم .. وأنتي أخبارك مع زوجك .
منال :
ـ الحياة كما هي دون جديد .. ليس فذ ذهنه سوي الأطفال .. يتمني يرزقه الله بأولاد .. لا أعرف ماذا سيحدث معي غدا ً .. أتعذب كل لحظة ولكن ليس بيدي شيء .
ـ الله وحده هو العالم بالخير لنا .. من يعرف أيهما خير لكي .. ربما هذا أفضل لكي .
ليلي :
ـ الحب هو أن تبقي بجانب من تحبي .. هنا بذل وسام مجهود ليبني قصر الأحلام .. قصر تعيشوا معا ً به .
سمر :
ـ سنتركك الآن لترتاحي .. وبعد يومان سنأتي لكي .. سننقل الاجتماع عندك .. ما رأيك ؟.
ـ هذا أجمل خبر .. لنحى فيلا وسام بدل من كونها صامتة .. لنبث الحياة فيها من جديد .. وسام معنا بكل جانب منها .. روحه المرحة ستظل متعلقة بنا .. طالما أحب صحبتنا .
روجينا :
ـ لطالما شعرنا أنه أخ وصديق لنا .. كان مثل النسمة .. دخل حياتنا فجأة وخطف قلبك .
ـ خطفه وأنا سعيدة .. خفق قلبي بحبه .. حب يفوق الحدود والأحلام .
منال :
ـ إلي اللقاء الآن زوجي ينتظرني .. إلي اللقاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استيقظت علي صوت الموبيل ، هناك رسالة تذكير ، " يوم اللقاء " لقد مر عام علي لقاءنا .
ارتديت ملابسي ، وقطفت بعض الزهور من الحديقة ، كان يحب الزهور البيضاء ، سرت بسرعة ، وفي غضون خمس دقائق وصلت لمرادي .
ـ وسام .. حبيبي .. وزوجي الذي لم أحظي به .. أستكثرك الناس علي .. لكن في الحقيقة أنا من أستكثرتك علي نفسي .. لم أحظي بالحب إلا حينما قابلتك .
أذكر كلامك يتردد في أذني باستمرار ، وريقات لم تسقط بعد علي الرغم من سقوط الكثير ، لحظات لا تنسي ولا تفقدها الذاكرة .
كأنغام العصافير المغردة ، خفيف أشجار مشتاقة للقاء أحبابه ، كسحاب متناثر يستجمع نفسه ، عصفور في قفص الحب يغرد ، طليق علي الرغم من تواجد بداخله ، يغرد بأعذب الألحان .
اسمي جنة فؤاد، أقتن في عمارة تتوسط منطقة راقية، يتكون من خمس طوابق ، سكانه أصدقائي ماعدا المقابلة فارغة، لذا أترك نافذة غرفتي مفتوحة علي مصراعيه، لأرمق السماء بعين لا تعرف الحدود.
أعشق البقاء داخل جدران غرفتي ، أناس العالم الخارجي وحوش تنهش جسدي بوحشية ، فأفضل التواجد بداخلها ،أتذكر لحيظات الهنا ،أتعبني تشيد قصور لا تعرف سبيل لتحقيقها في الحاضر .
شجرة أسرتها فروعها قليلة ، تساقطوا جميعا ً لم يتبقي سوي عمي آدم ، يعمل صفحي لديه أفكار وأراء ذات معني ، دائما ً أشعر بأنه أعز عندي من أبي .
أما الجذع يعتلي عرشه أبي ، رجل أعمال مدير مصنع فؤادكم لأغذية ، قلبه عداد يرصد الصادر والوارد بدقة ، عقله كمبيوتر لا يتهاون في حقه برهة ،يحب اقتناء التحف أحبها لديه الأسلحة .
أحد فروعها أختي يارا المقهورة كما أسميتها ، هربت من الريح لبر الأمان بباريس ، تزوجت من زميلها شاب نال ما يكفي من قوة العاصفة ، يعمل مرشد سياحي .
الروح التي تمنحنا الحياة هي أمي، تملك بوتيك للملابس الجاهزة، عمرها لم يتجاوز اليوم سعادة منذ عرفت أبي.
أنا الفرع الأصغر علي الهامش، مجرد طيف في البيت، أبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عام، أعمل مهندس معمارية في شركة وسام للمعمار.
بالنسبة لنصف المبتعد عني الآن وسام ، قلبي النابض بالحياة ، فرع لشجرة زرعها والده ، وحيد ويتيم بعدما تركه برفقة والدته ، عمره خمس وعشرين عام .
معرفتي بوسام تعتبر من أغرب الطرق ، طريقة فتاة مراهقة ، طالما سمعت عن ما يسمي بالالتقاء الروح بالعالم الآخر ، ربما كلامي صحيح ولست الوحيدة .
بأحدي الليالي كنت نائمة ، مستغرقة في نوم عميق ، أهرب به من مخاوفي ، رأيت نفس أفتح النافذة لأجده المقابل مفتوح ، فإذا بي أري شاب يمر أمامي يمين ويسار.
وجهه الساحر جذبني لأقف متصلبة بمكاني ، أحملق به لأسبح في عالمه الواسع ، عالم يخلو من الخوف والألم ، فإذا بصوت يوقظني من أروع أحلامي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا تري من أيقظها انتظروا لتعرفوا
0 comments:
إرسال تعليق