بطرس عنداري: ما زال القلم يبكي في ذكرى رحيله الثالثة/ سركيس كرم

(ما زال القلم يبكي في ذكرى رحيله الثالثة)                 
في ذكرى رحيله الثالثة أعيد نشر بعض ما ورد في مقالتي التي حملت عنوان "ويرحل أبو زياد ليبكي القلم" كعربون وفاء للراحل الاستاذ بطرس عنداري وذكراه الطيبة: عندما ألتقيته للمرة الأولى في مكتبه في دالويتش هيل منذ ما يناهز الـ28 عاماً، تعرفت عن كثب على كاتب مخضرم تلونت شخصيته باخضرار واقعيته وطيبته "القروية" وصراحته المتوازنة وبساطته العميقة بفلسفتها الحياتية. ومنذ ذلك الحين، زادتني الظروف معرفة بابي زياد وفكره وشخصيته وصفاته التي ضاعفت من احترامي له ومحبتي. فبطرس عنداري واثق من نفسه، حضوره محبب، راسخ في مبادئه، واضح في نظرته، هادئ، خفيف الظل، واسع الاطلاع والثقافة، جريء من دون حوربة، يكره الجدل العقيم، قليل الكلام عندما لا يروق له اسلوب النقاش وسخريته المهذبة لا توفر الكثيرين.

قد تكون "مشكلة" بطرس عنداري حينها انه لم يعشق مواقع قيادية مصطنعة ليست سوى وجاهات فارغة من اي مضمون مفيد، لذلك حافظ على ثورية تفكيره وارادته الساعية الى تغيير مفاهيم موبوءة أدت الى تفتيت المجتمع وشل قدراته. و”مشكلته” الاخرى كانت تكمن في كونه لا يحب المجاملة ولا يجود في توزيع شهادات المديح والاطراء على الاصحاب والزملاء والرفاق في سبيل تببيض الوجه. وبطرس عنداري لم يكتب الا من اجل رسالة تطوير المجتمع وتحسين احواله، وهو الذي لم يتردد طوال حياته في مد يد العون الى كل انسان موهوب وتشجيعه على ابراز ما يختزنه من مواهب وارشاده الى الدرب السليم مانحاً إياه الثقة والاحترام والصداقة الصادقة.
*****
ترحل يا ابو زياد لكننا لن ننساك وكيف لنا ذلك وما زالت جلساتنا معك راسخة في عمق أعماق وجداننا. أذكرك يا أستاذي وانت كنت أول من دعمني ونشر لي مقالة في صحيفته، وانت من كان لي شرف العمل معه في الجبهة العالمية لتحرير لبنان ولا سيما في إعداد "الملف اللبناني" الى العديد من المجالات الثقافية. وكيف أنسى فضلك في الأشراف على كتابي "يوسف بك كرم الأمير الثائر" وتقديم كتابي "تجربتي مع التيار". وكيف لي ان أنسى ارشاداتك التي ساهمت في تطوير عملي في الشأن العام.  تترجل يا استاذ بطرس، يا فارس الكلمة الراقية، لكنك ستظل دوماً في القلب وفي البال، وستظل أقلام الوفاء والانسانية تكتب اسمك ومسيرتك بأحرف النور والمعرفة التي كرّست حياتك من أجلها. 
*****
(لمحة عن تاريخ أهدن)
يطلق الأديب الدكتور جميل الدويهي في ملبورن كتابه الجديد "لمحة عن تاريخ اهدن –  المعارك الأكثر أسطورية التي خاضها الأهدنيون" وهو الكتاب الثاني للدويهي باللغة الانكليزية. وذلك مساء هذا الأحد 24 ايار 2015 الساعة الثالثة مساء في قاعة كنيسة سيدة لبنان، ثورنبيري، ملبورن. نتمنى حضور ولقاء جميع محبي الكلمة الأدبية المتميزة برونقها الثقافي المتجدد.
*****
(جمعية بطل لبنان الزغرتاوية)
تهانينا القلبية للاستاذ جوزيف المكاري على إعادة انتخابه رئيسا لجمعية بطل لبنان يوسف بك كرم الزغرتاوية اوستراليا. وتهانينا ايضاً للهيئة الادارية الجديدة مع أحر تمنياتنا بأن تحقق الجمعية المزيد من التقدم والنجاح. لقد أثبت جوزيف المكاري في عامه الأول كرئيس للجمعية الزغرتاوية جدارته في العمل المؤسساتي البناء الرامي الى رفع أسم الجالية محققاً نجاحات متعددة على هذا الصعيد، ومما لا شك فيه أنه سيواصل مسيرته المثمرة مثلما بدأها بإلتزام وحرفية وتألق. 

CONVERSATION

0 comments: