باختصار شديد ومن دون مسايرة أحد وبضمير مرتاح نقول بصوت عال إن كل سياسي أو رجل دين أو مسؤول أو مواطن لبناني كائنا من كان يدعي باطلاً أن “حزب الله” الإرهابي والإيراني والغزواتي هو حرر الجنوب سنة ألفين, وأن هذا الحزب الدموي هو من مقاومة وممانعة ومحرر, هو إنسان غير صادق ومنافق ويغش ويخدع نفسه قبل أن يغش ويخدع الآخرين.
من هنا إن كل من يحتفل في 25 من الشهر الجاري بما يسمى باطلاً وتزويراً “عيد التحرير” الذي فرضه المحتل السوري خلال حقبة احتلاله للبنان على الدولة اللبنانية بالقوة والتخويف, يجافي الحقيقة, ويسوق بفجور وإبليسية للمحتل الإيراني, ويغض الطرف عن إجرام “حزب الله” في لبنان وسورية والعراق واليمن وباقي كل الساحات العربية والإقليمية والدولية التي يحارب فيها ويمارس اعمالا ارهابية نيابة عن ملالي إيران وخدمة لمشروعهم التوسعي والمذهبي والإمبراطوري.
كما أن كل من يحتفل بهذا العيد النفاق هو عملياً خانع وراضي وموافق على احتلال “حزب الله” للبنان, وبالتالي متخل عن سابق تصور وتصميم وبجبن وقلة وجدان وضمير عن كل ما هو لبناني من سيادة وحرية واستقلال وحضارة وتاريخ وهوية ورسالة وتعايش وحقوق.
نقول لكل مكونات “14 آذار” تحديداً خصوصا تيار المستقبل بكل تلاوينه: كفاكم مسايرة وتنازلات لـ”حزب الله” وخافوا الله واشهدوا للحق والحقيقة, وأعلنوا صراحة وعلنية إنكم ضد الاحتفال بهذا العيد النفاق, وان “حزب الله” قوة احتلال إيرانية وهو لم يحرر الجنوب ولا هو لبناني أو من النسيج اللبناني, بل قوة إرهاب تحتل لبنان وتهيمن بالقوة والمال والتمذهب على الطائفة الشيعية وتعزلها عن باق الشرائح اللبنانية وترسل شبابها ليموتوا في سورية دفاعاً عن نظام دمشق الكيماوي.
بربكم كيف يكون في مفهومكم الوطني والإيماني من غزا بيروت والجبل واعتبر هذه الغزوات الدموية أياما مجيدة هو محرر ومقاوم وتحتفلون معه وتسوقون لإعماله؟
هذا العيد النفاق يجب أن يلغى وفي الوقت نفسه يحاكم كل مسؤول وسياسي ورجل دين وافق على جعله عيداً رسمياً.
وعلى كل من يخاف الله ويوم الحساب الأخير ويحترم نفسه وصاحب ضمير حي من المسؤولين اللبنانيين الزمنيين والدينيين أن يعطي أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000 حقهم بعدل وإنصاف, أولاً باعتبارهم أبطالا ومقاومين, وثانياً العمل على عودتهم المشرفة إلى لبنان من دون محاكمات أو أي إجراءات قضائية مذلة.
عملياً وواقعاً “حزب الله” لم يحرر الجنوب, بل هو يحتله وقد حوله إلى مستعمرة إيرانية, وقد هجر أهله ومن بقي منهم فيه حولهم رغماً عن إرادتهم إلى أكياس رمل وصادر حريتهم وقرارهم.
في الخلاصة إن اللبناني المؤمن وصاحب الضمير الحي, وإلى أي مذهب أو دين انتمى لا يمكنه أن يجمع ما بين الخير والشر, والحقيقة والتزوير في الوقت نفسه.
في الخلاصة, الكل اليوم في لبنان متخوف من مواجهة “حزب الله” عسكرياً, في حين أن جيش لبنان الجنوبي هو وحده من واجه هذا الحزب عسكرياً لسنين طويلة ومنعه من دخول ما كان يسمى في حينه الشريط الحدودي. من هنا على الجميع عدم النسيان أن ما يعجز عنه اليوم كل من يعارض “حزب الله” كان جيش لبنان الجنوبي قد قام به ببطولة ووطنية وقدم مئات الشهداء الأبرار, ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ.
0 comments:
إرسال تعليق