حنين زعبي تقض مضاجعهم/ شاكر فريد حسن

هذا الأسبوع ، تعرضت النائبة حنين زعبي من التجمع الوطني الديمقراطي والمرشح الرابع في القائمة المشتركة ، لاعتداء عنصري غاشم من قبل نفر من أوباش وغلاة اليمين الإسرائيلي المتطرف ، وذلك بسكب زجاجة عصير عليها ، خلال مشاركتها في ندوة سياسية بالكلية الأكاديمية في رمات غان .
وهذا الاعتداء الجبان المرفوض والمدان هو تجسيد للعقلية الصهيونية وانعكاس للأجواء العنصرية والفاشية السائدة في المجتمع اليهودي ، ونتاج حملة تحريضية مسمومة وتعبئة واسعة بحقها منذ مشاركتها في أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة العام 2010 ، وبسبب مواقفها الوطنية والقومية وارائها السياسية والفكرية العقائدية . وتتوجت الهجمة السلطوية عليها بمحاولة شطبها ومنعها من خوض الانتخابات البرلمانية ضمن القائمة المشتركة للأحزاب السياسية والتيارات الوطنية الفاعلة بين جماهيرنا العربية الفلسطينية وحلفائها من القوى الديمقراطية اليهودية ، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل وظلت حنين أقوى من الشطب .
ويكشف هذا الاعتداء الوقح داء العنصرية والكراهية للعرب المستفحل والمتفشي في الدوائر والمؤسسات الحكومية ، الذي نما وتصاعد بفعل سياسة التمييز العنصري والاضطهاد القومي ، وسياسة الاحتلال والاستيطان الكوليونالي في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وسياسة العنف والإقصاء والعداء للشعب الفلسطيني والتنكر لحقوقه الوطنية المشروعة التي نصت عليها المواثيق الدولية ، ويتغذى من السياسيين وأوساط اليمين وعصابات التطرف والتعصب الديني أمثال ليبرمان وبيبي نتنياهو وبينيت وسواهم الكثير .
كذلك فإن هذا الاعتداء يشكل هجوماً على حرية التعبير والتفكير والرأي السياسي وكرامة الإنسان في مؤسسة أكاديمية ينبغي أن تربي وتثقف طلابها على التسامح والإصغاء للصوت المختلف واحترام الرأي الآخر ، والهدف من ورائه إسكات الصوت الفلسطيني الديمقراطي المناضل ضد الاحتلال والقهر والتمييز ولأجل السلام والعدالة والديمقراطية والحق الفلسطيني المستلب .
ومن نافلة القول إن الاعتداء على النائب حنين زعبي هو اعتداء فاشي خطير على شعبنا وجماهيرنا الفلسطينية وهيئاتها التمثيلية وممثليها في الكنيست ، ويستهدف هويتنا ووجودنا وبقاءنا وحاضرنا ومستقبلنا في هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه ، وطن الآباء والأجداد . وهو يستوجب الرد بتعميق وحدتنا الشعبية الكفاحية ، وإذكاء الوعي القومي والسياسي النضالي المقاوم ، وتأصيل الهوية الوطنية الفلسطينية ومنجزها الحضاري ، والالتفاف حول القائمة المشتركة ودعمها في الانتخابات الوشيكة لتشكل قوة سياسية ثالثة ضاغطة ومؤثرة ولها وزنها داخل البرلمان الإسرائيلي ، ويا جبل ما تهزك ريح .

CONVERSATION

0 comments: