موضة / عبدالواحد محمد


تكتب بعينيها الضيقتين ..كخرم الإبرة.. فاصلا سوداويا .. من حقد دفين .. لكل البشر.. لا تعرف في ذلك قريب وبعيد .. اعتادت علي هذا رغم محاولاته المضنية .. إنقاذها من أوهامها.. تجد متعتها في التنبؤ بموت سين .. وفقر ج .. ورسوب دال .. ومرض لام .. وهزيمة عين .. لتتوالي في رقص أحمق.. وهي تتباهي بارتدائها دائما أحدث الصيحات من الملابس المستوردة.. كثيرا ما تحدث بحميمية .. عن العودة لعباءتها العربية .. تمصمص شفتيها .. وتلعنه في سرها ... بلا وكسة .. رجل بليد..أيه هو ده ياعقلي ؟
عباءة ولا شوال !!
مش مكفيه أنه بيلبسها .. وبيقولي في الراحة والجاية حشمة !
رجل آخر زمن !
وفاكر نفسه ذكي !
داير في بلاد الله لخلق الله !
مرت دقائق كالدهر وهو يرمقها بعطف .. لا بحسرة.. وهو يلعن هذا الحظ ...
الذي جعل منها نجمة شاطئ الوهم ؟
صورها المودرن ..تتصدره علي الملآ .. ترصدها الكاميرات الزائغة .. أينما حلت .. تقضي أغلب وقتها لعمل الماكياج أمام المرآة .. وهي تواصل حقدها .. حسدها لمن تعرفه ولا تعرفه ؟
تذكر كم تمضي الحياة في صحبتها .. قائلا بحسرة..لا ولد ولاينت .. ولا أمل في حياة هانئة ؟
لماذا يبقي عليها .. يمنحها العديد من الفرص .. وهي شغوفة بهزيمته أكثر من غيره.. وأعداء الوطن ؟
.. لا مفر من المواجهة .. العاصفة التي تقتلعها من الوجود ؟
هي قاربت الأربعين .. وتدعي أنها صغيرة .. وقادرة علي الإنجاب في أي وقت .. لا تمرض .. لأنها مخلوق استثنائي ّاستدار برأسه ناحية اليسار .. وهو يقرأ رسالة غامضة .. بدت هكذا .. أمعن النظر أكثر .. ليري بضعة سطور..فوق صورة لها ..تبدو قبيحة جدا .. أقرب لوجه غراب أسود .. لم تفلح زينتها في أخفاء تجاعيدها الكهفية ؟
تآمل أكثر الصورة .. قرأ بعض من نهاية تنتظر كل أشباهها ؟ استغفر ربه .. وجذب سجادة الصلاة .. ليصلي ركعتين .. داعيا الله أن يزيل الغمة عن مثيلتها .. فهم ضحايا .. ونحن لا نملك غير الدعاء ؟!

CONVERSATION

0 comments: