البحرين، قميص عثمان الإمبراطورية الخمينية/ أسعد البصري

يقول العاملون في المشروع الإيراني ، بما أن السعودية ، و قوات درع الجزيرة ، قد دخلت و سحقت التمرد الشيعي في البحرين بساحة اللؤلؤة التي اندلعت بين شباط و آذار عام 2011م . يحق للحرس الثوري الإيراني ، بالمقابل ، سحق المتظاهرين السلميين السنة في الحويجة ، والأنبار ، والموصل . و للسبب ذاته يحق لحزب الله اللبناني ، والميليشيات العراقية ، والقوات الإيرانية . الزحف باتجاه بلاد الشام ، وسحق التمرد السني هناك .
و تعزيز الحكم العلوي / الأسدي حليف إيران . يقولون السعودية سحقت تمرد البحرين في الخليج لأنها تستطيع ذلك ، وقَمَعَتْ الشيعة بحجة أنهم مجرد عملاء لإيران . ونحن بالمقابل ، نسحق التمرد السني العراقي ، والسوري بالرصاص أيضا ، لأننا ، وبكل بساطة ، نستطيع ذلك ، والحجة جاهزة ، إرهابيون ، تكفيريون ، عملاء القاعدة والسعودية و قطر و أمريكا وإسرائيل ، هكذا تشكيلة واحدة متناقضة من التهم . بصراحة يتحول الصراع اليوم ، إلى مسألة وجود إقليمي ، يقضي على كل خيال ، و وهم وطني . حتى أسلوب التسقيط الأخلاقي . يقولون صراحة كما اتبع الإعلام البحريني " فريّة " الزنى في خيام المعتصمين البحرينيين . والعثور على واقيات جنس ، و ملابس داخلية ، و عرض أفلام ، و شهادات تلفزيونية ، تصور المعتصمين و كأنهم مجموعة من الشاذين ، المنحرفين أخلاقيا . بنفس الطريقة ، أطلق سدنة المشروع الإيراني ، كلابهم الإعلامية في موضوع " نكاح الجهاد " في سورية . رغم أن الشيخ العريفي ، مثلا ، خرج على التلفزيون أكثر من مرة وقال ، بأنه لم يقل كلاما منحطا كهذا ، ولم يذكر فريّة " جهاد المناكحة " إلا أن الخمينيين يصرون على أنه حدث و قال وأفتى بذلك ، هو و آخرون ، و يقدمون براهينهم الكاذبة باستمرار . الهدف هو تشويه المتمردين على الرئيس السوري ، وتحويلهم إلى شاذين و منحرفين جنسيا . وكأن تهمة الإرهاب ليست بكافية . وهكذا ، يتخذون من موضوع البحرين نموذجا و مبررا للإنتقام الواسع " قميص عُثمان " يحمله علويون في سورية ، و القميص استثمار سوري منذ أيام معاوية . هذا ما يجري على أرض الواقع بكل أسف . السيد حسن نصر الله لا يكتفي بإرسال مقاتليه ، الشرسين ، المدربين بأسلحتهم إلى بلد آخر هو سورية . لا يكتفي بذبح الثوار السوريين المقاومين للنظام السوري بدم بارد . بل يوجه الخطابات على الهواء فوق ذلك ، مُعْلناً ثقته بالنصر القريب على الشعب السوري . بل يريد إقناعنا بخيانة هذا الشعب ، و انتهازية المقاومة ، و حقارة الثوار السوريين . يقنعنا بضرورة موتنا القريب تحت بنادق النظام السوري و حزب الله . على طول الخط يقولون لك إن الوهابية هي المشكلة فقط . 

الوهابية قديمة ، وليست حركة جديدة في المنطقة .الجديد هو الخميني ١٩٧٩م و تصدير الثورة الإيرانية ، ومقولة محمد باقر الصدر " رحمه الله " الشهيرة في ساعة حماسة " ذوبوا في الإمام الخميني ، كما ذاب هو في الإسلام " . الجديد أن القادة الأربعة " المؤسسين " لحزب الدعوة الحاكم اليوم ، بعد الصدر هم إيرانيون . الآصفي والحائري والكوراني و العسكري . هؤلاء المؤسسون لحزبنا الحاكم ، الذي يقود القوات المسلحة العراقية والتعليم و إيرادات البترول . بالمناسبة الشيخ المتفلسف مهدي الآصفي ، أحد مؤسسي حزب الدعوة ، هو اليوم في النجف الأشرف ، ممثلا لمكتب الوليّ الفقيه ، إمام العصر ، نائب الإمام المهدي و ظل النبوة السيد علي الخامنائي . من الجدير بالذكر ، بعد وفاة السيد محمد حسين فضل الله ، مرجع حزب الدعوة المُعلن ، انتقلت المرجعية الروحية إلى السيد آية الله محمود الشاهرودي . وهو أول ممثل للسيد باقر الصدر لدى الثورة الإسلامية ، والإمام الخميني ١٩٧٩م . هذا الرجل " تخيل " شغل مناصب في تشخيص مصلحة النظام الإيراني ، و كبير القضاة في إيران ، و أحد المشرعين في الدستور الإيراني . هذا إضافة إلى المجلس الأعلى ، و فيلق بدر و قادته العامري و باقر الزبيدي . هؤلاء كانوا يقاتلون الجندي العراقي البطل ست سنوات مع الجندي الإيراني " التأسيس سنة ١٩٨٢م حركة التوابين المرحلة من الخيال التاريخي و ثأر الحسين والمختار الثقفي " . فيلق تابع للجيش الإيراني ، في حرب لم يوافق الخميني على السلام من ١٩٨٢م حتى ١٩٨٨م . وحين وافق أطلق كلمته الشهيرة " شُرب السّم أهون من القبول بالسلام " . فيلق بدر تحول فيما بعد إلى فصيل أمريكي اسمه " فرق الموت " و " مغاوير الداخلية " مهمتهم التعذيب ، والمداهمات ، والإغتيالات ، و رمي الجثث في الشوارع ، في الأحياء السنية العربية . هؤلاء ضباط كبار في الجيش العراقي اليوم . ما هي مهمة هذه النماذج ، بعد طرد الضباط الكبار في الجيش العراقي السابق ، واغتيالهم بحجة انتمائهم للبعث و النظام السابق ؟؟ . ما هو دور هذه الحكومة ، وانتماؤها سوى ترسيخ التبعية لإيران ، ، ونهب المليارات العراقية و نقلها إلى مركز الثورة الخمينية "طهران " و إبادة السنة العرب ، ودعم النظام العلوي في سورية ، وإبادة الشعب السوري ، أو كسر وجدانهم بتحويلهم إلى " موالي معكوسين " كموالي الدولة الأموية من الفرس ، الذين حُرّم عليهم تقلّد السيوف ، و امتطاء العتاق المذاكيا مئة عام بأكملها . هذا كله مشروع دموي ، والضحايا أحفاد معاوية ، و نواصب ، و قتلة الحسين ، و بنو أمية ، و قومچية . لا أسماء للضحايا دائما ، لا حبيبات ، ولا أطفال ... تطهير عرقي و حرب مقدسة تشنها إيران . وماذا بعد ذلك ؟؟ ، إذا كانوا يذبحون عشرات الآلاف ، بدعوى تفجير ضريح الإمامين العسكريين في سامراء . ويذبحون السوريين بدعوى حماية ضريح وهمي ، لا وجود له في التاريخ للسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب . أليس القادم هو الهجوم على السعودية ؟؟ لأجل أضرحة البقيع ، التي هدمتها الحكومة السعودية علنا ، جهارا نهارا ؟؟ . بسبب الدعوة الوهابية ، التي سيطرت على الدولة ، والتي تتحسس من الأضرحة بشكل عام ، و تعتبرها نوعا من الشرك بالله . . قبر الإمام الباقر ، و الإمام الحسن المجتبى ، و الإمام زين العابدين السجاد ، والإمام مؤسس المذهب جعفر الصادق . وفي ذلك الشميم توارى قبر الزهراء كما يقولون . أليس من حق السعودية أن تخاف ؟؟ . خصوصا وأن ربع سكانها شيعة " ثأرهم أكبر من جبل أُحد " ، يسكنون المنطقة الغنية بالبترول وهي " المنطقة الشرقية " . هل ينتظر السعوديون حتى يتم رمي جثثهم في شوارع الرياض ، و هدم الكعبة على رؤوسهم ؟ . خصوصا و أن الإمام الخميني ، عنده مشروع انتزاع الكعبة من آل سعود ، وتحويلها إلى منطقة كالفاتيكان ، مستقلة عن الدولة ، بعد حادثة الحجاج الإيرانيين المؤسفة عام ١٩٨٧م ، والتي قال مظفر النواب بعدها مقولته القرمطية الشهيرة " أيها الناس ، أُعْلِنُ أن الحجيجَ ، حرامٌ بمكّة في السنة القادمة " . ماذا تفعل السعودية ؟ . إن رمق الخليج الأخير هو سورية . ذهب العراق لإيران ، بحجة الأغلبية المذهبية الشيعية ، هذا مفهوم ربما . لكن الأغلبية في سورية " سنة " ، العلويون المتحالفون مع إيران ، مجرد تسعة بالمئة من الشعب ، الخليج يحلم بسقوط الأسد ، و حدوث توازن في المنطقة يعوّض خسارة العراق . أما إذا أخفقوا ، فالحرب القادمة على أبواب مكة ، والرياض ، و دبي ، و الشارقة ، والمنامة ، والدمام ، و حائل ، والقصيم بعد نهضة الحوثيين المقبلة . معركة مصير ، مع توسع قومي ، إمبراطوري ، فارسي يتخذ من "التشيع " مطية لأطماعه وانتشاره . لماذا نغضب من كلمة الحق ؟؟ . نحن نطرح أفكارا ولا نشتم ولا نجرح أشخاصا . 

لا نقول بأن الشيعة العراقيين العرب الأبطال ، والوطنيين الشجعان ، مطية لأطماع إيران . بل نقول كما يقول الأستاذ " فائق الشيخ علي " الحكومة العراقية الحالية هي المطية لأطماع إيران ، و ربيبتها ، ويقول الأستاذ فائق الشيخ علي بأن على الخليج العربي ، كسب الشيعة العرب العراقيين ، بالمشاريع و فرص العمل ، وَ التلاقح الثقافي المستمر ، وقال إن سقوط الشيعة العرب العراقيين ، تحت هيمنة إيران ، ليس في مصلحتهم ، و سوف يدمرهم . و كتب الأستاذ فائق يوصي حكومات الخليج العربي ، عدم التضحية بالشيعة العراقيين العرب الأفذاذ لإيران . نجحتْ الحكومة العميلة لإيران في الترويج بأنها " دولة / طائفة " بحيث الهجوم على الحكومة يمثل هجوما على الشيعة . هذه هي حيلة النظام العراقي العميل و فتنته . أما ما أقوله و ما تقوله فلا يُغَيّر العالم .. تاريخ الأفكار والأدب ، منفصل تماما عن تاريخ الواقع السياسي والإقتصادي . نحن ننظر بعيون علمية كما نعتقد . احترامي الشديد لكل مُتفضل بقراءتي . 
.......................
هامش/ تم اعتماد مصطلح "الخمينية " بدلا من " الصفوية " في هذه الدراسة بمشورة من الباحث الماركسي الأستاذ جاسم الزيرجاوي . حيث يرى أن "الخمينية" حركة شوفينية أفظع من " الصفوية " ، كما يرى أن "الخمينية" كمصطلح لا يحمل دلالة عنصرية ، لأن الشعب الإيراني الطيب أول ضحاياها . الشعب الألماني أجمل بكثير من النازية القبيحة ، والشعب الإيراني أجمل بكثير من الخمينية البشعة المجرمة .


CONVERSATION

0 comments: