مفيد نبزو وتوأمة قريتين في مشوار الحلا/ شربل بعيني



أخي وشقيق روحي الشاعر المهجري الكبير الاستاذ شربل بعيني المحترم
من لبنان الأرز الذي أنجب عمالقة الغناء والابداع، ليس بعجيب أن ينجب صنوك من عباقرة الحرف والكلمة والنبوغ.
مشوار الحلا.. وتوأمة محردة ومجدليا لم تكن لولا تقديرنا ومحبتنا لأمجادك وعطاءاتك السرمدية.
محبة مفيد نبزو والأهل والعائلة
17/4/2010
سوريا ـ حماة ـ محردة
**
بهذا الاهداء المحب من شاعرنا مفيد نبزو، بدأت مشواري مع (مشوار الحلا)، المكوّن من 100 صفحة من الحجم الوسط، والصادر عن دار الينابيع ـ دمشق.
فكيف لي أن لا أعجب بالديوان وكل قصيدة به تتشاوف على الأخرى، ما عدا قصيدة (توأمة) التي خص بها قريتي مجدليا، فلقد سرقتها من صفحاتها، وأخفيتها في الجهة اليمنى من القلب، لأن مفيد يسكن الجهة اليسرى، ومن يدري فقد يعيد القصيدة إلى حيث كانت، وهذا ما لا أسمح به، فلنسمعه يقول:
خطفوني الغجر من تحت خيمة مجدلية
مطرح ما شمس معانقة الفيّة
مطرح ما في عصافير ع الميّة
مطرح ما في همسات وغناني
مطرح ما في نجمات سهرانة
وشلال حب ونبع حنيّة
والقصيدة مستوحاة من مقال كنت نشرته في مجلة الدبور اللبنانية عام 1970، أي قبل هجرتي أو تهجيري لا فرق، بعام واحد فقط. ومن المقال أنقل الآتي:
كثيرون هم الذين سمعوا اغنية فيروز الاخيرة التي يقول مطلعها:
يا بياع العنب والعانبيا
قول لامي وقو لبيا
سرقوني الغجر
من تحت خيمة مجدليا
وكثيرون هم الذين يجهلون ان لهذه الاغنية قصة واقعية، جرت حوادثها في بلدة واقعة شرقي طرابلس، تدعى مجدليا.
وبالطبع، فلقد سردت في المقال قصة هذه الفتاة المخطوفة مع الأغنية الكاملة التي غنتها، وهي من التراث المجدلاوي.
والظاهر أن شاعرنا المحرداوي المثقف، قد أعجبته تلك القصة، فاستوحى منها قصيدته الرائعة (توأمة) التي توأم بها بلدته محردة بمجدليا.. فأجاد وحلّق.
وبما أن شاعرنا مفيد نبزو ابن أصل، كما يقول المثل، فلم ينسَ صداقة عمرها عمر القصيدة، جمعت بيني وبينه، وتوأمت بين الوطن والغربة، وجعلت قريحته تنزف قصائد ولا أجمل، خصّني بها، وقد نشرت في كتب عديدة صدرت حول شعري: شربل بعيني بأقلامهم، شربل بعيني قصيدة غنتها القصائد، وأجمل ما قيل بأدب شربل بعيني.
ولهذا نراه يلمح بقصيدته الى عطاءات بلدتي مجدليا في مجال الشعر. فلنسمعه يقول:
هونيك والعشاق والاشعار
ترقص ع صوت الناي جنيّة
هونيك شلحت شالها الازهار
ولبست قميص الفجر حورية
مطرح ما في ع غصون ارز حمام
وكروم للحسون غنية
مطرح ما طل الوحي وتجسّد الالهام
غط الفجر بعيون خضرا ونام
واحلام يغزل نول هالاحلام
طلعت عروس الكرم بالنور مضوية
ومعها عروس الارز كانت مجدلية
ألف شكر لك يا أخي العزيز مفيد على هذه التوأمة، وألف شكر على محبتك الغامرة التي لم تتمكن السنون ولا بعد المسافات، ولا أنانية هذا الزمن المادي من محوها. إنها، والحق أقول، ثروتي الكبرى.

CONVERSATION

1 comments:

مفيد نبزو يقول...

تعليق على مقال الأخ الغالي الأستاذ شربل بعيني
توأمة بين قريتين في مشوار الحلا لمفيد نبزو
أخي الغالي وقفت بصمت وخشوع أمام كلماتك المقدسة التي لا يستطيع أن يصوغها غير صاحب القلب المحب بنقاء ونزاهة ، وأحب أن أؤكد أن الذي يتعرف إليك لا يمكن أن يتخلى عنك بسهولة إذا كان يبحث عن صدى روحه وجمال جوهرهاالذي لم يشوهه الزمن ولم تزوره الأنانية . لك من محردة قلب محردة ،وعاطفتها التي كلما ذكر اسمك تحلق فوق النجوم ، تمنياتي ورجائي لكم بكل الخير وبموفور الصحة والعافية والعودة إلى أرز الرب قبل أن ينقضي العمر وتنهش أيامك وحوش الغربة . والسلام من مفيد نبزو وعائلته وأهله سوريا -حماة - محردة -