الوطن البديل في عين الحقيقة/ محمد محمد على جنيدي

أنت قطعة من وطنك، ولا يمكن أن يكون لوطنك بديلاً - هذه حقيقة - قد يعاني الإنسان في وطنه، وقد لا يحقق فيه أحلامه، قد تضغط عليه أسقف كثيرة، قد يسقط أو يفشل - ولكن - يبقى الوطن هو الأم الحانية وبات من عاش مغترباً عن ثرى وطنه كالذي حرم سكينة الحياة وطمأنينة الروح.

لماذا نقسو أحياننا على إخواننا الفلسطينيين؟!حينما يعبرون عن مأساتهم بألفاظٍ قاسية.. ألا يكفي المعاتب ما هم فيه!، ألم نتجرع مر الاحتلال يوماً مثلهم حتى نلتمس الأعذار لهم!.

إن فكرة الوطن البديل لا يمكن أن يكتب لها النجاح أبداً وإن فرضوه فرضاً وكلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد إلى - مكة المكرمة (الوطن الأم ) فاتحاً - وذلك عند تمكين الله تعالى له، وقد يبدل الله أقواماً بأقوام وأحوالاً بأحوال وتصبح لأهل الحق يوماً الكلمة العليا ويعود حينئذ الابن إلى أحضان أمه المفترى عليها ولما لا! أليس الله على كل شيء قدير!!.

فكيف آمنوا هؤلاء مكر الله وسلطانه سبحانه أبقى وأمنع!.

نعم - تبقى الأردن ومصر ودول الخليج وجميع بلدان العروبة لأبناء فلسطين كعماتهم وخالاتهم وأخواتهم - ولكن - لن تكون أبداً غير فلسطين هي ( أمهم الأسيرة ) التي لا ولن يقبلون لها بديلاً أبداً وإن طوى الله الأرض والسماء طياً.

علينا أن نواجه الاحتلال بقلب الواثق من حقه.. على كل من أراد أن يكتب له شرف المحاولة أن يفكر في الوسائل ويطرح جميع الحلول والبدائل التي تضمن لأهلنا وإخواننا حق العودة يوماً مهما طال انتظاره

أما طوي الحق وطمس الهوية فأمرٌ لا يجدي وغير مقبول على أي وجه، بل أرى أن على الإسرائيليين أنفسهم التراجع عن استخدام مبدأ غرور القوة فهو لن يوفر لهم أمناً حقيقياً مع طول الزمن، فإذا كان اليوم لهم فهل ضمنوا أن يأتي عليهم الدهر كله غداً!.

نحن في النهاية لا نحرض لقتال ولا ندعو إلى معركة ضروس يكون حصادها مزيداً من الدماء - ولكن - نحتكم إلى صوت المنطق والعقل، فلا المستوطنات ولا الاعتقالات ولا تبني فكرة التوطين ولا حل إلا في العودة المشرفة والتي لابد أن يحققها الله يوماً، لأن الحق هو صفة الله جل وعلا وحينما يعجز الآخرون عن الدفاع عن حق الله، فلا ريب في أن الله عز وجل سيزود وينتصر لصفته بذاته، ولكم شهدت محكمة التاريخ نهايات مخزية لطغاة جبارين!.

فبدلاً من أن تكون عودة الفلسطينيين على أشلاء الأبرياء هنا وهناك، فلتكن بمرادنا معاً وبأيادينا جميعاً

ولا أشك في أن فرضية هذا الاعتقاد هو في صالح الإسرائيليين أنفسهم على المدى البعيد

فهل تراهم فاعلون!! أم يظل تحقير ردود الأفعال هو الفخ العميق الذي ينتظر سقوط المتغطرسين فيه يوماً!!.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .. اللهم آمين

CONVERSATION

0 comments: