يا زمناً ... تَفَنَنَ فى خلعِ العذارِ/ يســر فــوزى

يا زمناً ... تَفَنَنَ فى خلعِ العذارِ

جثثٌ معفرةٌ بحقدٍ مخمورٍ
مطحونةُ الأنفاسِ
مطعونةٌ بحوالكِ الأيامِ
تدكُ بيادرً الرافدينِ
أعدمتْ المدَّ
بينَ دجلةَ و الفراتِ
يا زمناً ... تَفَنَنَ فى خلعِ العذارِ
وجهُكَ المربدُ
ترتسمُ على تقاسيمِهِ
مأساةُ ذاكَ الجدارَ
تقترفُ الذنبَ عارياً
و يعتصرُ حقدُكَ الْمُبْهَمُ
ما يشتهيهُ
مِنْ يانعاتِ الثمارِ
سَنَابِلُكِ الشقراءُ يا بابلَ العراقِ
تغرزُ جرحَها المكلومَ
على شفاهِ حدائقكِ المعلقةِ
لعلَهُ يتصاعدَ بخورُ عشتارَ
يُظَلِلُ لَهِيبَ الجُرْحِ
و يرطبُ سنامَ اللحظةِ
أرضُ أورْ تنتحبُ رمالُها
و تندبُ ريحُ الشرائعِ
بقايا جدرانِ متداعيةٍ
تنطفئُ على ذيولِها
ضياءُ المحاجرِ
و طيوفُ سومرَ
يتراقصُ الجدبُ
على مساربها
تَحِنُ إلى هطولِ ورودِ أوركاجينا
لتزهرَ شبابيكُ المسلةِ
قسطاساً وعدلاً
و خلفُ أهدابِ الفاجعةِ
جيلٌ يزحفُ
يقتلعُ نابَ السمومِ
و يهدمُ معبدَ الأرجاسِ
يحلمُ بأطيافِ ملائكةٍ
مِنَ الجنوبِ
تشِّدُ رحالها
تشعلُ فتيلَ فرحٍ سماويٍ
فى مُقَلِ زهورٍ
تضيءُ عتمةَ اللحظةِ الهاربةِ
فوقَ أشرعةِ الفُلْكِ المَشْحُونِ
تُعِيْدُ مجدَ ألواحِ طينيةٍ
تفوحُ مِنْ أكْمامِها
رائحةُ العشبِ السحريِ
وتُمْحَى مِنْ بينِ السُطورِ
ملاحمُ الفسقِ
و سجوفُ ضبابٍ أعشىْ
يحومُ على مضاربِ الماضى
وَ تُسْقِطُ بريقَ أكْذوبَةٍ
تنتشى مِنْ صَدَى
مطارقَ تهوي
فوقَ جَماجِمِ الوهمِ
لِيَشُبَ قَبَسٌ متوقدٌ
مِنْ فُوهةِ أسدِ بابلَ
يفقأُ عيونَ فتنةٍ
تَلْعَقُ غبارَ حقدٍ
غَصَّتْ بِهِ حُنْجُرةُ العمائمِ
وَ يَلْجِمُ أُغرودةَ أجراسِها

CONVERSATION

0 comments: