آه منك أيتها الذكريات/ مها الرواس


اليوم تتزاحم الذكريات الى رأسي
متسارعة تحملني الى عالم الآلم وكأني أنا نسيته!.
انه هو الذي يسكنني ..لا انا اسكن فيه .
اليوم صورتك لا تفارق مخيلتي في كل الساعات والثواني انك امامي بكل ألمك .. بكل الآلم الذي يسكن كل انحاء جسدي .
في هذه اللحظات قبل خمسة أعوام كنت أطير فرحا",وارقص طربا على انغام دقات قلبي وصوتك في مسامعي كنا نتكلم أكثر من مرة في الساعة ونعد أنفسنا للقاء بعد ساعات قليلة.
قلبي يرتعش , أطرافي ترتجف , يتدفق الدم في عروقي بشكل غريب !
كل شيء كان غريبا" وجميلا"أعدالدقائق لأجدك امامي فأنا لهذه اللحظة لاأصدق ما يحصل ها انا آرى نفسي اسافر في طريقي اليك
أصل في السابعة صباحا" اجلس في الفندق أتحدث معك على الموبيل لانصدق كيف ستمر هذه الساعات! وكيف سنلتقي بعد ثلاثون عاما"!.
وكيف ستراني بعد كل تلك السنين.
اشياء كثيرة فينا تغيرت .. بل كل مافينا قد تغير الا حبي لك وخفقان قلبي باءسمك لم يسكت حتى هذه اللحظة.
ذهبت (للكوافير ) سرحت شعري..وارتديت اجمل ما رأيته امامي من أجل هذا اللقاء.
بطريقي للمطار شعرت ان المسافات لاتنتهي..ولااصدق اني سأراك بعد قليل وكيف سأنظر في عينيك لأول مرة مرة بعد ثلاثون عام ؟
ترى ماذا سنفعل؟.
.هل سأدعك تضمني بين ذراعيك تلك الضمة التي حلمت بها ولم أذق طعمها من قبل ؟
هل سأدعك تقبلني في خدي الذي حلم ليالي طويلة بملامسة وجهك؟
ألف سؤال وسؤال في فكري لاادري كيف تتسارع تلك الأسئلة والأفكار في خاطري وشعرت بأني سأهرب حين آراك تخرج من باب الوصول وكنت أحاول ان اختبىء خلف الناس المنتظرين احبائهم مثلي كم تمنيت ان اصرخ بأعلى صوتي ليعرف الناس هنا قصتنا
وفي هذه اللحظة رأيتك وعرفتك فورا وكأننا كنا معا بالأمس هذا انت..
هذا شعرك الأسود مع قليل من الشيب.. وهذه اللحية لم تكن في الماضي
لماذا انت ضعيف ونحيل كل هذه الأسئلة تدور في رأسي..وانت تبحث عني بعينيك الحبيبتان ..وانا احاول ان اختبىء خلف الناس قدر الامكان
كي تتأخر لحظات قليلة عن عن الوصول الي لأول مرة بعد كل تلك السنين.
ومرت ثواني ووجدت نفسي بين ذراعيك تضمني بقوة
وكأننا لم نفترق.. وكأنه لم يكن هناك الاف الليالي عشناها وكل واحد مننا لوحده بعيدا عن الآخر.
امسكت بيدي وانت تنظر الىي كأنك تريد أن تتحول بركان حب و شوق
آه منك ..بل ألف آآه انظر الى يدي بين يديك ..انها حقيقة وليست خيالا
لحظات حقيقية أعيشها..لحظات كم تمنيتها..وكم حلمت بها
منذ ان كان عمري خمسة عشر سنة وحبك يفتك بقلبي وجسدي.
لحظات لااستطيع ان اصفها ولا أصف شعوري فيها
الكلام قليل جدّا أمام عظمتها.. ورهبتها
وفي هذا الوقت بالذات وجدت نفسي أتذكر شعر نزار قباني وغناء نجاة الصغيرة
حمل الزهورا
الي كيف ارده
وصبايا مرسوم"على شفتيه
ماعدت أذكر والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا الى زنديه
خبأت رأسي عنده وكأنني طفل أعادوه الى أبويه
نعم صبايا مرسوم على شفتيك و زنديك وتحت قدميك
نعم صبايا تحت قدميك .. وقد داسته أقدام عابرة كثيرة عابرة خلال تلك السنوات العديدة
ما عدت اعرف نفسي هل أحبك حتى الموت؟ ولماذا أحبك كل هذا الحب ! وانت كنت سببا في موتي كل تلك الاعوام
الآن عدت لتزيل تراب الزمن ..ولتراني من جديد تلك الفتاة الصغيرة التي عرفت الحب باكرا معك
مستحيل ..أنا أصبحت في الخامسة والأربعين,وأنت على أبواب الخمسون, وداريت خواطري ونهضت لأعدلك القهوة وعيناي لا تتوقفان عن النظر اليك,وأنت الفرح يتطاير من عينيك كالآلعاب النارية في ليلة الميلاد, و رأس السنة.
أنت أمامي بكل مافيك كما عرفتك, شيء واحد لم يكن موجودا فيك في ذاك الزمن, تلك البصمات التي تركتها النساء الذين قابلتهم بعدي تلك البصمات, أراها أشعر بها, تملأ أنحاء جسدك
أي مجنونة فيك أنا.
آي حب حملته لك كل هذا العمر, لا..لاأريد أن أتذكر هذه الآشياء الآن
نعم أيها الحبيب اريد لهذا اليوم أن أعيش ذكرى تلك الآيام بساعتها وثوانيها الجميلة فقط.
أذكر..وأذكر فأنا لم أعد أملك سوى الذكريات
نعم ايها الحبيب الراقد تحت تراب الزمن الحقيقي
لازلت أعيشك..وسأبقى أعيش على كل تلك الذكريات.
ولن يحجبك عني هذا الكوم من التراب

 

CONVERSATION

0 comments: