ما تمارسه اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة أقل ما يمكن أن يوصف به " اجرام منظم"، وهو عنوان المقال الذي وجدناه يليق في توصيف الحالة، في ظل ازدياد ملحوظ في حجم العنف الموجه ضد المواطنين المدنين، وحالة من " الخمول الارادي " من قبل العالم القوى الكبرى في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية والتي تحاول طمأنة كافة الاطراف في الشرق الاوسط من أن السلام آتٍ لا محالة، متناسية أن سراب السلام أصبح حلماً، كون اسرائيل المتغطرسة والمحتلة للأرض الفلسطينية دفنت السلام تحت أنياب جرافاتها وهي تنفذ المخطط تلوَ المخطط، وتوسع المستوطنات على حساب الارض الفلسطينية، وعلى حساب الغلابى من المواطنين المدنيين العزل .
ما تمارسه اسرائيل من اجرام منظم يومي لا يمثل إلا قهراً لشعب أعزل وغطرسةً لا تبقي أملاً لحاله هلامية اسمها سلام، بعض المنظمات الدولية والتي آلمها ما تقوم به اسرائيل من اجرام منظم باتجاه الفلسطينيين العزل، فكان لتلك المنظمات دور في فضح السياسات الاسرائيلية، لذلك برز عنوانين في الاعلام الاعلام نهاية العام الماضي " المقاطعة الاكاديمية للجامعات الإسرائيلية وتحذير اسرائيل من طرح مشاريع استيطانية خلال الافراج عن الدفعة الثالثة من الاسرى والتي من المفترض أن تتم نهاية الشهر الحالي" .
الذهنية الاسرائيلية الامنية تحسب حساباً لكل شيء، فهي تدرس ردود الافعال في العالم وتحاول اللعب على التناقضات، خاصة وأن تقارير اسرائيلية من مراكز ابحاث اسرائيلية صدرت هذا العام حذرت من أن اسرائيل ستواجه عزلة دولية بسبب ما تقوم به من ممارسات يومية استيطانية تهويدية، هذه الاسباب مجتمعه كان لا بد من خطة اسرائيلية لمواجهتها الانتقادات المتتالية في العالم، وتجنب أي عزلة قادمة، ما تقوم به اسرائيل الان ليس سراً، وهو ما نشر عبر وسائل اعلام اسرائيلية عدة، ترتكز الخطة الاسرائيلية على خلق مناخ من العنف المنظم يؤدي الى توليد شحنة من رد فعل متبادل، وهو ما تم الافصاح عنه اسرائيلياً " انتفاضة ثالثة " .
خلال الشهر الاخير من العام 2013 اقتحم الجيش الاسرائيلي مدينتي جنين وقلقيلية في شمال الضفة الغربية وقتل بدم بارد شابين فلسطينيين في نفس الليلة، وهما نافع السعدي وصالح ياسين، وهذا ما يعزز الرؤية الاسرائيلية بزيادة شحنة العنف لتوليد رد فعل مضاد، وللتأكيد على ذلك في صباح اليوم التالي قمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي وبشكل غير مسبوق المسيرة الاسبوعية في بلدة كفر قدوم القريبة من مدينة فلقليلة، والمسيرات السلمية الاخرى في باقي المناطق من الضفة الغربية، ان هذا السلوك يؤكد أن اسرائيل تسعى بكل الوسائل الى اجبار الفلسطينيين عن الانتقال من المقاومة الشعبية والتي أعلن عن تبنيها من قبل القيادة الفلسطينية، الى مقاومة مسلحة تكون الغلبة فيها لمن يملك ترسانة عسكرية أقوى، وذلك لعدم تكافؤ الطرفين .
كنا قد تابعنا ظروف استشهاد الشاب صالح ياسين من مدينة قلقيلية والذي يعمل في المخابرات الفلسطينية، جاءت ظروف استشهاده في ساعات مبكرة من الصباح بعد أن كان عائداً من عمله، ومدينة قلقيلية .. هذه الفترة تشهد خطة أمنيه فلسطينية، يقوم بها الامن الفلسطيني بالقضاء على مروجي السموم التي تسوقها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية وفي قلقيلية الحدودية تحديداً، وهذه الحادثة مرتبطة بالسيناريو الاسرائيلي القاضي بإشعال المنطقة وجرها للمربع الذي تريده، وخلق حالة اشتباك مفروضة مع التمادي بمسلسل القتل ونهب الارض وإبراز اجرامهم المنظم .
قبل خمس سنوات اغتيل عبد الرحمن ياسين وهو أخ الشهيد صالح على يد مجموعة من حماس أثناء حملة لتطبيق القانون في نفس المدينة وفي ظروف مماثلة، هذان الحدثان لا ينبغي المرور عليهما مر الكرام، لأن في داخلهما مضامين غير معلنة عن اتفاق الاجندات، وهذه الحقيقة الموجعة قد لا تناسب البعض، لكن الحدثين متماثلين في الشكل والمضمون، وحتى الهدف، هذا بالمنظور الاستراتيجي المجرد من العاطفة، اسرائيل لها سيناريو خاص واضح المعالم، وحماس لها سيناريو بات مكشوفاً، كون ما تريده الحركة التي تبنت المقاومة كخيار استراتيجي لتحرير كل فلسطين، أصبحت الان أبعد ما يكون عنها، اللهم بالشعار، وبالغارات التلفزيونية، من الممكن القبول في امارة في غزة بتوافق دولي، مرتبط ذلك بالأجندة الخاصة بالإخوان المسلمين وتوسيع حدود القطاع على حساب العريش .
عندما تلتقي الاجندات تتوحد الاهداف حتى لو اختلف العقائد لتصبح الاوطان فريسة ينهش بها الطامعين، ويمارس بحقها بغاءً باسم الوطن، مره في حضن سوريا وقطر وإيران والإخوان وتركيا، افعل ما تشاء حتى لو كان على حساب الأرض التي تحتضن في رحمها الشهداء .
0 comments:
إرسال تعليق