اشعر بأسى عارم، وحزن عميق، وألم مضاعف على المحنة او بالاحرى المأساة الدموية الإلغائية الرهيبة التي تعيشها لحظة بلحظة قيادات 14 آذار، التي تعرضت وما زالت تتعرض ومعها عدد لا بأس به من مفكرين وكتاب وصحفيين وطنيين سياديين ومواطنين عاديين لأبشع أنواع القتل والتصفية والاغتيال.
أفكر بهمومهم التي تلاحقني وكأنها همومي وهموم كل لبناني وغير لبناني حر شريف، يتعاطف مع المظلومين ويرفض هذا الظلم السياسي المبني على الخسة والنذالة والتآمر والغدر والطعن بسيارة مفخخة بالظهر.
أفكر بكل شهداء الموقف الوطني السيادي الاستقلالي بالكلمة الحرة الأبية الذين اغتالتهم يد الشر الهمجية واغتالت معهم عددا لا بأس به من المواطنين المسالمين.
افكر بالشهداء الاحياء وبالأخص اللبنانية الرائعة السيدة مي شدياق، التي تتعرض مجددا مع غيرها من أحرار لبنان لتهديدات هؤلاء القتلة الأوغاد.
افكر بوطني الحبيب لبنان وما يتعرض له من ارهاب مقنع بعمامات النفاق، ورجال دين بلا أخلاق، وسلسلة اجرام بشع لا مثيل له على الاطلاق. فلا الاستعمار الفرنسي اغتال سياسيا لبنانيا واحدا، جل ما فعله انه كان يعتقل، وكان عنده اخلاق، ولا الاحتلال التركي الذي استمر 400 عام فعلها وكان عنده اخلاق ايضا.
يذكرني ذلك بقول الشاعر الكبير أحمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
انا مقتنع جدا بصحة هذا الشعر الحكيم.
ولكن الى متى سيستمر هؤلاء الطغاة الظالمون عديمي الاخلاق والضمير والدين وغلمانهم المجرمون المحترفون، بمسلسل قتل القادة الوطنيين والزعماء السياديين، قبل ان يذهبوا الى مزبلة التاريخ ؟
فنحن اليوم في لبنان وسوريا والعراق امام اجرام خبيث لا مثيل له، فهو يستبيح كل الحرمات ويقيم على ضحاياه الصلوات. هو يقتل ويستنكر ويعزي بقتلاه. انه وباختصار اجرام أهل التقية المنافقين الحاقدين على كل ما هو غير شيعي وغير موالٍ لإيران الصفوية الفارسية الارهابية العديمة الأخلاق والإنسانية. حتى ان احرار الشيعة العرب هم في خطر القتل والاغتيال أيضا من قبل الحرس الرجعي الإيراني وقائده المجرم الكبير خامنئي وعبيده الصغار كنصرالله ونعيم قاسم والمالكي وبشار. وهناك سوابق كثيرة على اغتيالهم للسياديين الوطنيين الشرفاء من الشيعة العرب كاغتيال الشهيد الكبير اية الله السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، والذي كشف عن تفاصيل اغتياله ضابط استخبارات في فيلق القدس التابع للحرس الثوري والذي لجئ هاربا الى احدى الدول وقدم نفسه لاحدى المنظمات الدولية طالبا الحماية الامنية وقد عرف عن نفسه على انه احد اعضاء المجموعة التي نفذت عملية الاغتيال وان هروبه تم بعد وصول أخو الضحية السيد عبد العزيز الحكيم الرئيس الجديد للمجلس المذكور لإيران.
ولماذا هرب هذا الضابط القاتل؟ سنعرف بعد قليل.
وذكرت الوسائل الاعلامية الايرانية اعتمادا على مصادرها الخاصة ان السيد عبد العزيز الحكيم قدم وثائق للمسؤولين الايرانيين تثبت تورط الحرس الثوري الايراني في عملية اغتيال شقيقه السيد محمد باقر الحكيم ولم يعرف بعد ما اذا كان الامريكيون قدموا هذه الوثائق للسيد الحكيم ام ان جهات عراقية هي التي تمكنت من كشف التورط الايراني في عملية اغتيال الحكيم.
وتقول المصادر ذاتها ان خطة الاغتيال وضعت بمباركة خامنئي من قبل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني والجنرال علي اقا محمدي الذي كان مسؤول الملف العراقي سابقا ونائب مدير هيئة الاذاعة والتلفزون الايراني حاليا وتم تنفيذها على يد اربعة من ضباط استخبارات الحرس الثوري الذين دخلوا العراق بصفة فريق عمل تلفزيوني، واوعزت المصادر اسباب الاغتيال الى تمرد اية الله الحكيم على القيادة الايرانية والقيام باجراء تنسيق مباشر مع قوات الاحتلال الامريكي والبريطاني دون الرجوع للقيادة الايرانية. فلا عجب ان يتم حذفه من المشهد السياسي العراقي كما تم حذف الرئيس الشهيد رفيق الحريري من المشهد السياسي اللبناني. ومن هنا تأتي سلسلة الاغتيالات البشعة في لبنان والعراق لكل من يقول لا للمشروع الصفوي الاجرامي سرا او علنا. وعندما تمرد الشيخ الجليل السيد صبحي الطفيلي السيادي الوطني اللبناني والأمين العام السابق ل"حزب الله" على قرارات الملالي تم طرده من قيادة الحزب وتحييده. ولماذا لم يتم اغتياله وهم القادرون؟
لأنه لم يشكل ذلك الخطر الكبير على مشروع الملالي كما شكله الحكيم بوزنه السياسي العراقي ومرجعيته الدينية ووطنيته الصادقة وشعبيته العريضة. وباغتياله تم قتل اكثر من مئة عراقي ومئات الجرحى لأنهم اسنتهدفوه كعادتهم في مهرجان شعبي حاشد. تماما كما تم استهداف موكب الرئيس رفيق الحريري في وسط الناس في بيروت. وهذه هي طبيعة الاغتيال السياسي الإيراني الاسدي حيث يتم قتل أكبر عدد من الأبرياء مع المستهدف لترويع المجتمع وتركيعه وقتل العدد الأكبر من العرب. المهم موت الناس الأبرياء لا فرق سنة او شيعة او مسيحيين لشفاء غليل الملالي الحاقدين.
وتؤكد المصادر ان الضابط الهارب قد اكد في التحقيقات التي اجريت معه من قبل المنظمة الدولية التي سلم نفسه لها ان العناصر الثلاثة الاخرى التي شاركته في عملية الاغتيال قد تم تصفيتها بطرق مختلفة بعد عودتها من العراق وانه الناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت عملية اغتيال الحكيم، وقال ان احد اعضاء المجموعة مات مسموما والثاني قتل في حادث سير على طريق طهران السريع المعروف باتوبان بابائي وان العنصر الثالث قتل برصاص الشرطة العسكرية لمعسكر "مناجات" وقد سجل الحادث على انه ناتج عن اهمال أحد عناصر حرس المعسكر المذكور. وهكذا يتضح لنا لماذا هرب الضابط المذكور بجلده.
إلا ان شمس الحقيقة لا يمكن ان تحجبها ظلام عمليات القتل والاغتيال وبعد ايام ستكشف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عن كثير من الاسرار وكلها ستدين ملالي الاجرام والاغتيال وعبدهم الذليل نصرالله والمجرم الموصوف بشار.
فنحن امام قتلة أوغاد قلوبهم خالية نهائيا من المشاعر الإنسانية، وعقولهم ماكرة خبيثة شيطانية: تتآمر وتغتال وتستنكر في الحال، وتقتل وتمكر وتذرف دموع التماسيح على الضحية وفي سرها تختال، وربما توزع الحلوى لنجاح عملية الاغتيال. كما فعلوها وبوقاحة اثر اغتيال فارس الكلمة الحرة الصحفي الشهيد جبران التويني.
فعندما يقول الشبيح الحزبلاتي نواف الموسوي قدس الله سره المخابراتي:
"مناطق فريق 14 آذار باتت بيئة حاضنة للفكر التكفيري".
يبقى هذا الكلام نظريا وفي حدود الاتهامات والتصريحات التي اعتدنا عليها، والتي تطلقها صباح مساء أبواق ملالي الحرس الرجعي الإيراني في لبنان تهويلا وتخويفا وارهابا للبنانيين الشرفاء، إلا ان هذا الكلام يتحول فعليا الى تطبيق دموي إلغائي عندما يؤكده الشبيح الحزبلاتي الآخر محمد رعد قدس الله سره واسرار وفيق صفا في الاغتيالات، بقوله:
"حزب الله يملك لهذا الداء الدواء، ولكن بالتوقيت المناسب وبالأساليب التي تنسجم مع عقيدتنا".
فعندما تسمعون يا قوى 14 آذار هذا الكلام التهديدي العلني الواضح الصريح، حيث الداء في نظر الرعد وشركاه هو انتم، اي كل من لا يخضع لمشروع الولي الفقيه الإيراني وغلامه حسن اللبناني، وحيث الدواء هو الاغتيال في الوقت المناسب بسيارة مفخخة دون عناء، فعليكم أن تتحسسوا رؤوسكم قبل أن تطير على أيدي أهل العقيدة السمحاء التي تنسجم انسجاما كليا مع أساليب الغدر والقتل والإلغاء لسفك دمائكم ودماء الكثير الكثير من بيئتكم، أي تضربكم خبط عشواء، لتصيب وتقتل العدد الأكبر من المواطنين الآمنين الأبرياء وهم ذاهبون الى اعمالهم يبحثون عن لقمة عيش كريمة لإعالة عائلاتهم، او طلبة الى جامعاتهم او تلاميذ الى مدارسهم يريدون بناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم!
فمشايخ ايران ومخابرات بشار أعلنوها حربا سرية عليكم ومنذ عام 2004، عندما طالبتم باستعادة السيادة لوطنكم والاستقلال وهم اليوم على لسان رعدهم الذميم يعلنوها عليكم وبكل وقاحة سلفا وعلنا حربا همجية شعواء بعمليات غدر واغتيال. وهم يملكون كل الامكانيات والقدرات وقادرون على اصطيادكم بعد ان اثبتوا بالأفعال على تطبيق الأقوال.
فأنتم بنظرهم عملاء ولستم في الوطن شركاء، لأنكم أبناء ثقافة الحياة والعطاء، وهم ابناء ثقافة الموت الصفراء، وقد احلو دمكم منذ زمن وينشرون في لبنان ثقافة الارهاب والفتن والجرائم والنكراء.
فهم لا محكمة دولية ترهبهم ولا عدالة سماء. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بإلحاح:
هل تكفي مقاومتكم السلمية لتحرير لبنان من هذا البلاء؟
يجب ان نعلنها صراحة بأن ملالي ايران بقيادة الخامنئية الارهابية الفارسية تحتل اليوم لبنان عبر حرسها الرجعي بواسطة واجه لبنانية شيعية مسلحة حتى الاسنان خائنة للوطن والعروبة والاسلام ولكل التقاليد اللبنانية العريقة في العيش المشترك، ولكل القيم الأخلاقية والحضارية والديمقراطية والانسانية الراقية تسمى: حاشا ان تكون "حزب الله"، وانما "حزب الشيطان". ولا يمكن مواجهتها فقط بالكلام! وهذا الحزب يمثل الهمجية بأبشع صورها فهو عصابة بشار وبربرية داعش وفتن الملالي في آن!.
0 comments:
إرسال تعليق