شاهدنا منذ ايام ذبح 21 قبطيا منهم واحد من افريقيا بالصوت والصورة ولم يهتز العالم امام هذا المشهد المؤلم ولم يحرك ساكنا ..
شباب قبطي لم يجد مايسد رمقه واحتياجات عائلاتهم في الوطن, ولم يجدوا فيه فرصة عمل شريف فأبواب العمل موصدة امامهم , فشقوا طريق الغربة المضنية الي ليبيا ,ولم تكن ليبيا بالبلد الآمن والعيش الرغد لكن ماباليد حيلة فهم يكدون ويتعبون من اجل لقمة عيش لهم ولعائلاتهم المعدمة
كانوا يرسلون لذويهم كل مايدخروه من مال وهم يتحملون شظف العيش ويعيشون علي الكفاف لتغطية الاحتياجات الضرورية والملحة لعائلاتهم المعدمين , حتي لياليهم لم يهنأوا بها فكانوا يتكدسون في حجرات غير آدمية ليوفروا مايستطيع ان يوفروه من اجل ابنائهم وزوجاتهم ووالديهم
وفي طريق عودتهم الي مصر وقلوبهم تتهلل بحلم دفء الاسرة بعد غياب طويل , وكان الامل يحدوهم ويستعجلون الساعات والدقائق للقاء المرتقب , وحتي يستريحوا مؤقتا من عناء الغربة والعمل الشاق حيث احضان العائلة المتشغفة لرؤيتهم ,واذ بالشيطان المتربص بهم والكائن في افراد الدولة الاسلامية داعش تخطف فرحتهم وتعكر صفوهم وتكدر حياتهم وتنغص قلوب عائلاتهم ,و في فرز ديني مقيت وتعصب مرير يمسكون بهم ليذيقوهم اشد انواع العذاب بعد ان قيدوا اياديهم خلف ظهورهم تمهيدا لجز الرقاب .
كان كل يوم يموتون رعبا وهم ينتظرون الموت , فانتظار الموت اصعب من لحظات الموت . ورؤساء العالم وحقوق الانسان في غيبة او غيبوبة , ولم يحرك احدا ساكنا لانقاذ هؤلاء المساكين.. يا للخزي والعار.
ورغم مابذله رئيس مصر السيسي جهدا مشكورا من اجل انقاذ حياة المصريين الاقباط من ايدي الشياطين لكن دون جدوي لان عصابة الدولة الاسلامية خلت قلوبهم من الانسانية والضمير والاخلاق ,فكيف يتم الاتفاق مع كائنات غير آدمية .
ذبحوهم امام الكاميرات بالصوت والصورة ليكونوا شهداء البشرية كلها , وكل غاية الاشرار ان ينزلوا الرعب في القلوب ليذعن لهم العالم ويستسلم رعبا امام سيوفهم الجبانة , لكن تحول هذا المشهد الي الضد فعرف العالم حقيقة الاسلام ويناصبوه اليوم العداء وفتح أعين العالم الي وحشية الاسلام وخطورة عقيدتهم .
يقول الكتاب عنهم :أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ (يو 44:8)
ووسط الحصي والاحجار توجد لالئ ثمينة فقد آثار شجاعة هؤلاء الشهداء وقوة ايمانهم حديث شعوب العالم كله واهتز لهم الضمير الجمعي باندهاش وتساءلوا كيف لايخور هؤلاء الاقباط امام سيوف الذابحين المشهر علي رقابهم , وكيف لم يضعفوا امام القتلة الذين غطوا وجههم خوفا ورعبا لما يقترفوه من اعمال مشينة وافعال شيطانية يندي له الجبين .
ياللهول يُذبح الانسان البرئ كالابقار والاغنام تنفيذ لتعاليم الشريعة السمحاء امام انظار العالم كله في زماننا الحاضر و شهده الكبار والصغار دون اهتمام او احساس من الدول الكبيرة القادرة علي هدم حصون الاشرار وابادتهم في ايام ان لم يكن ساعات , ويخلصوا العالم من شرورهم وفجورهم وجرائمهم الشنعاء ومذابحهم النكراء ..
اندهش الجميع من رباطة جأش الضحايا وثباتهم علي ايمانهم ورفضوا الافلات من الذبح حالة انكار ايمانهم واعتناقهم الاسلام وينضم الي صفوف السفاحين فيكون له الفوز الكبير بالنجاة , وقد يكون لهم الاعذار , الا أن ايمانهم بالمسيح الحي أبوا ان ينكروا الايمان مفضلين الموت ذبحا عن ان ينكروا مسيحهم . ّمهما كانت العواقب حتي لو ادي الي الذبح
ومع بولس الرسول يهتفون : من سيفصلنا عن محبة المسيح.أشدّة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف كما هو مكتوب من أجلك نمات .. ( رو: 35:8)
لقد ظن اتباع الشيطان انه يمكن شراء ايمان المسيحي الحقيقي بالسيف او المال, وهم لايعلمون ان سيدهم اجتاز نفس الالام من اجل خلاص العالم واخلي نفسه آخذا صورة عبد وهو الذي في يده مصائر العالم
لقد صار شهداء اليوم ايقونة الايمان و اعجوبة الزمان , وشهد العالم بقوة ايمانهم وشجاعتهم فكانوا مثلا يحتذي بهم وقدوة للمؤمنين وقوة للضعفاء وثباتا للمتراخيين انهم صورة المسيح المصلوب واختبارا حقيقيا ودرس لنتمثل بايمانهم .
لقد أدركوا سر الحياه الحقيقيه فهتفوا مع القديس بولس "لى الحياه هى المسيح والموت هو ربح" لى أشتهاء ان أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا.ً.
الكل يسأل باندهاش واستغراب : ماذا كانوا ينظرون حتي لم يجزعوا من سكين الذابحين وهم ينحرون رقابهم لقد رأوا ماهو اقوي من الموت :
نري هذا في سفر اعمال الرسل اصحاح 7
فلما سمع المجلِسِ كلامَ إستِفانوسَ مَلأَ الغيظُ قُلوبَهُم وصَرَفوا علَيهِ بأسنانِهِم. فنَظَرَ إلى السَّماءِ، وهوَ مُمتلئٌ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، فرَأى مَجدَ الله ويَسوعَ واقِفًا عَنْ يَمينِ الله فقالَ: "أرى السَّماءَ مَفتوحَةً واَبنَ الإنسانِ واقِفًا عَنْ يَمينِ الله" فصاحوا بأعلى أصواتِهِم، وسَدُّوا آذانَهُم، وهَجَمُوا علَيهِ كُلُّهُم دَفعةً واحِدةً، ...وأخَذوا يَرجُمونَ إستِفانوسَ وهوَ يَدعو، فَيقولُ: «أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ، تَقبَّلْ رُوحي! وسجد وصاحَ بأعلى صوتِهِ: "يا رَبُّ، لا تَحسُبْ علَيهِم هذِهِ الخطيئَةَ "! .
كانوا يُذبحون وهم يطلبون الرحمة من الرب يسوع ويرنمون نرنيمة الانتصار والغلبة . كانوا اقوي من الذابحين المدججين باسلحة الشيطان واعوانه , وشهد بايمانهم كل العالم .
والمثير للدهشة ان الكثير تبادلوا اطراف الحديث عن صمودهم وعدم اهتزازهم وهم يذبحون كيف تنحر رقابهم وهم غير خائفين او مرتعبين من الذبح , حتي ظن انهم مخدرون للاسف لم يقرأوا التاريخ المسيحي الملطخ بالدماء في كل العصور الرومانية والعربية والاسلامية , ولم يعرفوا ماهو الايمان المسيحي وكم قتلوا كم ذبحوا وكم تحملوا من عذابات .
لقد ضحكت ولكن ضحك كالبكاء كيف يخدرونهم والشريعة الاسلامية تأمرهم بقطع الايادي والاقدام وجز الرقاب وسمل العيون و أسوأ العذاب وكلما كان العذاب اكثر واشد كان الوعد لهم بالجنات والنعيم اكثر وازيد.
قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (التوبة14)
اما هذا أوذاك الذي او التي اخذوا يهزوا في الفضائيات ان سر سكينة الشهداء الاقباط امام سكين الذابحين لانهم اتلوا الشهادتين ورددوا القرآن الذين لايعرفونه .
ياسادة القرآن هو الذي حرض علي الذبح وقطع الرقاب فكيف يتلونه ...كفي ترديد الكلام علي عواهنه بجهل.
سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاق وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان (انفال 12)
ياسادة كيف يتلون شهادات الذابحين لهم ويرتلون قرآانهم ...
هم صرخوا بالشهادة المسيحية : "ياربي يسوع المسيح اقبل روحي وارحمني "
الم تروا الكثير من المسلمين ذبحوا وكانت ترتعد فرائصهم واهتزوا امام سكين الذابحين المسلمين وكانوا يصرخون من هول الذبح مع انهم كانوا يرددون كل ايات القرأن المحفوظة فاين سكينتهم وهم اعلنوا الشهادتين قبللا.
كنت اظن انكم قرأتم تاريخ الاستشهاد في المسيحية وكم استشهد من المسيحيين الاقباط بالملايين من اجل ايمانهم حتي شربت الارض بدمائهم وظل احفادهم باقون حتي تاريخه وهذه معجزة الدهور .
يجب ان تفتخروا بأجدادكم الاقباط الذين تمسكوا بالايمان حتي النفس الاخير
الا تعقلون ..الا تفهمون ...
0 comments:
إرسال تعليق