إليك: رياض الصالح الحسين يوم كان طحينك عجينتنا، وخميرتك رغيف أشعارنا .
مفيد نبزو
تمَّزق الصوت
تحطمَّت آلة الإحساس
لم تعد تعزف لحن الجنون
واحترقت ريشة العزف
حين لفظت الأنفاس تقاسيمها
من قيثارة النهار
وانطوت مع أمواج الذكريات
رياض،
كان أجمل عازف في فرقة الشعراء
كلماته إذا عصرتها تنزُّ دما ً
وصوته يعانق فضاء الطيور
رئة شعرية كان،
عيناه بئران يشعلان الحرائق
وقلبه نافورة من جراح
ناجيته ذات مرة:
نم قرير العين يا رياض
أنا سأغني لك في الصبح والمساء
أنا سأحل لك المسائل البسيطة
أنا من يمشي معك في السجن الطويل
أجل و سنذهب للسينما
لكنني وللأسف لا أستطيع أن أفتح لك صنبور الحياة
لأنك تحولت إلى طيف
مثل ومضة الخيال
مثل خيوط تراقصت مع حبات المطر
وتواشجت في موشور الضوء
حينما سافرت دون موعد
تركت أشعارك رفيقة لنا
نستظل بظلها
نتدفأ على موقد جمرها
ثم نقف على نافذتها نتأمل
أول سقوط الثلج على أكواخها المسقوفة بالقصب
آه يا رياض،
لو عدت الآن،
سأهمس في أذنيك،
عد من حيث أتيت،
إلا إذا أردت أن توِّقع على الرصيف
أشعارك الجديدة*
جامعة حلب
كلية الآداب والعلوم الإنسانية .
23 -11-1983م
*******************
.وُلِدَ رياض الصالح الحسين في مدينة درعا في 10/3/1954 لأب موظف بسيط من قرية مارع في شمال حلب
.كان والده يتنقّل مع عائلته بين المدن السورية ثلاثين عامًا .منعه الصمم و البكم من إكمال دراسته، فدأب على تثقيف نفسه بنفسه
.اضطر إلى ممارسة العمل مبكرًا، كعامل و موظف و صحفي، و عانى من مشكلة البطالة
.كان مستمرًّا في كتابة الشعر و الموضوعات الصحفية منذ عام 1976 حتى وفاته
:أصدر ثلاث مجموعات شعريّة في حياته
خراب الدورة الدمويّة - مطابع وزارة الثقافة - دمشق 1979
أساطير يوميّة - مطابع وزارة الثقافة - دمشق 1980
بسيط كالماء واضح كطلقة مسدَّس - دار الجرمق - دمشق 1982
.أنجز مجموعته الشعريّة "وعل في الغابة" قبل وفاته
.كتب في الشعر، القصة القصيرة، قصص الأطفال، المقالة الصحفية، و النقد الأدبي
.كتب عن الموت، و كتب في تمجيد الحياة كثيرًا
.توفي في مستشفى المواساة بدمشق عصر يوم 21/11/ 1982
0 comments:
إرسال تعليق