لا نقول وداعاً رفيقنا القائد تشافيز/ راسم عبيدات

رحل رفيق عملاق ولد من رحم الفقر والجوع والمعاناة،رحل نصير المضطهدين والمظلومين،رحل من حرر بترول وثروات وخيرات فنزويلا من سيطرة الشركات الاحتكارية وعصبة الأوليغارشية التي حولت الشعب الفنزويلي إلى خدم وعبيد،رحل من انتشل فنزويلا من الفقر المدقع وقاد تنمية مدنية حقيقة بعيداً عن وصفات مؤسسات النهب الدولية البنك وصندوق النقد الدوليين،ويكفيه فخراً انه خلال 11 عاماً من حكمه حققت فنزويلا أعلى المستويات التربوية والاجتماعية بين دول العالم أجمع،وكذلك فترة حكمه أحدثت انقلابا جذرياً في حياة الفنزويليين،على كل الصعد الإجتماعية والاقتصادية والسياسية لصالح الفقراء والمهمشين،ويكفيه فخراً كذلك بأنه عندما حاولت القوى الرجعية والطغم المالية في الداخل وبالتعاون مع أمريكا ومؤسسات النهب الدولية البنك وصندوق النقد الدوليين في عام 2002 الانقلاب عليه،خرجت الجماهير الى الشوارع وأعادته إلى الحكم،ويكفيه فخراً بأنه أضحى أحد الرموز الثورية ليس لأمريكا اللاتينية وحدها،التي كانت أمريكا تعتبرها حديقة نهبها الخلفية،بل لكل الثوار والمناضلين وحركات التحرر والشعوب المضطهدة والمظلومة في العالم اجمع،رحل تشافيز وبرحيله خسرنا كشعب فلسطيني قائداً عظيماً ونصيراً أممياً،قلما تجد له مثيلاً في هذا الزمن الحراشي،هذا الزمن الذي أضحى فيه الثائر والمناضل مطارداً وتضيق عليه الأرض بما رحبت،أو يسجن ويحاكم بتهمة "الإرهاب" كحال عبدالله أوجلان زعم حزب العمال الكردستاني المسجون في السجون التركية،وحال الرفيقين كارلوس وجورج عبدالله المسجونين في السجون الفرنسية خدمة وإرضاءاً لأمريكا وإسرائيل والرجعية العربية.
وتشافيز كان فلسطينياً وعروبياً أكثر من بعض الفلسطينيين والكثير من العرب أنفسهم،رحل وأعلام سفارة الاحتلال في كاراكاس منكسة احتجاجا على ما قامت به حكومة الاحتلال من عدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة في أواخرعام/2008،في وقت ترفرف فيه أعلام دولة الكيان الصهيوني في أكثر من عاصمة عربية،ويوفر لها الحماية والأمن،ويقتل أو يعتقل كل من يقترب منها،وفي قاهرة المعز،في وقت كان فيه الإخوان المسلمين القابضين على السلطة في مصر الآن،يشبعوننا زعيقاً ونعيقاً أيام كانوا في المعارضة،زمن حكم الرئيس البائد الديكتاتور مبارك،بضرورة إغلاق سفارة الإحتلال في القاهرة وطرد السفير،فهم اليوم يحصنونها ويوفرون لها الحماية،ويبعتون الرسائل لرئيس دولة الاحتلال "بيرس" واصفين إياه بالصديق الكبير وبأنهم ملتزمون بأمن اسرائيل وإتفاقية "كامب ديفيد"،ويكفينا فخراً كعرب وفلسطينيين بأن تشافيز هو أول من وصف مجرزة قانا التي ارتكبتها إسرائيل في لبنان إبان عدوانها عام 1996 بالمجزرة في وقت لاذ فيه العرب بالصمت والخزي والعار،ويكفينا فخراً كذلك بأنه أول من بادر إلى خرق الحظر الجوي الذي فرضته أمريكا وتحالف الغرب الاستعماري على العراق قبل احتلاله،وهو أول من بادر الى طرد السفير الصهيوني في كاراكاس احتجاجا ورفضاً للعدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة أواخر عام/2008 .

تشافيز رفيقنا القائد،كما هي خالدة فينا أفكار كل الثوريين والعظماء من قبلك جيفارا،وهوشي منه وعبد الناصر وحكيم الثورة جورج حبش وأبو عمار والشيخ عز الدين القسام وعمر المختار وعبد القادر الجزائري وغيرهم من قائمة تطول،بعضها غادر قبل ان تحقق احلامه في حرية بلاده من نير الاستعمار والاضطهاد،كما هو حال عمر المختار وعبد القادر الجزائري وعبد القادر الحسيني والشيخ عز الدين القسام وأبو عمار والحكيم وغيرهم،والاخرين غادروا وهو يحلمون بتحقيق أهدافهم في الوحدة والإشتراكية والعدالة اجتماعية ودك حصون رأس المال والطغاة،وفي المقدمة منهم الثائر الأممي أرنستو جيفارا والزعيم الخالد جمال عبد الناصر،وكذلك أنت الذي كنت تحلم بتحقيق الاشتراكية الجديدة على مستوى قارة أمريكا اللاتينية،وخطيت خطوات حثيثة في هذا المجال،ونبتت وأينعت أفكارك وأزهرت وأثمرت انتصارات في الكثير من دول أمريكا اللاتينية،حيث حقق اليساريون والثوريون انتصارات كاسحة،طبعاً كان لكم الدور الأبرز في تحقيقها،فأنتم كنتم وما زلتم لها ،بمثابة الملهم والمرشد لقادة وشعوب تلك القارة،ولكن ليس مرشد الفتنة لا سمح الله مرشد الإخوان المسلمين،الذي يحرض على القتل والذبح والإستعانة بالأجنبي من أجل احتلال البلدان والأقطار العربية.
وكما أنتم ادركتم الفكرة ولم تتخلوا عنها،وخضتم نضالاً وكفاحاً عنيدين من أجل تحقيقها،رغم كل المؤامرات التي حاكتها القوى الرجعية في الداخل ومعها القوى الإمبريالية وفي المقدمة منها أمريكا في الخارج،فنحن سنبقى ورثة وحفظة لتاريخكم وتراثكم وأفكاركم وقيمكم ومبادئكم،ونحن مطمئنين كما طمأننا سعادة قنصلكم صديقنا الرفيق "لويس أرننديس"في رام الله قبل ثلاثة أيام بأن القيادة ستبقى مخلصة لأفكارك ومبادئك ونهجهك وقيمك التي غرستها وناضلت من أجلها،وأن القوى الصهيونية والاستعمارية والإمبريالية التي فرحت لموتك ورحيلك،حيث عنونت صحف الاحتلال الإسرائيلي عناوينها ب" نهاية طاغية"،لن تدوم فرحتها كثيراً،فنحن واثقون ومطمئنين الى أن رفاقك في القيادة سيواصلون السير على نهجك ودربك وهدي أفكارك ومبادئك،وصمام أمان هذه الثورة،هي الجماهير الشعبية صاحبة المصلحة الأولى في الدفاع عن كل المنجزات والمكتسبات التي تحققت في عهدك.
ونحن رفيقنا القائد لا نقول وداعاً،ونام قرير العين،فأنت ومن سبقوك من الثوريين والمناضلين من القادة العظام،ستبقى أفكاركم ومبادئكم،حية فينا مرشدة وملهمة لنا وعلى هديها نسير.

CONVERSATION

0 comments: