لا تقل لي لا أعلم/ جمال قارصلي

لا تقل لي لا أعلم
ولا أدري ما وراء القضية
هذا لن يعفيك من الحساب ولا من المسؤولية
ألم تسمع بالمجازر اليومية
ومئات المقابر الجماعية
وجرائم العصابة الحاكمة ضد الإنسانية
وما تسقطه الطائرات الحربية
من قنابل عنقودية وفراغية
وما يطلق الطاغية على الأهالي من صواريخ بالستية؟..
ألم تسمع ما فعلوه بحلب التاريخ .. ودرعا الأبية
ودمشق الأمويين .. وحمص العدية
وإدلب الخضراء .. ودير الزور العصية
وحماة الفداء .. ورقة الرشيد .. ومنبج الحرية
وكثير من المدن والقرى المدمرة المنسية؟..
ألم تسمع كيف سرقوا الوطن وجعلوه مزرعة شخصية
وملؤا أقبية السجون بمتظاهرين هتفوا للحرية
وهجّروا الأهالي إلى مخيمات لاإنسانية
وإغتصبوا الحرائر العذرية
وقتلوا تحت التعذيب شبابا بعمر الورد بكل وحشية؟ ..
ألم تسمع بأن المخابرات تعتقل من تشاء بطريقة تعسفية
والقضاء الفاسد أصبح دمية في يد الأجهزة الأمنية
ومجلس الشعب مليء بالمصفقين والمنافقين للسلطة القهرية
والوزارات تنتظر أوامرها من القصور الجمهورية
والدستور فصّلوه على مقاس طاغية يدعي الديموقراطية؟ ..
هل صدقت أقاويل السلطة الحاكمة بالمؤامرة الكونية
وأنها هي الشوكة في عيون الصهيونية
وأنها السد المنيع في وجه الأطماع الأجنبية
وهي الوحيدة الرافعة للراية القومية
وأنها هي القلعة الأخيرة للعلمانية
وصخرة الممانعة للمخططات الدولية
ولولاها لأصبحنا عبيدا وخدما للإمبريالية
وإنقرضت الأمة .. وضاعت الهوية؟ ..
هل نسيت تدخلها السافر في الشؤون العربية
والحدود الآمنة لعقود طويلة مع العدوة الصهيونية
وبعد كل إعتداء عليها بغارة جوية
تعلن بأنها "تحتفظ بحق الرد" وبطريقتها الأصلية؟ ..
هل صدّقت حقا أسطورة  "المندسين" الهزلية
وأن الثوار يقتلون الأبرياء بطريقة عشوائية
وأنهم أصبحوا أداة في يد القوى الخارجية
وأن السلطة الحاكمة تريد إصلاحات دستورية
وكذلك إنتخابات نزيهة وحقيقية
وحوارا من أجل المصالحة الوطنية؟ ..
ألا ترى كيف يزرعون الفتنة ويحرضون على الطائفية
ويريدون أن يفرقوننا بين مسلم ومسيحي وسنة وعلوية
إن لم تسمع بهذه المآسي كلها وبأفعال الطاغية الإجرامية
فهذا يعني بأنك لا تشاهد إلا وسائل الإعلام السورية
التي أصبحت تضلل الناس بروايات خيالية
ولكن عليك أن لا تنسى بأنك أنت كذلك تتحمل شيئا من المسؤولية ..
 نائب ألماني سابق من أصل سوري

CONVERSATION

0 comments: