في بؤرة الضوء يسقط القمر/ خليل الوافي


إشارة

إشارة واحدة تكفي لتغيير ملامح كوكب الأرض ، وأخرى تعيد الحياة إلى من لا يملكون حق الحياة ،وتختلف مظاهر التنوع في تقاسيم هذا الزمن المتراكم على أحداث لا تنقطع ; سرعان ما تتضح المكاشفة ، وتتفتق الأفكار المتسارعة نحو نهاية محتومة ، لا يجدي الصراخ على مقابر الأهل ، وعلى شهداء الشوارع الصاامتة ; يتغير مشهد المسرحية تتباعا ، كلما كانت الإشارة قوية في تحديد أهدافها المرجوة ;أو كلما زادت وتيرة القهر في صفوف من هاجرهم الحلم إلى الأبد , تتوزع الأدوار ثانية ، وتتغير ملابس الممثلين ، وتظل المسرحية قائمة على مسرح الحياة ; يكبر الإحساس بالفجيعة ; وأنت ترى نفسك ضمن الحشود تمثل نفس الدور الذي لعبه غيرك منذ قرون ، لا أضواء تحجب كواليس المسرح ، ولا مشاهد تتكرر عن فضول نسوي يجمع بين الإثارة و أشكال الشفقة في من يتسولون قطعة ليل لعشاء أطفال ومدفأة ،وتنعدم المحاسبة القاطعة حد السيف ،عندها أتساؤل عن من يجرؤ ملامسة ضوء العدم ؟!!

إحالة

ارتكبت من الأخطاء ، ما يشفع لي عند نفسي ، وأدركت أن إحالة ملفي لجهة محايدة أمر مستحيل للغاية ، وهذا ما دفعني إلى تقديم أوراقي إلى جهات مختصة وذات إلمام بالموضوع ، حيث تتدبر حيثيات وملابسات الطعون الواردة من قسم الشكايات ، والنظر في الترتيبات الأولية بحق الكلام في كل ما قيل ، وفي كل الذي لم أقله حتى الآن .نظرت إلى الصمت فأومأ لي بوشاية ، لم يقدر الكلام التعبير عنها ،فكانت الإحالة رمزا لمعنى الخضوع لقرار المحكمة ....

إضاءة

الظلمة تخاف بريق النور في العيون التي تحرس همس الجفون ، والشمع يضيء النفس الحزينة من تعويذة القمر ; الشارد في مجارات التيه والسقوط المفاجئ على سرير النوم ، تفرك عينيك من فرط الصدمة ، والحلم المتربع على عرش المراوغة والغواية والإنفلات من بصيص أمل مفقود في جزر المستحيل ، تخضر الأرض حول الأرض ; لا مكان يتسع لإثنين ; هل تعرفني أيها المجهول الساكن كهوف الجبل ؟! أم تقطع الطريق في واضح النهار ، تكشف البغال القادمة من بلاد الغال عيوب الحاكم في بلاط كسرى أقدم مراسيم الولاء والطاعة ، وأرتشف خمارة الأندلس على إيقاع سقوط غرناطة في كف كنيسة ملطخة بدماء العذارى ; أغتسل من وحعي الأسطوري في الواد الكبير ، وأحمل سيف دين كيشوط ، وأردد خطاب طارق على أبواب المغرب ...

إفادة

تردد في تقديم إفادته أمام مجلس الشركة ، أشعل سيجارته الأخيرة بين أصابع أحرقها سهاد الملفات المتراكمة فوق مكتبه ، وتذكر زوجته الحامل في شهرها التاسع ; إنه مقبل على حياة جديدة ، تتسم بنكهة وطعم الأبوة الذي إنتظره طويلا ; وهاهو الأن أمام إمتحان الصعب ، والضمير الحي في مناصفة المظلوم ، وإعلان كلمة حق حتى لو اقتضى الأمر ترك العمل ; ولا يشهد شهادة زور في حق زميل له. اشدت الضغوطات من حوله، ووجد نفسه أمام محك حقيقي ليختبر صدق مبادئه ، وعمق إرادته في محاربة الظلم..... .تقدم باستقاته من دون تردد وهو يستقبل مولوده الجديد ، كانت فرحة لا تصف أمام فقدان العمل....


من المغرب
kh-louafi@hotmail.com

CONVERSATION

0 comments: