قراءة في المجموعة القصصية (عرس الغربة) للدكتورة سمية عودة/ ميمي قدري

أديبتنا الرائعة د. سمية عودة ... عندما كَتبت أو بالأحرى كَتب الوحي (عُرس الغربة) ألقتنا في دائرة الإنبهار , لخصت أديبتنا المبدعة هم الوطن في عدة صفحات ... فكل قصة كانت رمز لسرب من أسراب مشاكل مجتمعنا المصري , فمثلاً (سيمفونية القطار) جمعت الأمل والحلم في الفتاة الفقيرة كأمل الشعب المطحون في الحياة الكريمة , وتستمر الفتاة في الأحلام بالرغم من واقعها المرير,
الذي جذب إنتباهي وحرك مشاعري (جميلة... الجمال) بثوبها الأبيض الناصع هي مصر بكل شموخها وعِزها... هنا مصر بشرفها , والجمال هو رمز للتعدات والتفرقات الحزبية والأطماع التي تُلقي بوطننا في جُب الخطر, ولكن مصر هي مصر... تتمخض عن حريتها وقوتها, عندما إختفت الجميلة ولم يعرف طريقها أحد... رمزت أديبتنا هنا لحالة مصر أثناء المخاض العسير
ولكن وُلدت من جديد وإحتفظت بجمالها وبهائها وظلت في عيون العالم هي الكنانة وملجأ وملاذ كل البشر
(عُرس الغربة)القصة التي جملنا المجموعة بإسمها وهذه القصة التي تدل على أن الوطن بمساحته الشاسعة ومكانته في قلب كل إنسان متمثل في انسان واحد ألا وهو الزوج , فعلاً فعندما تتزوج المرأة يتحول الوطن من حدود وفواصل ومساحات إلى قلب زوجها بكل ما تعنية الكلمة من معنى, فقلب الزوج هو وطن الزوجة .
قصة (صابرة)فكرة جديدة هي موجودة بكثرة في مجتمعنا ولكن لم يتطرق اليها أحد , طمع الأب وتحكمه الذكوري في مستقبل إبنته بحجة الدين والشرع
فالقصة جريئة وأثبتت أن الأدب النسائي يفرض نفسه , وأن الأديبات العرب لا ينقصهم الجراءة في الكلمة والفكرة.
(عندالأريكة الخشبية) هي قصة مميزة ومن وجهة نظري ورؤيتي لحروف أديبتنا فهي قصة جوائز , فهي لوحة تشيكلية أبدعتها ريشة الأديبة ( سمية عودة) جعلتنا نتغلغل بين ثنايا ألم فتاة يعتبر ألم الكثيرات من فتيات الوطن العربي ألا وهو الخوف من مشكلة تآخر سن الزواج أو كما يقولون بلغتنا الدارجة (فاتها القطار) , وهنا تبدأ مشكلة البكاء عما ضاع من العمر ... وهنا تقع البطلة بين الرحى .. بين الواقع الذي تعيش فيه وذكرياتها , وهنا تكون الأريكة الخشبية هي مبكى حياتها وهي لا تعلم أن احتمال كبير يكون حالها الأن أفضل من حالها كزوجة... يكفي انها تَملك القرار!!!
وهذه نعمة تفقدها الكثيرات من بنات جنسها, اذا تكلمتُ عن كل قصة على حده لن تكفيني مداخلة واحدة ولهذا أُنهي مداخلتي بقصة (الأعمي ... بصير) توقفت كثيرا أمام هذه القصة, وبما انني قارئة نهمة هذه القصة نادرة الوجود , ممكن أن يكون تناولها البعض جزء من الكل وليس الكل
فمنهم من تناول تقمص الأعمى لدور البصير ولكن لم نجد من يضحي ويجرب ظُلمة الأعمى وهو بصير
هنا التفرد والكوميديا الساخرة الجارحة
فهنا تغلفت الابتسامة بالبكاء المرير ... لن أستطيع أن أقول أنها كوميديا ضاحكة مائة في المائة
فعندما قرأتها لم أشعر الا بجذوة النار تشق صدري
ولكن عموما المجموعة القصصية تُلخص ألم أمة بكاملها وثقافة مجتمع علاه الغبار
أديبتنا الأروع وكاتبة الوحي صاحبة (عُرس الغربة)
غيرت مسار القصة القصيرة... ووضعتنا على الطريق الصحيح أن الكلمة أمانة وأن القلم سيد الموقف
شكراً يا وحي الكلمة والإبداع

CONVERSATION

0 comments: