رسائل من تخيّلات رجل محموم/ د. عدنان الظاهر


أولاً /
قررت أنْ أبدأ في قراءة المقالات الادبيه لصديقي ...صداقتة والمتنبي متينه فهما يتبادلان الايميلات كما ان المتنبي يزوره ويتحاور معه ويتحدث صديقي عن شعر التفعيله و قصيدة غيوم ويأخذه تيار الشعور و اللاشعور الي استرجاع الماضي وفراق العراق و الشعور بالاغتراب و الشتات. ثمَّ انتقل صديقي الى الحديث عن مأساة العراق والاحتلال الامريكي له وختم حديثه بالدفاع عن المتنبي و نفي تهمة الالحاد عنه و كل هذا الحوار الادبي تم بصوره متناسقه ومترابطه .
لا ينتهي الحديث عن هذا الصديق
الذي رسم و مازال يرسم بريشة الفنان
لوحات ادبيه تمس الروح والوجدان .

ثانياً /
عيوني الساهره قررت ان تنام
و اكتفت بهذا القدر البسيط من سيرة صديقي الذاتيه وجواهره الادبيه ، لكن ولكن هل ينتهي الحوار الادبي؟ لم و لن ينتهي
ويبقي صديقي
في الذاكره
لا يمحو سيرته النسيان

ثالثاً / قرأ صديقي رسائلَ قديمة كتبتها له إحدى زميلات الدراسة الجامعية :

صباح الفراشات
احب ان اجيب صديقي على سؤاله : إني في اوائل العشرينيات من العمر .وانا التي سأنال الشرف اذا رأينا انا و امي صديقي على الطبيعه. ولكن كيف اللقاء وبيننا بلاد كثيره ؟ انا اعتبر انَّ هناك لقاءً فكرياً علي الاقل.وهذا اللقاء الفكري دفع صديقي الي التفكير في نشر بعض اشعاري البسيطه.لا تهمّني طريقة نشرها أو إذا كنتَ ستذكرُ اسمي كاملا أو لا ... الاهم انها نالت اعجاب صديقي.
بلا توقيع

رابعاً /
لا اعرف ان كنت اقول صباح ام مساء الورد لصديقي .
أعرفُ أنني أسهر كثيرا وأنَّ السهرَ مضرٌّ و لكن للاسف انا من عادتي السهر ليلا. كما انني مشغوله حاليا بدراسه خاصه بالماجستير وقد حكيت لوالدتي قصتك مع الوالده المرحومة فضحكت كثيراً لانها دائما تنصحني بالنوم المبكر وانا لا اسمع .الكلام
كل الحب و التقدير لصديقي و أستاذي ...

بدون توقيع
خامساً /
تحيه مملوءه بعبق الورد ومنقوع الياسمين
الي شمس بابل
اتمني ان اكون فعلا فراشه قد استطاعت ان تساهم ولو قليلا بفكرها في شعر نهر عدن

بدون توقيع

سادساً /

الي شمعة الادب وقنديل الشعر
لم اكن اتخيل ان بساطة كلماتي وافكاري قد اثارت قريحة الشعر عندك لهذه الدرجه من الرقه والجمال وجعلتك تتخيلني كبديله لليلى.
إنْ كنتُ انا مَنْ أنا فانت نهر عدن
تكتب جواهر شعريه وتصنع قلائد من الالماس لا يشوبها اي التباس
خالية من التوقيع
سابعاً /

لا ادري ياصديقي ان كنت انا اميرة النجوم ام انك كوكب في سماء الشعر
ما اروعك ياصديقي
إنه لشرفٌ كبيرٌ لي ان تنشر لي كلمات شعري البسيطه وان تقرنها بشعرك الرائع و بموهبتك الادبيه الخلابه.
اما عن قصيده معزوفه بابليه فرعونيه ...
أحبُّ أنْ أحييك على احساسك الادبي المرهف الذي استطعت به وبحدثك الفني ان تصيب الوصف وتتفوق على الخيال فان كنتُ انا قيثاره فانت الناي الذي يعزف اجمل المقطوعات ويخلد لحنا للوفاء الجميل . وإنْ كنتُ أنا أميرة النجوم فانت ملك الشعر الذي يرسم بقلمه جواهر ادبيه من زمن الحضاره البابليه. انت المايسترو قائد الفرقه الشعريه وانا تلميذه علي باب دارك كانت تتردد في أن تطرق بابك. تشعر بالسعاده والفخر انها في فرقتك الشعريه تنهل من ابداعاتك الادبيه وتحظى رغم بساطتها بكل هذا الحب و التقدير
لا اعرف ان كان هذا حلما ام خيال ؟
( لا حاجة للتوقيع ) !

ملاحظات /
مَنْ هو المحموم ، أنا ، رأسي أم هي التي لا أعرفها ولم أرَها في حياتي ولم تذكر إسمها حتّى ؟ عجيبٌ أمرُ هذا الزمان ! حين قلتُ ذات يوم : طاح حظ هذا الزمان وصلني إعتراض قوي من حلّة بابل يحتجّون ويدافعون عن الزمان ويتهمونني بأني عاق ناكر لجميله . أضافوا لمشكلتي الأصل بحيرتي مع صاحبة هذه الرسائل مشكلة أقوى إذْ وضعوني أمام الزمان فيا صاحب الزمان عجّل الفَرَج وفكَّ سجنيَّ وارفعْ عن كاهلي مصيبتي وإلاّ فأنا بحكم المقضيِّ عليه عاجلاً . يا أهل الحلة : هل زمانكم غير زماني تمدحونه حين أشكوه وأشتمه وتدافعون عنه إذْ أضعه في الحضيض ؟ ناصفوا يا أهل الحلة واعدلوا ولو قليلاً فالعدل أساس المُلك كما تعلمون .
كيف ومن أين أتتني هذه الرسائل الرومانسية الخجولة ؟ هل يستحق هذا الموضوع تفكيري وانشغالي به إلى حد القلق ؟ ألا من يُجيبُ ويُعين ؟ هل فيها أمل أو بقية من أمل في أنْ تسمع أو تتنبأ فتستجيب وتكشف عن نفسها ما اسمها ومن وما هي وما جنسيتها ؟ هل قصدتني أنا بهذه الرسائل أم كانت تستعرض قدراتها الأدبية كأنها تؤدي إختباراً في موضوع الإنشاء . كم درجةً يستحق إنشاؤها هذا ؟ أسأل قارئي العزيز فهل يُسعفُ فيُجيبُ ؟
يا سيّدة لا تعرفني وتجهل قدري ومقتدري إفصحي عمّن تكونين ومن دلّك على دروب بابي المقفل وكيف وقع اختيارك عليَّ حقلاً تجريبياً دون أخذ موافقتي . ثم ألم يُثنِ عزمك المنفلت سكوتي عنك وعزوفي عن الرد وزهدي حتى بقراءة ما ترسلين ؟ ما أقساك على نفسك وما أكبر جسارتك على طرق الأبواب الغريبة !
لا أدري ولا غيري يدري متى تتوقفين عن الكتابة لي فأنا لستُ الموضوع المناسب وليس فيَّ ما يُغريك على المجازفات فجدي غيري هدفاً يسيراً تغريه الفقاعات والألوان والأضواء الخاطفة . نعم ، حاولي يا غريبة ويا مجهولة الأبعاد والأصل والتفاصيل إيجاد غيري يتلّهى بك ويخدع نفسه باللهو معك اما أنتِ فواصلي معه لُعبة درس الإنشاء . ترسبين أو تنجحين في إختبارت هذا الدرس تلك مسألة خارج الصدد . أين أضع رسائلك هذه ؟ لا مكانَ عندي لها في بيتي ولا في قلبي ولا في أجهزة الحاسوب . سمعتُ صوتاً من بعيد يقول ( إطبعها واحفظها في جيوبك لِصق فؤادك ) . ما هذا الصوت وهل حقاً هو صوتها ؟ إنه لصوتٌ عذبٌ مؤثّر صافي النغمات . كلّمتُ نفسي [ هل هناك إحتمال الوقوع في غرامها وقد فاتتني أوانات الغرام وملابساته ومشتّقاته ؟ ] . جاءني صوت حمّودي الكناني شاقّاً الفضاء ما بين الحلة وكربلاء [ كل شيء اليوم ممكن فخذ حذرك يا رجل كم مرةً قتلتَ نفسك فلا تدعْ غيرك يقتلك وقد اشتعلَ الرأسُ حَطَبا ] . هل هذا صوت الكناني ؟

CONVERSATION

0 comments: