وفاة الأب الدكتور يوسف سعيد

ما أن قررت الاستسلام الى النعاس ودخول فراشي، حتى حملني حب الاستطلاع لمراجعة بريدي الالكتروني قبل أن أقول: تصبحين على خير لمجلة الغربة. ويا ليتني لم أفعل، لأنني وجدت رسالة من الأديب والشاعر والفنان السوري صبري يوسف تحمل لي خبراً طيّر النوم من عينيّ وزرع مكانه الدموع. لقد أخبرني الصديق صبري أن الأب الدكتور يوسف سعيد قد انتقل الى رحمة الله تعالى، وأنا الذي كنت أسأله منذ ايام عن عنوانه الذي أضعته لأواصل رحلتي الأدبية مع أجمل إنسان التقيته في المربد الشعري الثامن في بغداد، وراحت الرسائل المتبادلة تحوك أجمل صداقة عرفها القلم. أجل لقد كان الأب الدكتور يوسف سعيد شاعراً محباً، وصديقاً غيوراً، وكاهناً قديساً، يعرف كيف يمتلك القلوب من المصافحة الأولى.
يوسف سعيد الدكتور والشاعر والأديب والفنان والصديق لم يمت.. إنه باقٍ في كل كلمة نزفها يراعه، وفي قلب كل انسان عرفه فصادقه فأحبه..ومن يحبه الآخرون ستحبه السماء لا محالة.. فاهنأ يا صديقي في ربوع جنة طالما هتفت لها. أحبك.. أجل.. أحبك.
شربل بعيني
وإليكم رسالة الصديق المشترك الاستاذ صبري يوسف:
الصديق العزيز الشاعر شربل بعيني
تحية

أعلم جيداً كم كنتَ على علاقة حميمة ورائعة مع الشاعر المبدع الأب د. يوسف سعيد، وقرأت الرسائل المتبادلة بينك وبينه عبر موقعكم ومن خلال تلك الرسائل تواصلت مع موقعكم الفسيح.

أخي شربل

بحزنٍ عميق تلقّيت البارحة خبر وفاة الأب الشاعر يوسف سعيد في إحدى مشافي ستوكهولم، ولم أتمكن من التواصل معك البارحة لأنني كنت منهمكا لإعداد ملف عن أشعاره وخبر عن وفاته لأنني كنت من أقرب المقربين للأب يوسف سعيد شعريا وأدبيا وصداقةً!

أرسل إليكم عبر المرفقات خبر الوفاة، وملف حول فضاءات الأب يوسف سعيد، أربع قصائد له مع تقديمي لهذه القصائد/ حيث تم نشر هذه النصوص مع تقديمي ضمن كتاب منذ سنوات عن طريق دار نشري، وبوبتها الآن للمساهمة في غربتكم الفسيحة

رحل الأب الشاعر يوسف سعيد وترك لنا شعرا وأدبا خالدا سيبقى في ذاكرتنا وروحنا إلى الأبد
خاتمة الأحزان

أخوكم صبري يوسف
**
واليكم خبر الوفاة :

وفاة الأب الشاعر د. يوسف سعيد في ستوكهولم عن عمرٍ يناهز الثمانين.

توفي الأب الشاعر د. يوسف سعيد أحد كبار شعراء الحداثة في إحدى مشافي ستوكهولم صبيحة هذا اليوم الثلاثاء 7. 2 . 2012 ، بعد أن ترك خلفه إرثاً شعرياً وأدبيَّاً هامّاً.

الأب الشاعر د. يوسف سعيد مواليد الموصل ـ العراق 1932.
أتمَّ دراسته الأولى والتحق بالكلية اللاهوتية وعين رئيساً روحياً لطائفة السريان في كركوك، حيث التقى هناك جماعة شعراء كركوك، الذين تركوا تأثيرات مهمة على شعره ، كما ترك هو الآخر تأثيره على أصدقاء الشعر، وقد كان لجماعة شعراء كركوك تأثيراً كبيراً على الشّعر العراقي والعربي.
نشرت أشعاره وكتاباته ابتداءاً من عام 1953 في الصحف والمجلات العراقية والعربية وكان لها صدى طيب على الساحة الأدبية والثقافية.
غادر العراق عام 1964، متوجِّهاً إلى بيروت وهناك التقى مع أبرز الشعراء والكتاب وعاش في بيروت حتى عام 1970. نشر في مجلة شعر قصائد بعنوان: "بهيموث والبحر" وقد أثنى عليها الكاتب المعروف جبرا ابراهيم جبرا، ونشر في ذلك الوقت قصائد بهنوان: "أضواء آتية من أسواق القمر" في المجلة التي كان يرأسها آنذاك أدونيس، وقصائد عديدة أخرى. كما ترجم أكثر من خمسين قصيدة لمار أفرام السرياني، نشرتها مجلة شعر.
وجّه أنظاره إلى السويد عام 1970، متّخذاً من إحدى ضواحي ستوكهولم، سودرتالية مقراً هادئاً للعيش والكتابة، حيث وجد في صمت السويد وجمال ثلوجه وغاباته ما يحرضه على الكتابة المتدفقة كالينبوع.
قال عنه الشاعر ميخائيل نعيمة" انني لم أجد في حياتي كاهنا بهذه الروعة الشعرية العميقة في الحياة.
بعد سنوات طويلة من العمل في سلك الكهنوت تفرغ كليا للكتابة، يكتب عن تجربته الحياتية وعن رؤاه الغزيرة في الحياة.
تميَّز بخياله الجامح، يأخذ القارئ إلى فضاءات فسيحة وخلاقة، يخطُّ جملته الشعرية وكأنّه يلتقطها من خاصرة السماء الصافية، ومن أهداب النجوم، ليقدم للقارئ خطاً شعرياً متفرّداً ومتدفقاً بالإبداع.

أصدر المجوعات الشعرية التالية:

المجزرة الأولى مسرحية كركوك 58
الموت واللغة قصائد ـ بيروت 68
ويأتي صاحب الزمان ـ السويد 86
طبعة ثانية للتاريخ ـ قصائد 87
مملكة القصيدة، دراسة شعرية ـ بغداد 88
الشموع ذات الاشتعال المتأخر، قصائد ـ بيروت 88
السفر داخل المنافي البعيدة، قصائد ـ دار الجمل، كولونيا ـ ألمانيا 93
سفر الرؤيا، قصائد ـ لبنان 94
فضاءات الأب يوسف سعيد، الأرض، التراب، السماء، الماء ـ دار نشر صبري يوسف ستوكهولم 99
وغيرها من الدواوين والقصائد ، كما كتب الكثير من القصائد باللغة السريانية .
نال جائزة آرام وجوائز أخرى في مجال الشعر والإبداع.
توفي في سودرتالية، إحدى ضواحي ستوكهولم صبيحة هذا اليوم الثلاثاء7. 2 . 2012 عن عمر يناهز الثمانين من العمر، قضاه بأعمال البرّ والتقوى والإبداع الخلاق.
إلى جنان الخلد أيُّها الشَّاعر والأب الرُّوحي المبدع، ستبقى أنتَ وشعركَ حيّاً وخالداً في قلوبنا إلى الأبد.

صبري يوسف
ستوكهولم

CONVERSATION

0 comments: