على تخوم الموت تغرق سفن النجاة.(3)/ خليل الوافي


وانتقلت حلبة الصراع خارج الحدود الوهمية،التي لم يعد الاعتراف بها في ظل نظام عالمي جديد شارف على النهاية لان عولمة الهيمنة والقطب الواحد اجلت بموت معالم نظام ينهار كل يوم بفعل الطروحات التي جاء بها بيان الدول العظمى بعد نهاية الحرب العالمية الاخيرة .والاهتمامات الكبرى بحقوق الانسان .وما يترتب عليه من اتفاقيات ومعاهدات ومواثيق دولية ترسخ مفهوم العدالة والحرية كنتاج حضاري يجب ان تحترمه جميع شعوب الدنيا.وتضع اطارا مرجعيا للحفاظ على هذا المكتسب الحقوقي.وعدم العدول عنه عند وقوع الازمات والحروب .لكن الغريب في هذه المعادلة الصعبة .هو تباين شاسع بين تطبيق مقتضيات النصوص الاجرائية ونية تنفيذ المسطرة الجنائية في حق مرتكبي الجرائم الانسانية .والانتهاكات العلنية التي يتعرض لها مواطنون ينتمون الى الالفية الثالثة .ويظل الاستبداد السياسي سيد الموقف لاية تسوية ممكنة لا على المدى القريب و لا على المستوى البعيد....

ان سياسة شد الحبل في معالجة قضايا حقوق الانسان،دخلت منعطفا خطيرا،وابانت عن فقر وشح في ضعف الضمير الانساني ،وعدم استيعابه مايجرى ،حيث غلبت المشاعر الهدامة على سلوك اصحاب القرار السياسي ،و النزوح لاستخدام مفرط لقوة على حساب الوعي الجماعي بخطورة ردود الفعل القادمة من رياح التغيير التي تعود كل موسم ،وتفعل فعلتها كما جرى ويجري في الربيع العربي الذي سيعرف هذا العام تحولات في مسار السياسة العالمية ،وانهيار قطبية التفكير الاحادي المتحكم في اعناق الناس ،ومصائرهم المرهونة بالاخر سواء كان حليفا او عدو.الامر سيان في تركيبة الساسة و الشركات العملاقة العابرة للقارات ،و التي تهتم بادق التفاصيل عن حياة كل فرد منا،وتملك مفاتيح ارزاق العباد،وتوجه الاقتصادات المحلية نحو الهلاك، وتضع شروط المنافسة خارج مؤشرات الربح و الخسارة ،وهي بذلك تسلك ممرات مظلمة لتقوم بدور المنقذ من غرق محتوم....
يتبع..................

CONVERSATION

0 comments: