رسالة مسائية عبر الهاتف النقّال من صديقي المعجزة سامي داوود:
"بالصبر والسهر وليالي الربيع الحلوة ،أتمنى أن أنتقل لحياة أبدية ليس فيها موت",,
سبقتها مكالمة هاتفية ظهرية 1:30غير متوقعه منه بعد غياب دام أكثر من شهرين
§ سامي؟
§ (بنبرة صوت تحافظ على حدتها):ولا مين؟
§ يضحك ،الموت القادم عبر سرطان رئته اليمنى(أحقر موديل) أكل ثلثي فجور ضحكته المجنونة:مشتااك
§ سامي هل أنت أصيل الى حد أن عشر اعوام أمضيتها في رحاب نيتشه الأب وضواحي ألمانيته لم يزحلقو معايير لهجة القرى الضفَّاوية من لغتك؟
§ يعني بدك أكول مشتاق؟هاهاها
§ بنبرة تنتظر نفياً لحقيقة لا تأكيداً: لماذا تحب أن تعيش حالة الموت،كرهت كذباتك المتكررة ،ولكني أكره كذبتك المقيتة هذه المرة، رسائلك المتكررة"سأموت بعد ربع ساعة""الذي يموت فقط خلايا""
§ أنتظر الموت بفارغ الصبر الرحلة الأبدية" ،هل هذه حقيقة.؟
§ صمت قليلا:والله العظيم حقيقة
§ أردت دائما أن لا أصدق هذه الحقيقة،حتى اللحظة هذه
§ صدقيها أرجوك
§ ،لم يعد هناك وقت أصلا للتصديق،ويفخر بنفسه :ولكني هنا الآن على رأس عملي ألبس قميصاً أخضراً مشعاً ،وبنطالاً أسوداً بخطوط أفقية رمادية تجرح صدره ،وجاكيت سوداء أنيقة،وأنتظر...
§ ماذا تنتظر؟
§ الرحلة القادمة ،الراحة المضمونة
§ لا أعتقد أنها مضمونة ياسامي
§ أخبرتك بنبأ تحضيري لمعرض فني عبر رسالة،هل يعجبك الأمر؟
§ فرحت لك،وسيأتي يوم تضحكين على فرحك الطفولي هذا عندما ترين نجاحاتك القادمة , فأنا أراهن عليك.
§ هل تعلمين شيئاً؟ بمجرد التقيتك زرعت فيك جذور سامي،حتى أني فرح لأني أشعر أني أسمع في صوتك صوت سامي،وعندما أرحل عن الدنيا بعد أعوام يظل صدى صوتي منعشاً للكون ,
§ هل تحبني؟
§ أنت كل شيء لي ،وها أنا في أيامي الأخيرة لا أجد غيرك يرث مخزوني الأدبي
§ أين أنت؟
§ في الشارع
§ يصهلل ضحكاً
§ أنا في الشارع ،ضياع دائماً،حتى أثناء نومي أشعر أني في الشارع
§ الآن استند لعامود كهرباء بوقفة مائلة وأحادثك ،وكم ارغب لو قفزت لي من هاتفي الأنتيكة والتقطت لي صورة..
§ متى سأرى وجهك مرة أخرى عبر الانترنت؟
§ احتفظي بآخر صورتين جميلتين لي في ذاكرتك ،وانسي أمر أن ترى سامي بصورته المرضية المثيرة للشفقة ،الإشعاع الكيمائي فعل مافعل!
§ هل تسمع صوت أبواق السيارات،أقف الآن عبر مفترق شارع فلسطين أنشغل بإغلاق بعض أزراري قميصي المنفلتة،وأحمل هاتفي باليد الأخرى،حتى أني لم أنتبه لصراخ السائق على:اقطعي الطريق ثم واصلي حديثك "يختي"؟
§ أنت مجنونة
§ هل تعلم أن محادثة تلفونية على هذا الطراز تعتبر مثيرة وملفتة للانتباه،ولكن هل تدري رغم أني أشعر كما لو أني في مكان عملك أجلس على الكرسي المتحرك المجاور لك أتأمل تضاريس وجهك بعد المرض،إلا أن حركة المارة تثير ضحكي ،إنهم أغبياء لايفهمون معنى الحياة.
§ يضحك .نضحك بهستيرية عالية الجودة
§ سأعد القهوة؟هل ترغبين بفنجان قهوة بارد ؟
§ بصحبتك .أرغب بالكثير
§ سأذهب
§ اوووه..هذا يثير إعجابي! هل تدري أكثر مايثيرني هو رضى الأنثى ،وكم أتمنى لو أرى وجههك الآن ،سأنهي المكالمة،وعندما تجدين مكانا مريحاً هاتفيني
§ هل ستزور التواليت؟
§ أتمنى أن تحرق بعض جنونك شمس هذا الطقس الجاف
§ هل ستكون بخير؟
§ ربما..
إقرأ أيضاً
-
Trifles أشخاص المسرحية سبعة وهم : جورج هندرسون (مفوض المقاطعة) ، هنري بيترز ( الشريف)، لويس هايل ( مزارع وجار لآل رايت) ، السيدة بيترز (زوج...
-
حازت الروائية والشاعرة اللبنانية المقيمة في فرنسا فينوس خوري غاتا (74 سنة)، جائزة أكاديمية "غونكور" للشعر 2011 عن مجمل أعمالها، ع...
-
يعتبر التراث الشعبي لكل أمة حجر الزاوية في بناء حضارتها وتطورها وتقدمها،والتراث هو ما ورثناه عن الآباء والأجداد وتناقلته الأجيال المتعاقبة م...
-
تحقيق ريما يوسف سلس، عذب، يتهادى على أنغام ربانية، تخرج من الحنجرة بأروع قافية وخاتمة، روعته تكمن بالتحدي، وسحره بتسلسله المتناغم،...
-
ما من شك ان العمل الذي اقدمت عليه جماعة الإخوان المسلمين في مصر أثناء عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، بإشعال النيران في منزل الصح...
-
السيدة الوزيرة وانا اصاحب احدى السيدات لتضع مولودها بإحدى المستشفيات العمومية، حيث تقف عن وجه من او...
-
ليست الرواية الأولى التي أخوض غمارها للكاتب السوري الشاب عبد الله المكسور، وربما لحسن الحظ أننا قد ارتبطنا بصداقة قوية رغم المسافات م...
-
يغادرنا اليوم اللواء أنطوان لحد الذي غاب عن الاعلام منذ الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب سنة 2000 وهو كان قاد جيش لبنان الجنوبي مدة 16 عاما و...
-
خليل حاوي * خليل حاوي شاعر لبناني درس الفلسفة في جامعة كمبردج البريطانية وبعد أنْ نال شهادة الدكتوراه رجع إلى لبنان ليمارس التدريس في إح...
-
الغربة من فريد بو فرنسيس أقامت بلدية مزيارة حفلاً تكريميًا للشاعر يونس الإبن، وذلك برعاية معالي وزير الثقافة الأستاذ غابي ليون مم...
0 comments:
إرسال تعليق