استقلت فتاة مسلمة سيارة أجرة " تاكسي " ، وما أن لمحت بعض الصور ، التي تدل على أن قائد السيارة رجل مسيحي ، حتي طلبت منه أن يتوقف بها أمام قسم شرطة سوهاج ، وهناك فوجيء السائق بأن الفتاة تصرخ ، وتدّعي عليه : بأنه حاول خطفها ، واغتصابها ، وإجبارها على اعتناق المسيحية .. موقف اصابه بالذهول ، وافقده الوعي ، والاحساس بكل شيء !..
حضر رجال الشرطة ، وتم عرضهما على ضابط المباحث ، الذي طلب من السائق بطاقة هويته ؛ للتعرّف على بياناته .. وسط بكاء ونواح الفتاة ، التي اخذت تردد ادعاءاتها بإصرار شرير ، وطالبة الحماية .. إلا أن المفاجأة المدهشة أن ضابط المباحث اكتشف أن السائق مسلماً وليس مسيحياً ، وانه يعمل على هذا التاكسي الذي يملكه رجـل مسيحي .. والمدهش أكثر أن ضابط المباحث صرف الفتاة التي ادعت كذباً وبهتاناً على السائق بدون توجيه أي اتهام لها ، أو حتى تحرير محضر إثبات حالة ! ..
يالها من حادثة مروّعة ، تصطدم : بالإنسانية ، وبالاخلاقية ، وبالمهنية !
وتنزف التساؤلات ، ألماً ..
هل وراء تصرفات الفتاة ، تنظيم يستخدم الزور ، والباطل ، والتحايل الخبيث ؛ للوقيعة بالابرياء ؛ لكونهم على غير دينهم ـ فقد قيل أن هذه الواقعة هي الثانية من نوعها وخلال نفس الشهر ـ .. ، وهل اصبح الأفك ضمن وسائل الدعوة إلى الدين ، ونصرته ؟!..
أم أن تصرفات الفتاة ، وليد اللحظة ، ومن تفكيرها الخاص ، ومن تخطيطها المنفرد الشخصي ، وبجرأة من يعتقد أن من يفتري على المسيحي ، ويلفق له الاتهامات الكاذبة ، لن يحاسب على ذلك ، واقصى ما سيحدث له هو أن مخططه لن يكتمل هذه المرة ؟!..
وماذا كان سيحدث لو كان السائق مسيحياً ، ألم نكن سنتحدث اليوم عن مأساة جديدة لأسرة بالكامل ، سُجن عائلها الوحيد لأجل غير مسمى ، وربما يُتهم بالإغتصاب ؛ فيعتدى على اسرته ، وعائلته ، وعلى كل تجمعات المسيحيين .. كما حدث في فرشوط ؟!..
ولماذا لم يؤدي الضابط واجبه المنوط به ، بتسليم هذه الفتاة الكاذبة للعدالة ؛ لمعرفة ما تخفيه وراءها ، والقصاص منها ، ومن مُحرّضيها - إن وجدوا ـ .. أم أن هناك كثير من أمثال هذا الضابط ، الذين يساعدون على اتمام مثل هذه الفتن الطائفية ، أو مباركتها بالصمت ؟!..
هذه الكارثة الوطنية ، صرخة نداء عاجلة لمقاومة ثقافة الأفك ، ومعاقبة مرتكبيها ، والمتهاونين والمتساهلين معها ، وملاحقة هؤلاء الذين يعملون في الخفاء على هدم معبد الوطن على مواطنيه .. فهل من مستجيب ؟!..
إقرأ أيضاً
-
Trifles أشخاص المسرحية سبعة وهم : جورج هندرسون (مفوض المقاطعة) ، هنري بيترز ( الشريف)، لويس هايل ( مزارع وجار لآل رايت) ، السيدة بيترز (زوج...
-
حازت الروائية والشاعرة اللبنانية المقيمة في فرنسا فينوس خوري غاتا (74 سنة)، جائزة أكاديمية "غونكور" للشعر 2011 عن مجمل أعمالها، ع...
-
يعتبر التراث الشعبي لكل أمة حجر الزاوية في بناء حضارتها وتطورها وتقدمها،والتراث هو ما ورثناه عن الآباء والأجداد وتناقلته الأجيال المتعاقبة م...
-
تحقيق ريما يوسف سلس، عذب، يتهادى على أنغام ربانية، تخرج من الحنجرة بأروع قافية وخاتمة، روعته تكمن بالتحدي، وسحره بتسلسله المتناغم،...
-
ما من شك ان العمل الذي اقدمت عليه جماعة الإخوان المسلمين في مصر أثناء عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، بإشعال النيران في منزل الصح...
-
السيدة الوزيرة وانا اصاحب احدى السيدات لتضع مولودها بإحدى المستشفيات العمومية، حيث تقف عن وجه من او...
-
ليست الرواية الأولى التي أخوض غمارها للكاتب السوري الشاب عبد الله المكسور، وربما لحسن الحظ أننا قد ارتبطنا بصداقة قوية رغم المسافات م...
-
يغادرنا اليوم اللواء أنطوان لحد الذي غاب عن الاعلام منذ الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب سنة 2000 وهو كان قاد جيش لبنان الجنوبي مدة 16 عاما و...
-
خليل حاوي * خليل حاوي شاعر لبناني درس الفلسفة في جامعة كمبردج البريطانية وبعد أنْ نال شهادة الدكتوراه رجع إلى لبنان ليمارس التدريس في إح...
-
الغربة من فريد بو فرنسيس أقامت بلدية مزيارة حفلاً تكريميًا للشاعر يونس الإبن، وذلك برعاية معالي وزير الثقافة الأستاذ غابي ليون مم...
0 comments:
إرسال تعليق