ما هو الأفق المنظور؟/ نبيل عليان إسليم

في خضم الأحداث الجارية والمتسارعة التي تشهدها الساحة الفلسطينية كل لحظة سواء التي يفرزها الميدان المشتعل في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال مواجهة العدو أو الجلسات الحوارية الداخلية والخارجية، وهنا أقصد بالجلسات بين حركتي فتح وحماس، والخارجية المتمثلة في اللقاءات التفاوضية بين السلطة الفلسطينية والكيان، يجد المتابع للأحداث غموض يرتاب المشهد السياسي الفلسطيني.
كلنا نعلم بأنه يوجد مساران تتبنى كل من فتح وحماس أحدهما ويتلاءم مع ايديولوجيتها، وتشهد الفترة الحالية حراك دراماتيكي في كثير من الملفات والأحداث، لا سيما ملف المفاوضات الفلسطينية الصهيونية يسيطر على المشهد الفلسطيني، والذي يعتبر حلقة من حلقات مشروع التسوية الذي لم يتمخض عنه أي شيء لصالح القضية الفلسطينية فتختلف المسميات والهدف واحد، وثيقة كلينتون خطة كيري اتفاق مرحلي خارطة الطريق وغيرها ... وكل هذه الاتفاقيات الهدف منها تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الحق الفلسطيني.
في إطار المفاوضات تخرج علينا بعض قيادة السلطة بين الفينة والأخرى بتصريحات من بينها أن الرئيس عباس حياته في خطر، وهناك تهديد وأضح المعالم يشن عليه من الكيان أذا لم يوافق على توقيع الاتفاقيات التي تم إقرارها من خلال الوسيط الأمريكي المنحاز لصالح الكيان، ونحن كشعب فلسطيني لا نعرف الهدف من هذه التصريحات هل من أجل تمرير سياسات حالية أو مستقبلية، أو غطاء لعباس من أجل التنازل عن الثوابت والحقوق الفلسطينية، كما تم التنازل عن حق العودة والذي وصفه عباس بأنه يشبه الحق في الزواج؟  وطالما أن هناك تهديد وأضح علي حياة الرئيس لماذا التعاطي والتجاوب والانخراط في طرق المفاوضات؟  هل التعاطي والتجاوب الهدف منه إنقاذ حياة أبو مازن وإذا كان كذلك؛ فهذا يدلل على أن هناك توجه لدى السلطة لإنقاذ حياة شخص ولا داعي لإنقاذ حياة القضية الفلسطينية التي تسلك باتجاه الهاوية.
إذا أردتم إنقاذ حياة الرئيس عليكم بخيار يتمتع بإجماع وطني الا وهو خيار المصالحة الفلسطينية الذي ينقذ حياة الرئيس وحياة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والتي أصبحت نتيجة الانقسام والتفاوض هشة تتقاذفها الأقطار، من قطب لأخر الي أن وصل بها الحال الي أن يتم تهديدها من الشقيقة والقريبة المصرية حيث أتضح ذلك من خلال التصريحات الإعلامية لبعض من يصفهم الإعلام المصري بالخبراء العسكريين الذين أبدعوا في وصف وتفصيل ثوب الإرهاب لقطاع غزة وأوجدوا من قطاع غزة كياناً معادي من أجل تصدير أزمتهم الداخلية علي القطاع ولفت الأنظار علي قطاع غزة الذي يعاني من الحصار المصري والإسرائيلي علي حد سواء فعندما ننظر إلي سياسية فتح معبر رفح فلا تختلف عن سياسة الاحتلال في إدارة المعابر من إغلاق وفتح للمعابر بالإضافة أننا كفلسطينيين لا نجد تفسير وأضح للهجمة الإعلامية المصرية التحريضية علي غزة وما هي الدوافع التي جعلت من الإدارة المصرية الحالية أن تجعل من قطاع غزة خصم لها، ونتيجة لذلك تمر العلاقات المصرية الفلسطينية وخاصة مع قطاع غزة في مرحلة هي الأضعف من نوعها ولا يمكننا التوقع الي أي سقف أو حد وما هي ملامح العلاقة المستقبلية  بين مصر وقطاع غزة في ظل ما يعرف بخارطة المستقبل المصرية واقتراب مصر من إجراء انتخابات الرئاسة وكيف ستؤول إليه العلاقة بعد الانتخابات وسيطرة العسكر مرة أخرى علي الرئاسة المصرية. 
وأيضا في إطار المصالحة الفلسطينية التي تشهد حراك حذر رغم أن حركة حماس منذ طليعة عام 2014 رفعت شعار هذا العام شعار المصالحة والتوافق الوطني وعكست رغبتها في إتمام المصالحة من خلال تهيئة مناخ المصالحة بإطلاق صراح السجناء من حركة فتح والسماح لنواب كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي بزيارة قطاع غزة، إلا أننا لا نجد أي وصف للمشهد القمعي وللاعتقال السياسي الذي تمارسه الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بحق أبناء الفصائل الفلسطينية خاصة أبناء حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
 ويمكننا تلخيص المشهد السياسي الفلسطيني باختصار شديد بأنه مشهد في الوقت الحالي يرتابه الانسداد وعدم القدرة علي وضع سيناريو وأضح ومرتقب لكل من ملف المفاوضات والمصالحة وصولاً بالعلاقات المصرية بقطاع غزة، ويرجع ذلك لأن المشهد السياسي الفلسطيني يطفو فوق بحر من المتغيرات التي تحدث ليس كل يوم بل كل لحظة 

CONVERSATION

0 comments: