وداع مؤثر لسنديانة الايمان المونسنيور ميشال بو ملحم/ أكرم المغوّش

شيع آل بو ملحم وأهالي بلدة عيمار والطائفة المارونية وأبناء الجالية اللبنانية والعربية في سيدني الفقيد الكبير الغالي المونسنيور ميشال أبو ملحم  الذي كان رحمه الله رجل دين محبا لجميع البشر، لا يفرق  بين أحد من الناس، صديقاً غالياً وعزيزاً متواضعاً يمثل بإيمانه الصميم وجه المسيحية الحقه لإنه رحمه الله لم يقبل أن يتحزب لإي كان مها علا شأنه بل كان لكل الناس وعلى كافة مستوياتهم إيمانا بتعاليم السيد المسيح:

«ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات».

ولد الفقيد الكبير في بيت كريم وأسرة محترمة وعائلة معروفة على مستوى محافظة الشمال وقضاء الضنية خاصة ولبنان عامة بمناقبيتها وكرم أخلاقها ومحبتها لجميع أهالي لبنان الثقافة والحرية خاصة والامة العربية عامة تلك العائلة الكريمة التي أعطت لبنان ودول الانتشار قامات رائعة من أدباء وشعراء وإعلاميين بارزين أمثال الصحافي المعروف جوزاف أمين بو ملحم ورجال أعمال كبار امثال طوني بو ملحم.

ولد الفقيد الغالي عام 1935 وتلقى علومه في مدرسة غزير اليسوعية وتابع دراسته اللاهوتيه في إكليريكية بلدة كرم سدة وأصبح كاهناً عام 1960 حيث بدأ خدمة الناس في أبرشية طرابلس المارونية كما عمل مديراً لمدرسة بلدته الغالية عيمار لعدة سنوات وأنتقل بعدها إلى الولايات المتحدة الاميركية ليعمل خادماً أميناً في كنائس الرعية.

وفي عام 1977 عينه سيادة المطران المثلث الرحمات عبده خليفة خادماً عزيزاً لرعية الطائفة في كنيسة مار مارون وأمين سر للمطرانية في سيدني .

ونظراً لخدماته وإخلاصه قام سيادة المطران الراحل عبدو خليفة بترقيته إلى رتبة مونسنيور وفي الوقت نفسه كان راعياً لكنيسة سيدة لبنان وأصبح نائباً أسقفياً للأبرشية المارونية  إلى عام 1994.

وكان رحمه الله إلى جانب المطران الراحل خليفة يصلان الليل بالنهار من أجل بناء الكنائس والمدارس والمشاريع الانمائية التي تعود على الطائفة والجالية اللبنانية والعربية واستراليا الحبيبة بالخير.

ويكفي أن فقيد الجالية واستراليا الاب الكبير ميشال أبو ملحم كان رحمه الله صمام أمان يعمل جاهداً على وأد الفتنة في مهدها بالتعاون مع المطران الراحل عبدو خليفة وأركان الجالية الشرفاء من مسلمين ومسيحيين وهذا هو الايمان الحقيقي لان الاديان جاءت بالمحبة والله محبة.

وقد شاركت الجالية العربية بكل شرائحها ومذاهبها وأطيافها وأديانها وأحزابها في مأتم فقيد الجاليه المغفور له المونسينور أبو ملحم وذرفوا عليه الدموع بعد أن صلى عليه الرهبان وممثلون عن المطران طربيه الموجود في لبنان وطافوا بجثمانه على مذبح الكنيسة.

ونحن نستذكره رحمه الله يوم نظم زيارة البطريرك صفير الاولى ويوم ألقى العظة التي نالت إستحسان البطريرك حيث كتب الصحافي الكبير جورج بشير الذي حضر مع الوفد الاعلامي في الصحف اللبنانية وتناقلتها وكالات الانباء بأن العظة التي القاها المونسينور المحترم ميشال أبو ملحم كانت عظة المطارنة.

وقد علمنا في الهيرالد من مصادر موثوقة أن البطريرك الراعي نعى الفقيد الغالي برقيم بطريركي.

وألقى الدكتور المحامي الشاعر مروان كساب قصيدة عدد فيها مناقب الفقيد الكبير كما القى الشاعر المعروف يوسف جبرين قصيدة نال عليها شكر اهل الفقيد مع الدكتور الشاعر كساب.

وكان الشاعر والاعلامي الكبير الاستاذ شربل بعيني قد رثى الفقيد الغالي بكلمات من عيون الشعر تليق بالراحل الكبير حيث كان الراحل صديقاً عزيزاً له من خلال مدرسة الراهبات ومعهد سيد لبنان الذي كان الاستاذ شربل بعيني من اركانه منذ عهد التأسيس وعلى مدى ثلث قرن تقريباً.

رحم الله فقيدنا الكبير الذي كان قلبا كبيرا ونفسا كريمة ويدا سخية في مشاريع خيرية في سيدني وبلدته الغالية عيمار وسنديانة عتيقه من سنديانات عرينه ومسقط رأسه عيمار البلدة الوديعة التي استقبلت جثمانة الطاهر بالورود والرياحين والدموع.

له الرحمة وأسكنه من نذر له حياته جنان الخلود مع الابرار والصديقين.

CONVERSATION

0 comments: