وسام المجلس اليهودي الأمريكي/ محمد فاروق الإمام

قال المجلس اليهودي الأمريكي إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أصبح أشد زعماء العالم "معاداة لإسرائيل" وطالبته برد وسام منحته له قبل عشر سنوات، فقد منح المجلس ومقره نيويورك لاردوغان جائزة "وسام الشجاعة" عام 2004 لما وصفه بموقفه من مكافحة الإرهاب والعمل من أجل السلام.
وقال جاك روزن رئيس المجلس في رسالة مفتوحة لرئيس الوزراء التركي بتاريخ 23 يوليو تموز نشرت يوم 24 "الآن نريد استرداده".
لم تكن ردة فعل المجلس اليهودي الأمريكي لتهز من قامة اردوغان الرجل صاحب المواقف التي عهدناها منه في مواقف قل نظيرها في هذا الزمن الرديء، فالوسام الذي قدمه المجلس اليهودي العنصري له لا يشرف اردوغان أن يضعه على صدره ولا حتى على حافر فرسه، واردغان هو من عفّر وجه الصهيونية بالعار والشنار ونزع عن وجهها لثام الكذب والزيف والادعاء، وكشف حقيقتها في المحافل الدولية في كل مناسبة اعتلى منبراً دولياً أو عربياً أو إسلامياً أو داخل تركيا، وهو اليوم يقف مدافعاً عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأعتى هجمة صهيونية عنصرية تقتل المئات وتدمر المنازل والمساجد والمدارس على رؤوس من بداخلها، في الوقت الذي نرى فيه القادة العرب، واخجلاه، يصمتون كصمت أهل القبور يختبؤون وراء ما تقوله الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض، وما يقرره السيسي في مبادرته المخجلة التي تنحاز للصهاينة دون أهلنا المظلومين في غزة الذين ليس لهم إلا الله!!
ومن غير اردوغان تجرأ أن يقول مشيراً إلى الدولة العبرية: "إن إسرائيل بهجماتها على غزة "تجاوزت هتلر في الهمجية".
وفي المقابل تنطع روزن رئيس المجلس اليهودي العنصري قائلاً: "بعد عشر سنوات من منحنا الجائزة لك، يقصد اردوغان، أصبحت أشد زعماء العالم معاداة لإسرائيل تدلي بتصريحات خطيرة من أجل مكاسب سياسية وتحرض الشعب التركي على العنف ضد الشعب اليهودي".
آه.. كم كنت أتمنى لو سمعت مثل هذا الكلام الذي هز الكيان الصهيوني وقادته يصدر عن أحد قادة العرب.. ولكن هيهات.. هيهات فقد ماتت الرجولة فيهم وعدمت النخوة عندهم وقد لف الموت الرجال منهم فلم يعد بينهم جمال عبد الناصر ولا الملك فيصل ولا الملك الحسين ولا حكيم العرب الشيخ زايد رحمهم الله، فقد كانوا أسوأ خلف لأعظم سلف!! 
ومن ردات الفعل عند الكيان الصهيوني قرار الدولة العبرية بتخفيض وجودها الدبلوماسي في تركيا بعد ان رشق محتجون قنصليتها في اسطنبول بالحجارة وعلقوا الأعلام الفلسطينية على مقر إقامة السفير في أنقرة.
وحتى أمريكا بكل هيبتها وانحيازها لربيبتها الدولة العبرية لم تستطع تحمل ما صرح به اردوغان، فقد وصفت وزارة الخارجية الأمريكية تصريحات اردوغان التي شبه فيها نائبا بالبرلمان الاسرائيلي بهتلر وقال فيها إن اسرائيل ترهب المنطقة بأنها "عدوانية وخاطئة"، وراحت بعيداً عندما وقفت وحيدة في منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في مواجهة قرار يندد بالهجمة النازية الصهيونية على غزة.
وانتقد اردوغان بكل شجاعة مواقف أمريكا والدول الأوروبية المنحازة للدولة العبرية، معترفاً في مقابلة تلفزيونية يوم الاثنين 24/7 بأنه لم يعد يتحدث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنفس المعدل الذي اعتاده فيما سبق.
وتنتشر في تركيا اليوم المشاعر المعادية لإسرائيل وحالة من الغضب على نطاق واسع فيها جراء الحملة النازية الوحشية على غزة، حيث وصل عدد القتلى الى أكثر من 800  شخصا بعد أن قصفت القوات الاسرائيلية مدرسة تابعة للأمم المتحدة مما أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل، وقد هب الشعب التركي في مظاهرات عارمة عمت المدن التركية قاطبة تندد بهذا الاعتداء، في الوقت الذي لم تتمكن مدينة عربية واحدة من تسيير مثل هذه المظاهرات.
وبالمقابل تنتشر في بعض بلداننا العربية أصوات نشاز تمجد إسرائيل وتعطيها الحق في حربها على غزة بحجة الدفاع عن النفس، وراحت بعض هذه الأبواق الرخيصة تطالب بقتل سكان غزة وذبح المقاومين الذين تنعتهم بالإرهابيين كما يفعل الكيان الصهيوني وينعق به إعلامه!!


CONVERSATION

0 comments: