المذيعة مايا مراد تحاور الأديب الفنان صبري يوسف عبر برنامجها بقعة ضوء

التقت المذيعة مايا مراد التي تعمل في الفضائية السريانية، "سوريويو سات" مع الأديب والفنان التشكيلي السوري صبري يوسف عبر برنامجها بقعة ضوء، "سبوت لايت"، وسلّطت الضوء على علاقة الأدب والفن بالحياة والجوانب النفسية والاجتماعية وبتقدم المجتمعات، كما تطرَّقت إلى تجربة صبري يوسف الأدبية والفنية، وقد جاء اللقاء سريعاً وعفوياً، مع أنه استغرق قرابة ساعة ونصف، مرَّ الوقت كأنه دقائق معدودة نظراً للتفاعل المثمر ما بين معدة البرنامج والضيف، وقد توقّف صبري يوسف عند الأدب كحالة إبداعية ثم أشار إلى وظيفة الأدب والفن ومهامه في المجتمع ودوره في حياة المجتمات البشرية منذ الأزل وفي حياتنا المعاصرة الآن.
وقد أشار الأديب الضيف إلى أنه من الضروري أن تولي مؤسساتنا الإهتمام الكبير لدور المبدع بشكل عام لأنه عصب الحياة فالكاتب والشاعر والفنان والأديب والباحث والمفكر، هو الذي يقدم خلاصة تجربته ورؤاه ورحيق إبداعه للآخر وعلى هذا الآخر وتحديداً مؤسسات الدولة والمجتمع في أي مجتمع من المجتمعات البشرية الوقوف ملياً عند تجارب المبدعين لأنهم صفوة المجتمع، مشيراً إلى أن مؤسَّساتنا السريانية والشرقية تهمل دور المبدع، وقد أشار يوسف في سياق ردوده على تساؤلات مديرة البرنامج على أن أوربا لم تنهض من عصر الظلمات وعصر الصراعات والحروب إلا بإعتمادها على مفكريها ومبدعيها لأن النخبة المفكرة والمبدعة هي التي تدفع المجتمع قدماً إلى الأمام جنباً إلى جنب مع العامل والفلاح، وكل مجتمع لم يولِ هذا المبدع إهتماماً جاداً وكبيراً نراه يرزح تحت كابوس التخلف والتحجُّر والحروب ومتاهات الانغلاق والتراجع والتقهقر ولهذا لا مفرّ من إعطاء دور النخبة المثقفة في أي مجتمع كي ننهض بالبلاد ونواكب بالتالي حضارة العصر.
ويرى صبري يوسف أن بناء الإنسان منذ تشكله جنيناً في رحم أمه مهم جداّ ثم رعايته وهو طفل بحيث أن ينمو نمواً طبيعياً بعيداً عن أية ضغوط قمعية واقصائية في كل مراحل عمره كي يقود هذا الطفل في مستقبل الأيام البلاد على الصعيد الذي يعمل فيه، لأن الطفل المقموع لا يمكن في مستقبل الأيام قيادة المجتمع، فهو يرى أن سبب تخلف المجتمع أي مجتمع يعود إلى عدم رعاية الطفولة ـ الإنسان كإنسان، وشدَّد على ضرورة التوقف عند الانسان كإنسان بعيداً عن التعصب الديني والقومي والعرقي والغربي والشرقي والقارّي! كما ركّز على افتقار التوجهات للسياسة العالمية على دور الجانب الأخلاقي الخلاق والروحي الخلاق، حيث يرى أن تركيز الدول الناهضة غالباً ما يكون على الجانب الاستهلاكي ويرى الطفولة غائصة في الكثير من بلاد الغرب في عوالم استهلاكية تؤثر سلباً في حياة المجتمعات على الصعيد المستقبلي لهذا يرى أن هناك فساداً في العالم ككل بما فيه الغرب أيضاً، ويجب التفكير جدياً في توجيه الطفولة في أصقاع الكون والتركيز على ما هو مادي وروحي إنساني علماني ديمقراطي حقيقي وليس التركيز على الاقتصاد وكأنه الهدف الأول والأخير في الحياة، مع أنه يرى أن الاقتصاد هو عصب الحياة لكن شريطة أن لا يكون على حساب خلخلة أخلاقيات قرون من الزمان!
ندعوكم لحضور اللقاء الذي أجرته المذيعة مايا مراد مع الأديب الفنان صبري يوسف يوم الاثنين القادم الساعة السابعة والنصف مساءً بتوقيت ستوكهولم المصادف 9.4.2012. آملين أن تقضوا وقتاً ممتعاً ومفيداً، كما آمل أن تقدم فضائياتنا المزيد من اللقاءات والحوارات مع مبدعينا على أكثر من صعيد لأن المبدع هو مرآة مجتمعه وهو البوصلة التي تقود المجتمع إلى التطوير والتنوير وإلى برّ الأمان والسَّلام والوئام بين البشر كلَّ البشر.
صبري يوسف ـ ستوكهولم

CONVERSATION

0 comments: