جائزة ساخاروف لرموز الربيع العربي

فاز خمسة من ناشطي الربيع العربي بجائزة ساخاروف المرموقة لحرية الفكر، وهم التونسي محمد البوعزيزي، الذي اطلق بانتحاره شرارة الثورة في تونس، والناشطة المصرية اسماء محفوظ، والناشط الليبي المعارض احمد الزبير احمد السنوسي، والمحامية السورية رزان زيتونة، ورسام الكاريكاتور السوري علي فرزات الذي اكد انه يتقاسم الجائزة مع شهداء الحرية، مشددا على انه "مجرد ساعي بريد" مكلف ايصالها الى "الشارع المنتفض".
هذا ما اعلنه البرلمان الاوروبي امس على ان توجه دعوة الى الفائزين لتسلم جوائزهم خلال حفل رسمي في كانون الاول (ديسمبر).
ومحمد البوعزيزي الذي احرق نفسه في 17 كانون الاول (ديسمبر) 2010 في سيدي بوزيد توفي بعد اسبوعين على ذلك، وقد شكل عمله نقطة انطلاق لتحرك شعبي عم البلاد وأدى الى سقوط نظام بن علي.
وفور تلقيه الخبر، اهدى سالم شقيق البوعزيزي هذا التكريم الى "الشعب التونسي". وقال "انا سعيد جدا بهذه الجائزة التي اهديها الى الشعب التونسي الذي صنع الثورة وواصل التعبير عن رايه خلال انتخابات" 23 تشرين الاول (اكتوبر). واعتبر هذا التكريم "اعترافا دوليا بدور محمد البوعزيزي في الثورة التونسية".
اما اسماء محفوظ، فهي من مؤسسي "حركة شباب 6 ابريل" التي اطلقت الدعوة الى التجمع في ساحة التحرير في القاهرة في بداية تحركات شعبية اطاحت الرئيس حسني مبارك.
كما تم تكريم احمد الزبير احمد السنوسي (77 عاما) المنشق الليبي السابق الذي قضى 31 عاما في السجن بسبب معارضته لنظام معمر القذافي.
ومنحت الجائزة ايضا الى رزان زيتونة المحامية السورية المعارضة التي تبلغ من العمر 34 عاما، وعلي فرزات رسام الكاريكاتور الذي تعرض لضرب مبرح على ايدي قوات الامن السورية وكسرت يداه.
وقال فرزات الموجود حاليا في الكويت لتلقي العلاج اثر الاعتداء عليه في اتصال هاتفي، ان "هذه الجائزة ليست فقط لي بل لكل مطالب بالحرية". اضاف ان الجائزة "تجسد معنى الحرية والانسانية كي تتناقلها الاجيال (...) وتمنح الامل بان المستقبل اجمل"، مؤكدا "ما انا الا ساعي بريد اتسلمها (الجائزة) لاوصلها الى الشارع". وقال فرزات "ارفع الجائزة تحية لكل الشهداء الذين بذلوا دماءهم في سبيل الحرية. لقد علمونا ثقافة الحرية وانا ممتن لهم وللشارع المنتفض في سبيل الحصول على الحرية والديموقراطية والكرامة ليس فقط في سوريا وانما في العالم بأسره".
وفي بيان رسمي صادر من باريس، هنأ وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه فرزات والمحامية السورية رزان زيتونة على منحهما جائزة ساخاروف. واثنى على دور فرزات وزيتونة في دعم الديموقراطية في سوريا التي تواجه بأشد انواع القمع. واعتبر ان اختيار البرلمان الاوروبي هذا العام شباب وشابات الثورات العربية في كل من تونس وليبيا ومصر وسوريا هو عربون تضامن واضح من الشعب الاوروبي الذي يقف الى جانب الشعوب العربية التائقة الى مستقبل حر وديموقراطي.

(أ ف ب، "المستقبل")

CONVERSATION

0 comments: