الاتحاد القطريّ لنوادي حاملات الطيب الجليليّ في أحضان جنين!/ آمال عوّاد رضوان


مدينة جنين في الضفّة احتضنت الاتحادَ القطريّ لنوادي حاملات الطيب الجليليّ يوم السبت بتاريخ 22-10-2011، في قاعة فندق قرية حدّاد السّياحيّة، في المدينة التي ما زالت تحتفلُ بعودةِ أسراها المُحرّرين من السّجون الإسرائيليّة، ولم تقفْ فعاليّاتُ البرنامج على ما ورد في أجندة النوادي، والتي التأمت بحضور محافظ جنين قدورة موسى، والسيدة وفاء زكارنة رئيسة لجان فعاليّاتٍ عدّة في محافظة جنين، بل كان الاجتماع فلسطينيًّا حضاريًّا من الطّراز الأوّل، بما حَمله مِن لوحاتٍ فنيّةٍ غنائيّةٍ وأدبيّةٍ وثقافيّةٍ، ومن استعراض للحياة والأنشطة الفلسطينيّة في شقّي الوطن.

استهلّت اللّقاء السّيّدة نبيلة دوحا؛ مُركّزة الاتحاد القطري لنوادي حاملات الطيب الجليليّ، بعدَ الصّلاة بكلمةٍ ترحيبيّةٍ جاء فيها:

أخواتي الأديبات هيام قبلان من عسفيا الكرمل، فاطمة ذياب من طمرة الجليليّة، سعاد قرمان من إبطن الجليليّة، آمال غزال من محافظة جنين، عائدة أبو فرحة من محافظة جنين أهلا بكنّ جميعًا.

أهلا بطاقم النوادي النّسائيّة في محافظة جنين؛ أهلاً برئيسة اتحاد لجان المرأة في جنين وفاء عفيف زكارنة، فاطمة عويس، باسمة موسى أبو صبح، كفاح عبدالرّحمن حنون رئيسة مركز نسوي مخيّم جنين، أسماء عمر خروب.. أهلا وسهلا بكنّ وبمن رافقكنّ جميعًا. كما أرحّب بجميعكنّ أعضاء الأخويّات المشارِكات اللّواتي حضرن مِن قرى الجليل، وأخصّ بالذّكر أخواتي مِن قرية كفر سميع، اللّواتي يشاركننا لأوّل مرّة، ودعوني أخواتي نهنّئ بعضنا البعض على هذه المحبّة الصّادقة التي جمعتنا من كلّ حدب وصوب، ولنعلن للجميع أنّ المسيح فيما بيننا ومعنا، لأنّ محبّته هي التي جمَعتنا ووحّدتْ صفوفنا وقرّبت قلوبَنا.

أخواتي.. لقد بدأت مسيرتنا منذ ألفيْ عام، عندما جاء المسيح وحرّرَنا ورفعَ شأننا، واختارَنا مِن بين جميع النساء، ومنحنا مَركزًا فريدًا بأن نكون أوّلَ شاهداتٍ على قيامته، وأوّلَ مُبشّراتٍ بكلمتِهِ.

نعم؛ لقد أثقلَ علينا بهذه المسؤوليّة، لأننا كنّا ولا زلنا النساء المِقدامات الورِعاتِ المُضحّيات، حيث قمنا سابقًا ونقوم اليوم بواجباتنا على أتمّ وجه!

كأمّهات نقومُ بنشر الإيمان وسط العائلة، وتربية أبنائنا تربية مسيحيّة صالحة.

كزوجاتٍ نقومُ بتثبيتِ روح التقوى والفضيلة في نفوس أزواجنا، ونتحمّل معهم أعباءَ الحياة.

كخادمات.. نحن أولى الإماء في بناء كنيسة البشر لا كنيسة الحجر، والاهتمام بجميع المهامّ المُلقاة علينا من تنظيفاتٍ وترتيباتٍ ودعمِ مدارس الأحد والأخويّات، وبعض المؤسّسات والجوقة الكنسيّة، وعمل البازارات الخيريّة من مُعجّناتٍ وحلويّات وإكسسوارات ومخللات نقوم ببيعها، ليتسنّى لنا حمل الطيوب لتخفيف آلام المرضى، ومساعدة جميع المحتاجين والمحتاجات، وتعزية قلوب المحزونين والمحزونات، وإقامة الواجبات والطعام في المناسبات والأعياد.

وأخيرًا أخواتي.. عملنا جاهداتٍ لإقامة اتحاد حاملات الطيب القطريّ في الجليل يضمّ جميع الأخويّات؛ عكا، حيفا، الناصرة، عبلين، كفركنا، الرينة، الرامة، البقيعة، كفرسميع، البعنة، كفرياسيف، أبو سنان، المكر، الجديدة وسخنين، وهذا الاتحاد القطري لنوادي حاملات الطيب الجليلي، يهدف إلى توثيق العلاقات فيما بينها من ناحيةٍ اجتماعيّةٍ ودينيّة وثقافيّة، عنوانها المحبّة، أعمالها خيريّة، مستقلة لا حزبيّة ولا سياسيّة، تحارب العنصريّة والطائفيّة والعائليّة، تدعو للوحدة المسيحيّة والعربيّة، وفي اجتماعاتِها تناولت بحث عدّة نقاط منها:

أوّلا- وضع دستور واحد موحّد لجميع الأخويّات.

ثانيا- اختيار لجان مصغّرة تهتمّ بأمور الأخويّات والجمعيّات، وتوثيق الرحلات، واللقاءات وتركيز الرّياضات الرّوحيّة والمناسبات.

ثالثا- وضع أهداف عريضة لحاملات الطيب، تعمد فيها بكلّ جهودها إلى محاربة المبالغة في تكاليف الأعراس والمناسبات والزيارات المتبادلة، والكم الكبير من أكاليل الزهور الى توضع على الضروح في الجنازات.

ومن أهمّ أعمالها التي ستقوم بها مستقبلا إقامة موقع إلكترونيّ خاصّ بها، وإقامة جمعية للاتحاد إن شاء الله.

وأخيرًا وليس آخرا.. دعوني أقف إجلالا وإكبارًا لأحيّيك سيدتي، وأشكرك من كلّ قلبي شكرًا يليق بك، مُفعمًا بأجمل التحيّات والتمنيّات لك بطول العمر، وقضاء يوم جميل مع جميع الأخوات، دمت ذخرًا وسندًا لعائلتك ولنا في اتحاد حاملات الطيب القطري للسيّدات الجليليّات الجليلات.

باسمكنّ جميعًا نشكر رئيس محافظة جنين السيد قدورة موسى الذي شرّفنا، وشكر لوفاء زكارنة رئيسة اتحاد لجان النوادي النسائية في محافظة جنين والطاقم الذي حضر معها، وشكرنا لآل حدّاد وقرية حداد من إدارة ومسؤولين على هذا الفندق الجميل الذي اخترناه لسمعته الطيبة والضيافة، وأيضًا لنستطيع التواصل مع أخواتنا الفلسطينيّات اللواتي نُكنّ لهنّ كلّ مودّة وتقدير، نشكر حضوركنّ جميعًا، وأهلاً وسهلاً بكنّ جميعًا.

وجاء في كلمة مارتيكا حاج أمّ مازن رئيسة نادي حاملات الطيب في الناصرة:

في هذا اليوم الجميل من أيّام الخريف الجميل جمعتنا المحبّة والتلاحم والكبرياء، لأنّ الاتّحاد والكبرياء قوّة، فجئنا من الجليل الأشمّ إلى أرض الصّمود والكبرياء، أرض التحدّي والبواسل، لنعلنَ محبّتنا لبعضنا البعض، ولنبقى شامخاتٍ كشموخ زيتون فلسطين الشّامخة.

إنّ اسمكنّ يا حاملات الطيب اسمٌ مقدّسٌ مُبارَكٌ من الله، واللّواتي كنّ مِن قِبلنا في زمن السيد المسيح، كنّ معطاءاتٍ تربطهنّ شجاعةٌ فاقت شجاعة الرّسُل، عندما ذهبْنَ وكفَنّ فادينا السّيّد يسوع المسيح وطيّبنه ووقف الرُّسل جانبًا، لأنهم كانوا خائفين، وهُنّ أظهرنَ شجاعتهنّ وذهبن لزيارة القبر في اليوم الثاني قبل بزوغ الفجر، فأتمنى أن نكونَ صورةً من هؤلاء السّيّدات الفاضلات، وأن نكون فخرًا وقدوة حسنة لجميع الأجيال، وأن تحافظن على سيرتكنّ الطيّبة، وأن تُقوّوا روابطَ الصّداقة بين جميع أبنائنا في قرانا وبلداننا، حتّى تصلَ رسالة سيّدنا ومخلصنا يسوع المسيح لجميعنا، رسالة المحبّة والتسامح، وأتمنّى أن نبقى متماسكاتٍ متلاحماتٍ معطاءاتٍ مترابطات، يربطنا دين واحد ومبدأ واحد ومحبّة واحدة.

بعد الكلماتِ الترحيبيّة كانت فقرة ترفيهيّة حرّة، تحدّثت فيها السّيدة مها بولس مسؤولة نادي حاملات الطيب في كفرياسيف عن بعض الأمثال ومردّها وحكاياتها: "اللي بعرف بعرف واللي ما بعرف يقول كفّ عدس"، "حبل الكذب قصير"، وأمثال أخرى، بعضهنّ شاركنَ بطرائف ونكات، وأخريات بحزازير، وجوقة عبلين شاركت بتراتيل وترانيم، وأخريات زغردن وهاهين.

ثمّ كانت كلمة وفاء عفيف زكارنة؛ رئيسىة اتحاد لجان المرأة في جنين جاء فيها:

تحيّة فلسطينيّة، تحيّة مِن سهل مرج ابن عامر إلى جبال الجليل، تحيّة لمن حافظوا على الهُويّة الفلسطينيّة، تحيّة لأناس صمدوا وثبتوا في أرضهم، وكان لمقاومتهم الاحتلالَ طعمٌ ورونقٌ يختلف عن جميع أنواع المقاومة، تحيّة لكلّ امرأة فلسطينيّةٍ في أرض الجليل والمثلث والنقب.

إليكم يا من حافظتم على التراث واللغة، اِسمحوا لي أن أرحّب بكم بيننا في جنين القسّام، جنين مرج ابن عامر، جنين العطاء والمحبّة، أرحّب بكم باسمي ونيابة عن جميع الأخوات والرفيقات في الأطر النسويّة والجمعيّات والمراكز النسويّة في المحافظة، وبعد التحيّة أودّ أن أعطيَ نبذة صغيرة عن الاتحاد العامّ للمرأة الفلسطينيّة في فلسطين والشتات.

إنّ الاتحاد العامّ هو تنظيمٌ جماهيريٌّ ديمقراطيّ، تأسّس عام 1965 كقاعدة من قواعد منظمة التحرير الفلسطينيّة، وهو الإطار الذي يُمثل النّساء الفلسطينيّات ويدافع عن حقوقهنّ في الوطن والشتات، وله فروع في جميع محافظات الوطن وحيثما تتواجد النساء الفلسطينيّات خارج الوطن،

ورسالتنا كاتحادٍ للمرأة هي حشدُ وتنظيم طاقات المرأة، من أجل المشاركة في تحرير وإنجاز الحقوق الوطنيّة الثابتة للشعب الفلسطينيّ، في العودة، وتقرير المصير، وإقامة الدّولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس الشريف، والنّهوض بوضع المرأة وتوعيتها بحقوقها، وتعزيز مشاركتها في صنع القرار على كافة المستويات السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة.

أهداف اتحاد المرأة:

توحيد طاقات المرأة من خلال التواصل مع كافة القطاعات النسائيّة، خاصّة في المناطق النائية والتنسيق والتعاون مع المؤسّسات الوطنيّة والنّسائيّة على المستوى الوطني، والارتقاء بدور المرأة في المجتمع ودمجها في عملية التنمية، وإفساح المجال لديها لتطوير قدراتها العلميّة والمهنيّة والثقافيّة، لاكتساب المهارات في مختلف المجالات عن طريق إيجاد مراكز تنمويّة في كافة المناطق، وإنشاء مشاريع إنتاجيّة ذات جدوى اقتصاديّة تساهم في النهوض بوضع المرأة، والدفاع عن حقوقها، ومراجعة القوانين والتشريعات التي تميّز ضدّها، والعمل على تعديلها، وإبراز ومناصرة القضيّة الوطنيّة والقضايا الإنسانيّة بشكل عامّ، عبْرَ توثيق العلاقات والاتصالات مع المؤسّسات الدّوليّة والعربيّة والنسائيّة.

ونحيطكم علمًا، أنّه في محافظة جنين يوجد ما يقارب 85 جمعيّة ومراكز نسويّة، تعتني بالشؤون النسويّة، وتقوم بجزء منها على التوعية والتدريب المهنيّ وتمكين النساء اقتصاديّا، وهناك جمعيّات ومراكز نسويّة تُعنى بشؤون المرأة اللاجئة، ويُعتبر الاتحاد مظلة لجميع الأطر النسويّة والمراكز والجمعيّات، ونتمنى أن تكون هذه الزيارة بوّابة للتواصل والتعاون ما بين نساء محافظة جنين ونساء حاملات الطيب، وفي الختام، أهلا وسهلا بكم مرة ثانية على أرض جنين القسّام!

دخل السّيّد قدّورة موسى؛ رئيس محافظة جنين في هذه الأثناء، بعدما فرغ من لقاء الأسى في جنين، ورحّبَ بالحضور النسائيّ على أرض جنين، مُستهلاًّ كلمته ببسمةٍ لامعةٍ بالتأثر والمحبّة، تحدّث فيها عن الثبات العظيم بين شقّي الجليل الأعلى والمثلث والنقب والضفة وكلّ بلاد فلسطين المحتلة، وتحدّث عن المرأة الفلسطينيّة التي حافظت على فلسطينيّتها وعروبتها، وجعلت العالم ينحني إجلالاً لها، فنساؤنا بعظمتهنّ تمكنّ أن يُخرّجنَ أبناءهنّ للحياة متعلمين ومتفوقين رغم كلّ الظروف الصّعبة، ونحن فخورون بها جدا، فهي لم تطالب بالمساواة لأنّها سبقت الرّجل في كلّ عطاءاتها، وأعانت الرّجل في كلّ مجالات الحياة بقوّتها وإصرارها ومثابرتها، في البيت ومع الأسرة وفي الذهاب إلى العمل، ولها نكهة وعظَمة متميّزة، وهي تخيفُ كلّ أعداء الشّعب الفلسطينيّ، لانها تمسّكت بالتراث والتراب والحاضر والماضي والمستقبل.

كما تحدّث عن الجامعة الأمريكيّة، حيث تجمع طلابها من حيفا وجنين والخليل والجليل وكل أرجاء فلسطين، وفيها 1200 طالب، وفي جامعة القدس المفتوحة 8500 طالب، العشرة الأوائل على مرّ السنين كنّ نساء دائمًا، والنسبة في الجامعة 75% نساء.

جنين هي جنين الزراعة والفلاحين، وهي طريق الحجّ المسيحيّ والمسلم، من تركيا الى الحجاز يمرون بجنين، والسّوّاح الأوربيّون يحجون إلى كنيسة البشارة وبرقين وسبسطية والقدس وبيت لحم، وعام 1964 أبى البابا إلاّ أن يمرّ في جنين مرورًا إلى كنيسة البشارة، لأنّ سيّدنا المسيح رسم طريق الحجّ المسيحيّ هذا، وأجبر العالم أن يعترف بالدّين والحضارة، وكنيسة برقين هي رابع أقدم كنيسة في العالم، فيها كانت إحدى عجائب السيد المسيح، حيث أبرأ البُرْصَ.

وأخيرًا.. أنقلُ إليكم تحيّات الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، التي تتضمّن رسالة المحبّة والسّلام.

ومِن ثمّ تجمّعت مسؤولات النّوادي، ووزّع عليهنّ هديّة رمزيّة تمثلُ جنين بتراثِها وإنتاجِها.

بعدَ كلمة رئيس محافظة جنين استهلّت الفقرة الأدبيّة بثوبها الفلسطينيّ المُطرّز الزجّالة الجميلة عائدة أبو فرحة، بنبذة قصيرة عنها وعن الزجل والتراث وأهمّيّة الحفاظ عليه، وتابعت تغني من زجلها "سقى الله أيّام زمان"، ولتبثّ روح النّساء بالتراث والتفاعل الرّاقص، ثمّ تلتها الأديبة سعاد قرمان بشعر رثاء لصديقتها الشاعرة فدوى طوقان وقصائد أخرى، وننتقل من ثمّ إلى الرّوائيّة فاطمة ذياب، وكان لنا معها وقفة فيها من الطرافة وشقاوة الماضي وذكريات الطفولة دعابة محببة، اختتمتها بقصيدة موجّهة لزعماء العرب بعنوان "ارحلوا عنا"، ثمّ كانت وقفة شعريّة مع الشاعرة آمال غزال وقصائد متنوّعة، ختمتها بقصيدة للقدس، وفي النهاية اختتمت الفقرة الأدبيّة الشاعرة المتألقة هيام مصطفى قبلان، بصوتها الرّخيم والذي حيّى الحضور وألهبَ الكفوف بالتّصفيق.

بعد تناول الغداء على مائدة المحبّة والتلاقي والتعارف، انتقلَ المجموع إلى مدرّج الفندق، حيث كانت بانتظارهنّ فرقة دبكة أشبال مرج ابن عامر، لتقدّم لهنّ فقرة تراثيّة من الرّقص الشعبيّ، والسّيّدات يتمايلن بين رقص وتصفيق وبتفاعل جميل.

ثم انتقلن بمرافقة المرشد إلى متحف الفندق الضخم، والذي أسّسه بنفسه الفنان إبراهيم حدّاد صاحب الفندق، حيث يحتلّ مساحة كبيرة، ويحوي على الكثير من دمى مجسّدة وتماثيل لأصحاب الحِرف القديمة المختلفة، وأدواتهم التي كانوا يستخدمونها، إضافة إلى الأدوات المنزليّة والتجميليّة والحمّامات القديمة.

بعد المتحف انتقلن إلى ساحةٍ فوّاحة مُظلّلة بالأشجار، ليتلقين ضيافة الفندق الأخيرة من مثلجات ومرطبات وشاي وقهوة سادة، وليعدن إلى الجليل يحملن في صدورهنّ جنين الحبيبة، بلقائها المميّز الخالد، وبيومها الحافل بالنشاط، والمفعَم بالثقافة والانبساط وروح المحبة.

CONVERSATION

0 comments: