رسالة من مواطن عربي/ محمد محمد علي جنيدي

اسمعوا قلباً أنابا
اسمعوا قولوا جوابا
أم رَضِينا العيشَ دوماً
في شقاقٍ وشقاءِ
اسمعوا واطووا الحسابا
بينكم إنَّ الذِّئابا
لم تنمْ لن تنزوي ما

إنْ بقينا في جفاءِ
إنَّني كالأمِّ تحنو
سوف تمضي الدَّهرَ ترجو
فادركوا حُلمي فإنِّي
عشتُ فيكم في ثباتٍ وولاءِ
يا حماةَ الدِّينِ قلبي
كم دعاكم هل أجبتم!
أم أبيتم وانصرفتم
فانطفا حلمُ الرَّجاءِ!
مَنْ لهمِّي يحتويني مَنْ سواكم!
كلُّ ذاك الحزنِ أنِّي
عربيٌّ مِنْ ثراكم
يكتوي تحت سماكم
في ضناهُ لا يُرائي
عربيٌّ اعتراه السُّقمُ وهْوَ
مِنْ سليلِ الأنبِياءِ
عربيٌّ يمتطيه الظُّلمُ حتَّى
ذاقَ أصنافَ البلاءِ
عربيٌّ يرتوي الدَّمعَ ويفنى
في صراخِ الأبرياءِ
فامنحوا قلبي السَّكينة
واطفئوا نارَ المدينة
إنَّها القدسُ الحزينة
تشتكي للهِ صمتَ الأوفياءِ
فالجناةُ ملء عمري
استباحوا طهرَ فجري
أمطروا القبحَ سيولاً بافتراءِ
هم عتاةُ الأرضِ دوماً
لم يتوبوا بعضَ يومٍ
قد أضاعوا العمرَ ظمأى للدِّماءِ
فاصرخوا فيهم وقولوا
يا لئامَ الأرضِ كُفُّوا
أو فكونوا لعنةً ملء الفضاءِ
كم سحقتم حُلمَ زهري
واعتقلتم أمنَ عمري
وحرمتم شدوَ طيري في السَّماءِ
كم بهذا الظُّلمِ عدتم
فافتدوهُ أين كنتم
إنَّ سيفَ الموتِ نحرٌ للوباءِ
فافسدُوا فالشَّرُّ طبعٌ
بينكم أصلٌ وشرعٌ
لن تدوموا غير أعوامٍ خواءِ
يا رفاقي ذاك عَتْبي
فالتقوا قلباً بقلبِ
لن تنالوا النَّصرَ إلا بالفداءِ
فاخرجوا صفّاً بصفِّ
واعملوا كفّاً بكفِّ
إنَّكم للدَّهرِ أهلُ الكبرياءِ
يا رعاةَ البرِّ هُبُّوا
مِنْ ثباتٍ تستردُّوا
كُلَّ شِبْرٍ ضَاعَ مِنْ أرْضِ الوفاءِ
إنَّكم دينٌ ودمتم
صفوةَ التَّاريخِ كنتم
فاحتووني يا رفاقَ الأنبياءِ
إنْ تفيقوا وتعدُّوا
قوَّةَ الرُّوحِ ستطووا
صفحةَ الإذلالِ في بطشِ العداءِ
ليس بعد الحبِّ معنى
ليس غير الحبِّ فنُّ
فامنحوا الأوطانَ إكسيرَ الشِّفاءِ
عربيٌّ مِنْ ثراكم
يشتكى دمعَ هواكم
فامسحوا الأحزانَ عن قدسِ السَّماءِ

CONVERSATION

0 comments: