طريق الامل/ ليلى حجازى

وقفت لدقائق معدودة امام المرآة تتأمل وجهها الشاحب وملامحها المرهقة,انها علي موعد مع حبيبها لاتدري ماسر هذا الفتور الذي تشعر به.

قادتها خطواتها المتثاقلة إلى الخارج حيث موعدها مع حبيبها وكان علي تواصل معها طوال الطريق عبر الهاتف, كعادته وصل قبل موعده وحثها علي ان تسرع بدورها.
بعصبية شديدة اغلقت الهاتف لم تعد تحتمل رنينه المتواصل. اغمضت عيناها للاحظات وحبال الضوء تدلت من اللامكان في متاهة الظلام الأبدي .عجبآ انها ايضآ لاتشعر بلهفتهاوحنينها المعتاد اليه.يكاد هذا الشعور ان يعصف بوجدانها.
عبثآ تحاول ان ترسم علي وجهها شبح ابتسامة لتخفي ذلك الجحيم المستعر بأعماقها .تملكت هدوئها وتحسست دقات قلبها فكان ملمسها كقطعة القماش الباليه.

هاقد وصلت اليه تراه من بعيد يجوب الارض ذهابآ وايابآ في توتر وقلق لتأخرها القليل وهاتفها المغلق.
مالبث ان رأها وتبدد قلقه وتوتره واقبل اليها بلهفته المعتادة وعيونه الحانيه,ابتسمت بدورها .سألها عن سر شحوبها وصمتها القاتل ولكنها تعللت بالصداع الملازم لها,وصلا بعد قليل الي مقصدهم وانطلق رنين هاتفه فجأة فانشغل عنها قليلآ وتركت لعقلها العنان والذي راح يسترجع كلمات والدتها الغير راضيه عن علاقتهما لصعوبة ظروفه وفقر حاله وتذكرت كذلك ردها الحاسم بأنها لن تتخلي عنه الا اذا تركها هو اولآ نظرت إلى الأسفل إلى العالم الباكي المستصرخ وذرفت الدموع.. دموع لا تعرف الحنان فانطلقت على وجنتيها بحرية شرسة تجرف معها تراب الدهر المتراكم فوق قلبها ويخنق خفقاته الشابة الحزينة.
صوبت نظراتها إلى القمر، خفضت عيناها ونظرت إلى الأرض تحت قدماها ثم مددت يدايها وأمسكت بحفنة تراب وقذفتها صوب القمر..
صوت ضعيف صرخ في سماء الفراغ القاسي يستنجد بالإنسانية الغارقة في بحر الغفلة العميق.
أنا إنسانة أيها العالم إنسانه ذات مشاعر قوية تنبض بالحياة وبالعذاب ، هل سأضع راسي فوق وسادة الأحلام لكي أنام وابتعد عن العالم الوحشي الغضبان؟
لا ادري ماذا دهاني!! ولكن للحظة فقدت الوعي بكل ما يحدث حولها.. لممت أطرافها وعادت إلى وعيها حيث أتيت...
ولكن شيئا ما استوقفها فنظرت خلفها وحولها وأمامها ولكنها لم ترى سوى الظلام الدامس المسدل عباءته المعمه حولها، فجأة وجد الخوف طريقه إلى قلبها ، من بين الظلام القاسي شق طريقه باتجاهي ، ذو القناع الفضي ..تراجعت خطوتين إلى الوراء فعثرت قدمي فإذا بي اسقط في منحدر اليأس الأبدي.
نظرت إليه النظرة الأخيرة ، لقد وقف هناك وعلى شفتيه الفضتين ابتسامة غامضة مزقت ما بقي من قلبي ، ومددت يدي ولأول مرة لمست القمر..
أغلقت عيناي وتركت السنين تقودني إلى حيث المجهول...
لا لن أقاوم ذلك لن يجدي لقد حاولت مسبقا.. وبدون إنذار مسبق اخترق سهم العذاب صدرها وانزف ما بقيت فيه من الدماء وتركها جثة هامدة تعاني الوحدة والحرمان...

تشعر الآن بأن كلماتها كانت كلمات الحكومة لشعبها الفقير لاتحمل في طياتها سوي الكذب, تشعر بأنها ضاقت بظروفه

والحياة الغير مستقرة التي تنتظرها وفى لحظه..
قطع سيل افكارها عندما شعرت بيديه تحتضن يدها والتي سحبتها فجأة وانطلقت واخذت تركض بعيدآ لاتدري هل

يسوقها العقل ام يدفعها الجنون ألى طريق الامل

باريس

CONVERSATION

0 comments: