لأننا نعلم أنه ينقطع عمل إبن آدم يوم توافيه المنية إلا من ثلاث علم ينتفع به , صدقة جارية , إبن صالح يدعو له بالرحمة . هذا بالإضافة الى دعوات الغير له بظهر الغيب , الدعوات الصالحات بالتأكيد ولذلك كنا إذا أتت سيرة الموتى نقول إذكرو محاسن موتاكم , هذا طبعا إذا إنشققنا بالكلام أو تطرقنا الى أفعال كان يأتيها المتوفى بشكل يكاد يكسبه ذنوب .
فقد كنت أعتقد أن المتوفى لا يكتسب ذنوب بعد وفاته تضاف الى صحيفة أعماله نظرا لصدق هذا الحديث الشريف , ولكن من خلال الأحداث ومن جراء العقل الذى لا يهدأ ولا يرحمنى من التفكير , جرت بينى وبينه هذه المجادلة بعد أن قرأنا حادثة بنوعها تخرج عن نطاق المعقول ولو أنها لا تعد كحادثة جديدة وقد تكون متكررة ومنذ فترة ولكن ما إستوجب هذا العجب هو إنتشارها ليس كفعل فقط ولكن كظاهرة تضرب الحياء العام والخاص فى مقتل .....
بدأنى عقلى بالحوار قائلا ....
** إذا كان الزنا كفعل أصلا حرام , وهو مجرم ويعتبر عار على فاعله فى الدنيا وخزى فى الآخرة .
**وإذا كان الأصل فى الأشياء الستر أو التستر طبقا لقول الرسول الكريم إذا بوليتم فإستترو .
**وإذا كان معنى الإبتلاء أى الإختبار هو ما يكون فيه الإنسان من شديد الإحتياج لشىء معين ويقاس مدى تحمله لهذا الإبتلاء من صنيعه أو تصرفه فى مواجهة إحتياجه هذا .
**وإذا كان الإحتياج الجنسى أو الرغبة الجنسية كونها كون باقى الحاجات التى زرعها المولى جل وعلا فى الإنسان وكتب عليه ضرورة إشباعها ( فى حلال ومن حلال ) تستلزم لطبيعتها الخاصة جدا الستر أو التستر والمداراة عن العيون .
فكيف يتقبل أن يكون الرجل مع حبيبته أو صديقته أو حتى إمرأة قابلها بمحض الصدفة ( شقطها من تحت عامود نور ف جامعة الدول أو من اللوبى فى فندق أو حتى وقف بسيارته فصعدت ) ... كيف يقوم بتصويرها وهو يمارس معها فعل مجرم دينيا ومحرم سماويا , كيف يسجل بنفسه دليل إجرامه وتؤرخ برغبته مستند سفالته وتدنيه الأخلاقى ( كيف يسجل للتاريخ أنه يزنى , أنه زان ) وكيف لهذه المرأة أن تسمح بهذا التصرف !!!!!
** وإذا كان من حسن خلق الرجل أن يكون قادرا على حماية ممتلكاته والغيرة على حريمه وإعتبارها عرض وشرف وهى قمة الخصوصية التى يستحيل المشاركة فيها , فكيف يتسنى له أن يصور زوجته فى نفس ذات الوضع , كيف يعرض هذا الفعل الذى وصفه الله بالرباط المقدس على الملأ , كيف يعرض جسد زوجته لكلاب السكك للفرجة والنهش !!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟
هذا بالقطع يجعل منه شيئا لا يندرج تحت نمط الإنسان ويجعله لا يمت للرجل ولا الرجولة بصلة وأكاد أجزم بأنه قد تخلى عن جينات الرجولة فى دمه وإستبدلها بجينات حيوانية تتشابه مع جينات الكلاب والقطط والدببة والقرود ولو أن بعض الحيوانات أحيانا تستحى وتتوارى حين تفعل هذه الفعلات .
ولكن ما يهمنى هنا وما بدأ به عقلى الحوار أساسا هو كيف يترك الإنسان بمحض إرادته هذا الدليل القبيح باقيا بقاء الزمن بعد رحيل صاحبه , يتركه يحصد له الذنوب , يتركه معنونا بأنه ليس ديوسا فقط ولكنه أيضا لا ينتمى لرجال هذه الأمة !!!!!
وسألنى عقلى هل ما أفكر فيه حقيقة أم هى هواجس ؟؟
هل فعلا لن ينقطع عمل إبن آدم حال وفاته من ذنوب تضاف إليه كلما شوهدت هذه المادة التى طرحها بنفسه فاضحا نفسه داعيا الجميع للمشاهدة والإستمتاع وطالبا للايك والكومنت والشير والداونلود !!!!!؟
أجبته لست أدرى ..... ولكن إذا إنطبق إستمرار سيل الذنوب وحصدها وإضافتها لصحيفة أعمال إبن آدم بعد وفاته من جراء هذا الفعل فهل ما يجرى هنا يمكن تعميمه على الراقصة التى سجلت فيلما ببدلة رقص خليعة وظل ينشر بعد وفاتها ؟؟ وهل هذا ينطبق على من تاب وأناب رغم إستمرار ظهوره فيما يعرض من أفلام بملابس ليست كالملابس فى مناظر منافية للأخلاق شارخة للحياء .
وهل ينطبق هذا مثلا على تاجر المخدرات الذى توفى وترك ورثة يتابعون ويستمرون فى النشاط وكذلك قد حصد العديد من المدمنين الذين إستمرو على إدمانهم حال وفاته !!!!
وهل ينطبق هذا على التاجر أو رجل الأعمال الذى مات بعد أن إستورد مواد مسرطنة أمرضت ومازالت تمرض الكثير من البشر !!!
هذه أسئلة أضفتها الى عقلى ليزداد حيرة الى حيرته ولو إن معظم تلك الأفعال تتنافى مع العقل والمنطق والضمير وهى أيضا مخالفة للشريعة ولكن مازالت موجودة ويقوم بها كثير من الناس ومازال عقلى يشغلنى ويحيرنى ويهاجمنى لأقول فيها ما أقول أو لأفتى وأنا لا أقدر على الفتوى .........
كانت هواجس أشركتكم فيها ربما تجد صدى لديكم وربما لا ...
0 comments:
إرسال تعليق