موقف عربي سوداني مشرف في وجه نظام وﻻية الفقيه/ العلامة السيد محمد علي الحسيني

الخطوة الفکرية ـ السياسية المتميزة التي أقدمت عليها الحکومة السودانية بإغلاق المراکز الثقافية التابعة لنظام ولاية الفقيه في جميع أنحاء السودان، هي خطوة إيجابية هدفها الاساسي هو حماية الامن القومي السوداني من التهديد الجدي المحدق بها من قبل ذلك النظام، خصوصا بعدما أثبتت الاحداث و التطورات ان هذا النظام يلعب دورا بالغ الخطورة من حيث زعزعة الامن الاجتماعي للاقطار العربية و العبث بها.

هذا الاجراء السوداني الذي جاء تماما في وقته و في اللحظة المناسبة کي يسلط الاضواء و يلفت الانظار أکثر الى الخطر المحدق بالامن القومي العربي من جانب نظام ولاية الفقيه الذي دأب على دس السم بالعسل و النفوذ و التغلغل بالاساليب و الطرق الملتوية في سبيل تحقيق أهداف و غايات بالغة الخبث، ولاسيما وان العالم کله حجم الکوارث و المصائب المأساوية الدامية التي تحدث في سوريا والبحرين  والسعوديو و العراق و اليمن و لبنان وفلسطين، من جراء التدخلات السافرة لهذا النظام في الشٶون الداخلية للبلدان العربية و سعيها من أجل التصيد في المياه العکرة و على حساب أمن و استقرار الاقطار العربية. 

منذ أعوام، دأبنا على التأکيد بأن سفارات نظام ولاية الفقيه و مراکزه الثقافية انما تمثل بٶرا مشبوهة تعبث بالامن و الاستقرار للأقطار العربية کلها دونما إستثناء و دعونا دائما الى أخذ الحيطة و الحذر الکامل منها، مع تأکيدنا بأن إغلاقها أفضل بکثير من إبقائها مفتوحة لأنها من المستحيل أن تکف عن العبث و التلاعب بالامن و الاستقرار و التدخل في کل الامور و الشٶون الحساسة للبلدان العربية، والذي يجب الانتباه له جيدا، هو أن نظام ولاية الفقيه يعمل ليل نهار من أجل بث و نشر الفکر الديني المتطرف المعادي لروح و معدن الاسلام الاصيل الذي هو بالاسان دين وسطي يرفض الغلو و التطرف، وان التنظيمات المتطرفة التي تنتشر في وطننا العربي بشکل خاص و العالم بشکل عام، انما يتم تمويلها و تغذيتها و توجيهها من طهران ذاتها التي صارت و بشهادة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، بٶرة للتطرف الذي يتم تصديره للمنطقة، واننا نرى في الخطوة السودانية الرشيدة خطوة أکثر من فعالة و مٶثرة بالاتجاه الصحيح، خصوصا بعد أن تکبد نظام ولاية الفقيه هزيمة سياسية قاسية بعدم تمکنه من فرض المالکي لولاية ثالثة وأجبر على الرضوخ لإقصائه و تنحيه والذي يعني فيما يعني رفض للنظام الايراني نفسه و لکل ممارساته و سياساته التي کان المالکي يقوم بتطبيقها بحذافيرها و لسان حاله يقول: هل من مزيد؟ وان توالي رفض التدخل المفضوح للنظام الايراني في الاقطار العربية أمر يجب عدم توقفه و الاستمرار به حتى يتم کنس کل الافکار و المفاهيم المتطرفة المشبوهة من داخل أمتنا العربية و نجعلها متحصنة أمام الخطر المحدق بها من جانب هذا النظام، واننا ندعو کل الدول العربية"خصوصا الخليجية منها"، الى أن تحذو حذو السودان و تدرأ عن نفسها أدارن و سموم الخطر  لنظام ولاية الفقيه عن شعوبها.

الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.

CONVERSATION

0 comments: