البابا فرنسيس يغسل ويقبل الاقدام/ لطيف شاكر

احتفل البابا فرنسيس الخميس بعيد الفصح  بغسل وتقبيل أقدام  النزلاء  بإحدى المنشآت الإصلاحية في روما وكان بينهم فتاتين احداهما مسلمة صربية  .
 وليس التلميذ افضل منة معلمه فقد رأينا المعلم العظيم  السيد المسيح وسمعناه يتصرف باتضاع عجيب في كل المواقف. وها نحن نراه في الكتاب المقدس  يغسل أرجل تلاميذه .
لقد كان الصليب بالنسبة للسيد المسيح، هو طريقه في بناء الملكوت.. وكان الاتضاع هو طريقه نحو الصليب، وطريقه في الصليب  هو غسل ارجل البشرية التي اتسخت بالخطايا .
لقد وضع السيد المسيح خدمة غسل الأرجل، قبل الصليب مباشرة ,كما سجلها لنا إنجيل القديس يوحنا:
"أما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب. إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم أحبهم إلى المنتهى. فحين كان العشاء، وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطى أن يسلمه. يسوع وهو عالم أن الآب قد دفع كل شيء إلى يديه، وأنه من عند الله خرج، وإلى الله يمضى. قام عن العشاء وخلع ثيابه، وأخذ منشفة واتزر بها. ثم صب ماء في مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرًا بها" يو13: 1-5
أراد السيد المسيح أن يوضح أن الهدف من صلبه هو غسل أرجل تلاميذه. بمعنى أن خدمة التطهير وغسل الخطايا، هى مسئوليته باعتباره الفادى والمخلص.
وقد ربط الوحى بشكل عجيب في بشارة يوحنا بين الحب والاتضاع "إذ كان قد أحب خاصته.. إلى المنتهى.. قام عن العشاء.. وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ" يو 13: 1-5
 في غسل الأرجل أسس السيد المسيح سر التوبة ، الذي يسبق التناول من جسد الرب ودمه. ولكي يستفيد الإنسان من هذا السر، ينبغي أن يكون قلبه تائبًا. وبهذا يتأهل للتناول باستحقاق من الجسد والدم الأقدسين. لهذا قال لبطرس وهو يغسل رجليه:
 "أنتم طاهرون، ولكن ليس كلكم. لأنه عرف مسلمه. لذلك قال: لستم كلكم طاهرين" يو13: 10، 11). قال هذا عن يهوذا الإسخريوطى الذي كان حاضرًا غسل الأرجل ولكنه لم يتناول من جسد الرب ودمه
المثل الأعلى في الاتضاع
 بقد وضع السيد المسيح لنا مثالًا لكي نقتفى أثر خطواته. وصنع لنا ما لا يخطر على البال. وقال للتلاميذ: "أعطيتكم مثالًا، حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا" يو13: 15
فى تواضعه العجيب انحنى وغسل أرجل تلاميذه.. 
"فلما كان قد غسل أرجلهم، وأخذ ثيابه واتكأ أيضًا قال لهم أتفهمون ما قد صنعت بكم. أنتم تدعوننى معلمًا وسيدًا، وحسنًا تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض"يو13: 12-14
ومافعلة قداسة البابا ليس بطقس جديد ولكنه من صميم التعاليم المسيحية والتقاليد الكنسية انها فلسفة الحب النابعة من الاتضاع وهي تعاليم السيد المسيح الواجبة النفاذ وتفعيلها في عالم اليوم  واذا كانت الكنيسة قد رسمت هذا الطقس الرائع سنويا لتذكيرنا بما فعله السيد المسيح وما يجب ان نفعله  انه سفر تذكرة
ان غسل الارجل  تعني ان البابا والاكليروس يحتمل ضعفات الشعب ويصلى عنهم، وينسحق أمام الرب بدموع لأجلهم.. وبدموع خدمته الكهنوتية يغسل أقدامهم من وسخ الخطية يو 3:15
والخادم يغسل أرجل المخدومين بتعبه من أجل تطهير حياتهم.. بتعليمه.. بعظاته الممسوحة بالروح القدس. كما قال السيد المسيح: "أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به".
والإنسان المسيحي يغسل أرجل إخوته بتعامله معهم بمحبة واتضاع.. باحتمال ضعفاتهم.. بأن ينسب إلى نفسه خطاياهم.. لأن من يحمل خطايا غيره باتضاع ومحبة، يكون كمن ينحنى ويغسل أقدامهم .
المحبة الحقيقية تتحقق بالاتضاع.. والاتضاع يتألق بالمحبة، وكلاهما يلتقيان معًا في بذل الذات وإنكارها
 ما احوجنا الان الي هذه التعاليم السامية لتصبح الارض سماءا وتصير السماء علي الارض ويفرح الجميع ويسعد البشر بالسلام الحقيقي , والمحبة الباذلة .
بتصرف من كتاب مشتهي الاجيال  للانبا بيشوي مطران دمياط الحالي

CONVERSATION

0 comments: