كنت قد جهزت أفكارى وإستجمعت كلماتى وجملى وتأهبت لكتابة مقال عن الوضع الحالى يتناول أول رئيس منتخب لأول جمهورية بعد ثورة 25 يناير التى هى الأولى من نوعها والتى أحدثت تغييرا للتاريخ المصرى المعاصر أو هذا ما نتمناه بالفعل وعندما جلست وإستعذت بالله من الشيطان وقلت بإسم الله
ترامى الى سمعى صوت بكاء طفل صديقتى , بكاء أى طفل بالنسبة لى يعنى أن هناك أم منشغلة مقصرة مهمومة بأى شىء غير هذا الصغير
بكاء أى طفل يجرح أعماقى , يصيبنى بحالة من الضبابية والشلل اللا إيرادى والغموض بل والحزن المؤدى الى الإكتئاب
يصعب على أن أرى أى أم لا تتوصل الى فهم صغيرها ولا تلبى حاجياته
فالطفل عندما يبكى ,, يغيب عن بعض الأمهات أنه ربما لا يكون بحاجة إلا لبعض الحنان لبعض الرعاية لبعض الإهتمام
ولم يكن منى غير أن توقفت عن الكتابة , فلم يعد فكرى ولا عقلى قادرين على تجاهل دموع وصراخ هذا الصغير الذى
لم يتعدى عمره الخمسة أعوام
ونظرت الى هذه الأم وطفلها فوجدتها تنظر الى ,, وبادرتنى بالكلام شاكية من هذا الطفل المدلل
سألتها عما يريد فأجابت بكلام هو تقريع للطفل وهى لا تدرى أنها بهذا تسىء إليه وتزيد حنقه أكثر فما كان منه إلا
أن إرتفع صوته بالبكاء أكثر
عندها تحركت من مكانى اليه وسألته بهدوء عما يريد فلم يجب
فأخذته الى صدرى وربت على ظهره فما كان منه إلا أن بكى ونهنه ولكن بدون صوت ونظرت عيونه الى إمه تملأها
الدموع وكأنها رسالة موجهة لإستعطاف قلب هذه الأم
فأشرت إليها أن تأخذه الى حضنها ,, وعندها صمت الطفل فى حضن أمه ولم يعد يبكى بل كان جسده النحيل
فقط هو ما يرتعش إرتعاشات متتابعة
الله سبحانه وتعالى يخلق بداخل كل أم كتالوج للأمومة - صنعة المولى جل وعلا - ولكن للأسف الشديد بعض
الأمهات لا يتصفحن هذا الكتالوج وأبدا يبدون غير مكترثات بما يحويه ويتعاملن مع اولادهن بدون وعى ولا إدراك
الأمومة هبة الخالق فى نفس كل أم , هى الدرة الغالية التى تزين القلب فتجعله يرجف بدقات عميقة متلاحقة
للإحساس بفلذة الكبد أينما كان
فعلينا جميعا أن ندرك أننا كأمهات عبارة عن كنوز من الرحمة والعطف والحنان فدعونا لا نبخل على أولادنا بهذا المنهل
وأن نهبهم منه كيفما أرادو وأكثر
ولنتذكر أننا لو لم نكن أمهات لما وضعت الجنة تحت أقدامنا ... فلنقدم للجنة القربان المستجاب
ألا هل بلغت اللهم فإشهد
0 comments:
إرسال تعليق