صبري يوسف ـ ستوكهولم
صدر للأديب والشَّاعر السُّوري صبري يوسف ديوان جديد بعنوان: أنشودة الحياة، الجزء الثالث، في ستوكهولم، نصّ مفتوح، قصيدة شعريّة ذات نَفَس ملحمي طويل، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء (مائة صفحة) بمثابة ديوان مستقل، ومرتبط مع الأجزاء اللاحقة. أنجزَ المجلَّد الأوَّل، (عشرة أجزاء)، ينشر هذه الأجزاء تباعاً، بإصدارات خاصّة عن طريق دار نشره، ثم سينشرها بعدئذٍ بمجلِّدٍ واحد، بعد أن يتمّ ترجمتها إلى اللُّغات العالميّة الحيّة، رغبةً منه في التَّواصل مع الآخر عبر يراعِ القصيدة.
يتناول هذا النَّصّ، الجزء الثالث من أنشودة الحياة، استكمالاً للجزئين السَّابقين، محورَين أساسيين، هما الإنسان والأرض، حيث سلَّطَ الضوء في هذا الجزء من الأنشودة على حماقة الإنسان عبر ممارساته السياسية في تدمير حضارة الإنسان التي بناها منذ آلاف السنين، قاصداً بذلك أغلب سياسات العالم وسياسات الدُّول الغربية بشكل خاص وفي مقدِّمتهم أميريكا (ومَن لفَّ لفَّها)، عندما اجتاحت العراق ودولاً أخرى، وأخرى في طريقها إلى الإجتياح، كما ركّز عبر فضاءات الديوان على علاقة الإنسان السقيمة مع أخيه الإنسان، مع الطَّبيعة، ومع الكثير من قضايا الحياة، كمحور لبناء هذا النصّ ـ الأنشودة، وقد بدا له الإنسان ضئيلاً جدّاً ومدمِّراً جدّاً مقارنةً بما تقدِّمه الأرض من خيرات وعطاءات، وبما يقدِّمه هو ـ أي الإنسان ـ من هلاكٍ ودمارٍ لأخيه الإنسان وللأرض وللحياة، وقد أطلق على الدِّيوان عنواناً فرعياً: "الإنسان ـ الأرض، جنون الصَّولجان"!
ومن خلال قراءتنا للديوان نجد كيف تفوَّقَت الأرض على الإنسان، لما تقدِّمه من خيرات وفيرة، على مدى كلّ العصور، تقدِّمه للإنسان وللحياة وللطبيعة ولكل كائن حيَ على وجه الدُّنيا بدون أيِّ تمييز، بينما يرى الشَّاعرُ ممارسات الإنسان في قمَّة الوحشيَّة والإفتراس، ولهذا لا بدَّ أن يضعَ الإنسانُ الخيِّر حدّاً لهذا الصّولجان الشرِّير والمدمِّر، الذي يقود ذاته وذوات الآخرين إلى بوّابات الجَّحيم، فإلى متى سينامُ الإنسان الخيّر والمجتمع الدَّولي والمجتمع البشري على ممارسات وقباحات جنون الصَّولجان في تدمير حضارةِ الإنسان؟!
أهدى الشَّاعر صبري يوسف هذا الديّوان إلى القاصّ والرِّوائي المبدع الدَّكتور سعدي المالح.
0 comments:
إرسال تعليق