ـ أين اسماعيل؟ أين العريس؟
ـ بعض المدعوين يبحثون عنه يريدون تهنئته!...
ـ موكب العرس سينطلق بعدلحظات!
ـ بحثت عنه في كل مكان!
ـ في صالة الرقص؟
ـ لا يوجد! والدوش عاد منه منذ الساعتين!
ـ سيارة صديقه نور الدين الحمراء غير موجودة!
ـ اتصل بنورالدين !.....أخرج هشام الهاتف النقال واتصل.....
ـ نعم، نور الدين! هل اسماعيل معك؟..
ـ نعم!
ـ وأين انتما؟ موكب الزفاف سينطلق الأن!............
قطب هشام حاجبيه ذاهلا ،فأثار ذلك حيرة أصدقاءه والمدعوين....
ـ أين هو؟....سأل أحمد....
ـ في المقبرة!
قالوا في آن واحد:ـ المقبرة!!
ـ المقبرة في يوم فرح!
انزوي نورالدين بعيدا واقفا بجانب سيارته.....
وقف اسماعيل أمام أحد القبور.....
ـ اليوم هو يوم زفافي أيها الصديق العزيز ولا تعتقد أني نسيتك! الآن جئت لكي اخبرك ،أعرف أنك تسمعني ولا تستطيع أن ترد! لا أزال وفيا لصداقتنا وللأيام الجميلة التي قضيناها معا...وأول مولود إن شاء الله سأسميه باسمك! ..إذ كان طفلا....لازلت أتذكر تلك الأيام الجميلة لما كنا في أيام أعياد الفطر نرتدي البدلتين السوداويتين الجديدتين، والقميصين الأبيضين ...وربطتي العنق...والحذائين الأسودين...يثير ذلك حنق كل زملائنا في المدرسة....يقولون عنا العريسين!
صمت قليلا وحاول أن يمسح دموعا...
ـ تقول أنت، نعم زميلين وصديقين وعريسين ولما نكبر سنتزوج في يوم واحد! ونرقص في صالة واحدة، ونتعشى في بيت واحد....ويباركنا والدانا في يوم واحد....أنا اليوم أرتدي بدلة سوداء وقميصا وحذاء...ولم أنساك فجئت لكي تشاركني الفرحة...وكأنه عرسانا نحن الاثنين! أتمنى أن تشاركني! فرحتي بدونك ناقصة! ....
ـ ولماذا يذهب الى المقبرة؟...آه تذكرت ...صديقه الأثير والمفضل عبد الودود...كان أعز أصدقائه بل صديقه الوحيد.. توفي في حادث سيارة...الله يرحمه لم يكن يفرق بينهما إلا الليل!
ـ ما أروعها من صداقة! حتى في يوم عرسه لم ينسى صديقه المتوفى ....اسماعيل شاب رائع...ندعو الله أن يبارك له في عرسه وعروسه!
ـ أمين
الجزائر
0 comments:
إرسال تعليق