لمناسبة مرور ستة أعوام على صدور صحيفة المثقف، اصدرت مؤسسة المثقف العربي في سيدني استراليا تقرير مفصلا عن نشاطاتها لهذه السنة، فيمايلي نصه:
ما زالت (لازالت) المثقف منذ تأسيسها في 6 – 6 – 2006 تواصل مسيرتها ضمن مشروع ثقافي، يتبنّى النقد والتسامح واحترام الآخر، في اطار حرية الرأي والمعتقد. ويسعى الى ارساء خطاب معرفي قوامه الحقيقة، في تجلياتها المختلفة. فنجحت رغم نخبويتها نسبيا، في اختراق مسارات الوعي، لتعضّد رؤية جديدة للانسان والحياة، كان روّاد الأصلاح الأوائل قد أرسوا ركائزها.
ليست المثقف صحيفة الكترونية فقط، ولا مؤسسة روتينية، إنما مشروع هادف، تحكمه رؤية واضحة. مشروع يراد له تعزيز المشهد الثقافي. والمساهمة في انتشال الوعي من براثن التخلف والجهل والاستغراق في متاهات القداسة المزيفة. والارتكاز للقيم (إلى) والمبادئ والاخلاق في.
في العام الماضي كانت لنا وقفة طويلة نسبية لمراجعة مسيرتنا خلال خمس سنوات، وفي هذا العام، بعد مرور 6 سنوات على تأسيس صحيفة المثقف، وسنتين على تأسيس المؤسسة، سنتوقف سريعا لنذكّر بما انجزناه في العام السادس. حيث تميّز عطاء المثقف في هذه السنة بشكل ملفت، من خلال نوعية الموضوعات المنشورة،وحجم تفاعل القرّاء معها، اضافة الى أبوابها الجديدة، التي ساهمت في اثراء الوعي، وتقديم رؤى ثقافية وفكرية وأدبية، تختلف في مرجعياتها، وتتفق في ضرورة الحوار على أساس الاحترام المتبادل.
وقبل استعراض منجزنا، أذكّر، كما في كل عام، بحيادية المثقف، واستقلاليته (واستقلاليتها)، وعدم تبعيته (تبعيتها)، او تمثيله (تمثيلها) الا لذاته، ومبادئه (لذاتها ومبادئها) . هدفا وتمويلا. كما ان المثقف تفتخر بنخبتها، من كتّاب وكاتبات، هم رأس مال مشروعنا، ورصيدنا في رهاناتنا المستقبلية.
سنواصل معا بالاتكال على الباري عزوجل وعلى أنفسنا، لنخطو خطوات أكبر في السنوات القادمة. فقد تحرر المثقف من دكتاتورية الفرد، واصبح مشروعنا جميعا. نتعهده باخلاصنا وايماننا بمبادئنا.
في هذا العام:
- استمر العطاء بغزارة واضحة في الأبواب الثابتة: قضايا وآراء، مقالات، نصوص، حوارات، تقارير، دراسات، اصدارات، استطلاع، اخبار سياسية، اخبار ثقافية ووو
- في باب النقد الأدبي، تواصل عطاء الاستاذ الجليل سلام كاظم فرج، في تقديم نصوص جديدة للنقد، وقد حققت بعض النصوص قراءات متعددة، مما اتاح لنا فرصة التعرّف على مكامن الابداع ونقاط الضعف (إن وجدت). وهذا ما يصبو له الباب أساسا، فشكرا لكل من ساهم به، وشكرا جزيلا للاستاذ العزيز سلام كاظم فرج.
- باب نصوص، استمر على مدارين، باب نصوص، وباب روافد، وفي كلا البابين هناك نشاط وتطور واضح، وقد بذل المشرفون قصار(قصارى) جهودهم، من أجل اختيار الأفضل من النصوص. وجعل صفحة العدد اليومي متوازنة من حيث عددها ونوعيتها. علما ان مهمة باب نصوص من أصعب المهام مراجعة وتقييما. فشكرا للمشرفين والمتعاونين.
- باب استطلاعات، طرح هذا العام قضايا مهمة (بمعدل استطلاع كل شهر) لا مست هموم الواقع العربي والعراقي، وكان التفاعل معها مميزا، من خلال التعليقات او عدد القراءات.
- التعليقات: هذا الجهد الكبير غير المنظور، والعمل الشاق والمتواصل ليل نهار. أشكر كل من ساهم معنا بالمناوبة على تحديث التعليقات، والحفاظ على حيثيات الكتاب والكاتبات مع احترام ارادة الجميع.
- النشر والتحديث: نشرت المثقف هذا العام عددا كبير كبيرا من الموضوعات (60 – 80 مادة يوميا) في مختلف الأبواب، وبسرعة كبيرة، وبدون توقف. فشكرا لهيئة التحرير وجهودها المضنية.
ابواب مبتكرة في العام السادس
- نص وحوار، أحد الأبواب المهمة التي دشنت صحيفتنا عملها هذا العام به (بها صحيفتنا عامها السادس)، وقد أشرف عليه وأداره بكفاءة عالية كل من الأديبة الفاضلة ميادة أبو شنب، والأديب الفاضل جلال جاف. وهو جهد كبير، ونجاح رسم علامة مضيئة في أفق صحيفتنا. فكل الشكر لثنائي النص والحوار، ميادة وجلال.
- مرايا ثقافية فكرية، أشرف عليه وأداره بكفاءة عالية، الاستاذ الجليل سلام كاظم فرج، حيث أجرى ثلاثة حوارات مفصّلة، تناولت الثقافة والفكر في عمق المشهدين الثقافي والفكري، وقد شدّت الحوارات القارئ الكريم، وتفاعل معها باسهاب.
- ثقافة صحية، باشراف الدكتور عامر هشام الصفار، من خلال رده على اسئلة القرّاء عبر حلقات، فأنجز الباب خلال هذا العام 8 حلقات، طرحت 23 سؤالا صحيا، تناولت استشارات مختلفة. فألف شكر لكل من ساهم في هذا الباب، والشكر الجزيل للمشرف عليه الاخ الاستاذ الدكتور عامر، وجميع من أثرى الباب بموضوعات قيمة.
- مواربات، بأشراف بإشراف الاستاذة د. ماجدة غضبان. وهو الباب الأكثر حيوية رغم حداثته، لطبيعة الموضوعات التي تناولتها الاستاذة الكاتبة. نأمل ان يتواصل الباب في عطائه، رغم صعوبة اقتحام الممنوع، في ظل اجواء محافظة منغلقة على نفسها. شكرا للاستاذة الجليلة، متمنيا لها مزيدا من العطاء.
- اللغة الكردية، باشراف الأستاذ الأديب جلال جاف، وهو من الأبواب الجديدة في صحيفتنا، وما زال في بدايته نأمل ان يكون أكثر فاعلية، ونتمنى على الأدباء الاكراد المساهمة فيه وتنشيطه.
- اللغة الفرنسية، خصصت صحيفتنا هذا العام بابا للغة الفرنسية، أشرفت عليه الاستاذة الأديبة أروى الشريف، وشاركت فيه بغزارة، شكرا لها ولكل من ساهم في اثرائه.
- جدل سياسي، باب جديد أيضا وقد تم افتتاحه مؤخرا، بأشراف بإشراف الاخ الكاتب مصطفى الأدهم، ما زال الباب في بداياته، ننتظر ان يكون أكثر نشاطا من خلال مشاركاتكم القيمة.
مؤسسة المثقف في عامها الثاني:
في هذا العام كان للمؤسسة عدة انجازات مهمة، ننوه بها كي تكتمل الصورة لدى القرّاء الأعزاء:
- اصدارات: أصدرت المؤسسة هذا العام 12 كتابا بمعدل كتاب لكل شهر، وهو انجاز كبير نعتز ونفتخر به. وقد تراوحت الكتب بين كتب تكريم، وحوارات، وثقافة، ودواوين شعرية وغيرها.
- رواد الاصلاح: باشرت المؤسسة بمشروع جديد هذا العام، للتعريف بروّاد الاصلاح، وما انجزوه على صعيد الاصلاح والتجديد، من أجل انتشال الامة من تخلفها وركودها، وقد صدر بالفعل هذا العام كتابان مهمان، نأمل ان يتواصل الاصدار في هذه السلسلة.
- سفيرة السلام: منحت مؤسستنا لقب سفيرة السلام للأديبة المتألقة وفاء عبد الرزاق، كمشاركة رمزية لتوطيد قيم المحبة والتسامح، التي آمنت بها. وقد شاركت الأديبة وفاء بعدد من البرامج، وأمامها رحلات لعدد من الدول، ستمثل فيها المؤسسة. كل الشكر والتقدير لما تقدمه الاستاذة وفاء عبد الرزاق لتعضيد أواصر السلام في العالم أجمع.
- جائزة المرأة: أقدمت مؤسستنا في يوم المرأة على تكريم 18 كاتبة من كاتباتنا الأفاضل الفاضلات، تقديرا لمنجزهن، وتأكيدا على حقوقهن وضرورة دعمها من أجل تحقيق المساواة والعدالة في مجتمعاتنا، ولكي تنهض المرأة بمسؤوليتها تجاه مجتمعها.
- ملفات عامة: انجزت مؤسستنا هذا العام بكل فخر خمسة ملفات مهمة. تضمّنت عددا كبيرا من المشاركات الهامة. مما يؤكد حجم التفاعل مع مشاريعنا من قبل كتّابنا وكاتباتنا الأفاضل والفاضلات . وقد أشرف الاستاذ الأديب سلام كاظم فرج على أحدها، كما أشرف البروفسور مصدق الحبيب على ملف آخر، واختصت الاستاذة الأديبة ميادة أبو شنب بملفين كبيرين. فشكرا لهم جميعا.
- ملفات تكريم: أنجزت المؤسسة هذا العام ملف تكريم المبدع د. فرج ياسين، بمشاركة واسعة في مجال القراءات النقدية والشهادات الحية، والنصوص المهداة اضافة الى الحوار المفتوح. شكرا للاستاذة الفاضلة رشا رشأ فاضل التي كان لها دور كبير في اعداد ومتابعة وتقديم الملف.
- حوارات مفتوحة: أجرت المثقف هذا العام ثلاثة حوارات مفتوحة، لثلاثة لثلاث شخصيات مهمة في مجال تخصصها، فجاءت ثرية في مادتها، وازدادت أهمية من خلال ما طرحه القرّاء من أسئلة.
- توقيع كتاب: شاركت المؤسسة من خلال كلمة رئيس التحرير في ثلاث احتفالات توقيع كتاب، للبروفسور عبد الرضا علي (بريطانيا)، والاديبة وفاء عبد الرزاق (الأمارات المتحدة)، والأديب سلام كاظم (العراق).
الفيس بوك: قامت مؤسستنا بفتح صفحة جديدة على الفيس بوك، وقد أشرفت على كلا الصفحتين الاستاذة الدكتورة ماجدة غضبان متابعة وتنسيقا. فشكرا لجهودها الطيبة.
شكر وتقدير
ابتداء أتقدم بجزيل الشكر لقرّانا ومتابعينا، كما أتقدم بالشكر الجزيل لكتابنا وكاتباتنا، رأس مالنا في مشاريعنا، ورصيدنا الذي نفتخر ونعتز به. وأقول لهم: هذا جهدكم، وهذا عطاؤكم. فشكرا لكم. من حقكم ان تفتخروا به، وتحافظوا عليه.
أشكر اسرة التحرير فردا فردا، وأشكر هيئة التحرير ولجنة تقيم تقييم النصوص على جهدهم المتواصل، وعطائهم المستمر، سواء في الصحيفة او المؤسسة.
شكرا للاديبة ذكرى العيبي لعيبي، التي التحقت بنا مؤخرا، وشكرا لنوال، واروى التي مثلتنا في المحافل الجزائرية.
شكرا للاستاذة الأديبة والمترجمة فوزية غانم موسى، التي حالت الظروف دون استمرارها بالعمل على باب اللغة الانكليزية، غير انها مثلت مؤسستنا في عدد من الاحتفالات ونشرت تقارير مميزة عنها. فشكرا جزيلا لجهودها النبيلة.
شكرا لجهود طاقم مؤسستنا في العراق. جهود كبير كبيرة، ننتظر ان تسفر عن نشاط مهم. شكرا للاساتذة: سلام كاظم فرج، زاحم جهاد مطر، صباح محسن كاظم. وشكرا لجميع السيدات والسادة ممن تعاضد مع خطواتهم ومشاريعهم.
شكرا للطاقم التقني، المهندس حيدر البغدادي، وسنان العماري، وصفا صادق. وشكرا للعلاقات العامة باللغة الانكليزية الاستاذ أشرف الهاشمي. وجهود الأستاذة نور حامد في المتابعة والعلاقات.
شكرا للاستاذ الدكتور مصدق الحبيب على تعاونه في مجال التصميم، واشياء وأنشطة اخرى.
شكرا للاستاذ الدكتور عبد الرضا علي، واستشاراته المخلصة لنا. وشكرا لكل من عاضدنا. سنواصل السير معا باذنه تعالى.
شكرا لكل الجهود الخيرة التي ترفض الافصاح عن نفسها، كي تبقى جنديا مجهولا في طريق الخير.
واخيرا اعتذر باسمي وباسم اسرة التحرير، عن أي خطأ غير مقصود، لأي شخص كان. هدفنا تقديم الأفضل، لكن لا يخلو أي عمل من الأخطاء، فعذرا لكم جميعا.
أشكركم من الأعماق، وأتوجه للباري عزوجل ان يحفظكم ويوفقكم لما فيه صلاحكم، وأتمنى ان نبقى متعاضدين متحابين، من أجل مشاريع ثقافية، وانسانية اخرى.
ومن الله استمد العون والسداد
0 comments:
إرسال تعليق