رحلوا عندَ المغيبْ/ يسر فوزى


رحلوا عندَ المغيبْ

امتصتْ صواعقُ القدرِ
رواءَ الحياةِ
وَوَقَّعَتْ ولادةُ ألمٍ جديدٍ
بينَ ذوارفِ الصدرْ
خنقتْ .. غيثَ فجرٍ
يرسمُ سنابلَ
فوقَ رياضٍ
يَتَأَرَّجُ منها ضوعُ أقدامِها

أغرقَ صبرى
بركانٌ .. يجيشُ بنارهْ
أحرقتْ الشمسُ
عرينَ ظلالهْ
تفجرتْ آهاتُ الروحِ
ظِراماً مؤججةً
مِنْ شهقاتِ الألمِ
و حشرجةِ عذابِ ليلٍ
يلفُ الوجعُ ستائرهْ

يا إلهي !!
لوعةُ الفراقِ
فى عروقِ القلق تتفجرْ
رسوما مِنَ نار
تقذفُ بألوانها
بينَ مساربِ التيهْ
و هالةٌ مِنَ الدهشةِ
غارقةٌ ... بينَ أفرافِ
رواحلِ السنينْ

رحلتْ ....
مَنْ تحصدُ الحزنَ
و تبذرُ سنابلَ العطاءْ
غسَّلْتُ كيانَها الوضاءَ
بينَ يديَ
عسانى أكفرُ ذنوباً
دَثَّرَتْهَا يوماً
مِنْ لُهاثِ التعبِ
ليزهرَ الفرحُ بينَ كفيْ
رَحَلَتْ ....و كَفَّنَتْ
تسابيحُ القلبِ
أنواراً ... خفاقةَ الضياءْ

خَلَّدَتْ جرحاَ
فاغراً أشرعتَهْ
عَلَّمَتْ أوتارَهُ
مرارةٌ ... ضاقَ بها الصدرْ
يعزفُ غمرةَ النورِ
و يسكبُ فى شموعِ الشوقِ
وهجاً مِنْ ضِياءِ البدرْ
يهتزُ فى عمقهِ الزمانُ
فيتضوعُ عبقُ أحبةٍ
رحلوا عندَ المغيب

CONVERSATION

0 comments: