حرير و ذهب/ أسعد البصري

شقيقاتك الحوريات ابتلعن الأعشاب السامة
غسلن دموعهن بالماء المالح
طاف بهن الموت بعد الموت في البحار الميتة
لماذا تنفخين في صدور الموتى
هذا حب الحياة لا رغبة بالعناق
لماذا كلما كتبتِ شعرا يسقط من شفتيك العراق
لماذا تخرجين من الماء
كل شتاء حاملة رمح أبي عليه آثار دمي
لماذا شَعركِ الأبيض في الريح يترنم كسهام ضالة من أوتار تعوي
أيتها الحامل بالقمر أين ستنجبينه
وإذا أنجبتيه ماذا ترضعينه
وقد يبست الكلمات لا ضرعٌ ولا كلأٌ في عشيرتنا
بماذا تعديني وأنا أقرأ طالعك في الظلام بعينيك اللامعة
هل جلبتِ لي صَدَفَة الحظ لأسألها عن قريتنا العاثرة
هل جلبتِ دواء لعينيّ
هل عندك يدٌ قوية تَمسك يدي المرتعشة
لماذا لم تجلبي لي معك من البحر صاحباً من مرجان
فأصحابي يغدرون بي و يأكلونني بسبب الحصار
أنا أشعَرُ المحاربين على هذا الثغر من بلادي
فهل عندك دواء لجراحي
هل عندك كأس طافحة بالحب
اجلسي يا إنعام هنا على هذا الشاطيء الوحيد المنقوع بالغربة
وخبّريني ماذا يقول البحر عنّي ؟
هامش /// النص يصغر إذا يقرأه عقل صغير
.....................................
يقول أدونيس بأن النص دائماً يأخذ حجم قارئه
لو قرأت القرآن بعقل صغير فإن القرآن سيصغر ويصبح غبياً
لا يوجد نص كبير بمفرده ، فوق التاريخ و تطور العقول التي تقرأه
وبلغة ماركسية نقول كل نص هو نص تاريخي يتبدل بتبدل البشر والزمن
هذه معاناة نص عظيم كالنص القرآني المقدس المحترم
فتخيلوا معاناة شاعر يعرف حجم نفسه و اختلافه عن غيره
لكن عليه أن ينتظر شهادة العقول الصغيرة
المشكلة الحقيقية تكمن في أن الشعر فن بمعنى الكلمة
لكن هذا الفن يستخدم اللغة كمادة للتعبير
فهو لا يستخدم الآلة الموسيقية ولا الأصباغ ولا الصورة أو الطين والحجر
إنك تستخدم اللغة التي يستخدمها الجميع و تصنع منها فنا
في فترات الإنحطاط والعقول الصغيرة تتساوى اللغات
ولا يعود هناك فرق بين المادة التي هي فعلا فن أو تلك التي هي لغو خالص
إن الشعر في النهاية هو حسن ظن شديد بالبشر والحضارة
الشعر عكس النقود التي تمتلك قيمة واضحة بمعزل عن رأي البشر
الشعر كالدين حين تختفي الروحانية ينتشر وباء ديني مزيف في كل مكان
وبدلا من الرهبان والقديسين النادرين تجد في كل شارع رجل دين مزيف
وحين يظهر شاعر حقيقي في تلك العصور المظلمة يتوجب عليه الصراخ
ذلك الوجع الجوهري يتحول إلى ضحك
و تهمة بالحسد في أفواه الظلاميين والعقول الصغيرة
دكتورة إنعام الهاشمي لسبب غامض تترك أبوب الجامعات الأمريكية العالية
وتتجول بين الظلاميين الغوغاء الذين ينهشونها بلا سبب
وبلا سبب تتحملهم صديقتي إنعام الهاشمي ولا ترد على قلة أدبهم

CONVERSATION

1 comments:

رانه راجح دعنا يقول...

صديقتي الرائعة التي اختفت فجأة من وسائل التواصل الاجتماعي. افتقدها واتمنى لو استطيع لقاءها من جديد .. العالي يظل عاليا فوق السحاب والذهب لا يفقد بريقه