في مجرة النسيان يسكن الجسد/ خليل الوافي

في لمح البصر :

ينتهي كل شيء ، و أنت لم تفعل أي شيء ؛ عطش السنين يراودك في أحلام البرودة النائمة في أبراج الخيال ، يسقط نجم الوجع المنسي في قاع الغربة الذابلة تحت صقيع الطبقات المعزولة عن مكونات السبات الطويل ؛ لا الريح قادرة على اكتشاف الألم ، و لا الصمت الكوني تطاوعه دهشة الفراق ؛ لا أنت تحمل جسدك خلف ظلك ، و ينتهي بك الرحيل وحيدا عن ملامح وجهك الذي لا تعرفه ؛ ربما تتذكر تقاسيمه الشاردة مع طلوع القمر في متاهات الإحتمالات الصعبة أمام سواد الليل ...

في اتجاه الريح :
ا شيء يوقف الريح ، ما دام مطر الخير شحيحا في عيون من ظلموا نعمة الوجود ، و أقفلوا أبواب الرزق في وجه العباد ؛ لا الأرض مستعدة لحمل المزيد ، و لا القلوب الكفيفة عن طريق الصواب ، تعلن هزيمة الحق في أسواق النفاق ، من منكم يحمل عن أخيه رغيف يوم واحد ؟ ٠ يأتي الجواب مقنعا من جهة الخطأ ، و تبرير السلوك الأعرج في مواجهة وابل الأدلة الصارخة في اقتراب ساعة الغضب ٠ من تخاطب إذا ، و أنت عاجز أن ترشد القوم إلى مساليك الفطرة الأولى و حسن النظر؛ غريبة هي الدنيا ، تأخذ منك عمرك الطويل ، دون إستأذان ، وأنت ما تزال وفيا لركوب الأهوال و المحن ، متمسكا بخيط الأمل ...
في ملح الحجر:
ركبت صحوي في انبلاج القمر ؛ عن أسرار الجرح الذي يعتريني ، ويشق جسدي إلى نصفين ، نصف لي و آخر وهبته للريح ؛ كي تنثر زرعي خلف السياج ، تسقط مزارع شبعا في كف فقيه ، يمسح عن وجهه سواد حلم يراود مراهقة الجيران في كبح صهيل الرغبة العالقة في تخوم السفن الغارقة في قاع المحيط ؛ هناك ينجلي ضوء مرجاني على تلاشي بقية الصور أمام مساليك الصمت العتيق ؛ يخرج الحجر عن اندفاع الموج الصاخب ، يواسي عشب الذاكرة في فتح شهية الملح و الحجر ؛ مثل ظل تافه تحت خيال القمر، يقف جسدي الهزيل يواجه شبح قيلولة ناضجة في سراب صحراء تحرق نفسها انتقاما من عطش العيون لرؤية هلال العرب ٠٠٠٠٠٠
في محنة السؤال الصعب :
متى تعود العروبة إلى جزيرة العرب ؟ ، و متى تعود اللغة إلى أصلها في تحريك الهمم ، و صناعة شارع الغضب ؟ ٠ أسئلة كثيرة تهرب من بؤرة الضوء ؛ حيث تشرق شمس العرب ، أنتظرت طويلا على حافة القمر ، أراقب نجم حلم بدا واضحا في سماء الغربة الباردة من شرفة بيت أطالت النظر، تحت ليل يخبئ أسراره الصامتة في عيون من يقطعون طريق الأمل ٠ و أنا ما زلت أنتظر إجابة الملح الخصم على فتح ممرات المكاشفة السريعة في طابور القدر ؛ لا شيء يحمي جسدي من انفجار الحجر....
في منحة جواز السفر :
كم كنت مخطئا ، عندما نظرت في خريطة الوجع السياسي ، و الصداع المزمن لفكر المرحلة ؛ كانت هواجسي أكبر من حلمي العربي ، الذي شاخت قواعده تحت ظغط القصف المتواصل ، و إنتظار الإشارة الأخيرة من يد العدو، و يبدو كل شيء يسير بطيئا على حبل سرك لا تراقبه ضعاف القلوب ، و لا تقوى الحماسة الزائدة من إدخال الرعب على وكر الذئاب الجائعة ؛ ثمة حكمة تتخلل مشهد المراقبة على حدود الإخوة الأعداء ؛ هنا أفقد بوصلة الإٍبحار ، و أظل أنتظر بزوغ فجر جديد ، يوحي بأمل العودة إلى جادة الصواب.....

ـــــ كاتب و شاعر من المغرب
كتب يومه السبت بتاريخ : 11/08/2012 بمدينة طنجة ٠



CONVERSATION

0 comments: