هل ترضى بشماته كارهك في مقتل ابنك كما ترضى الشماتة في مصيبته!، إذا رأيت قاتلا يقتل الناس هل تباركه أو تؤيده لمجرد كراهيتك لهم أو لأن أهل ثقتك من أصدقائك أو الإعلام الذي تفضل يقصون القصص عن جرائمهم!،.. ماذا تقول لربك إذا سألك هل سمعت ورأيت وتأكدت ووعيت؟!،
فإن لم تر القاتل يقتل وهو ظالم، فكيف تستبيح دمه، وعلاما تؤيد من يرغب في قتله للقصاص منه وأنت لست على يقين الحق!، هلا علمت بأنك أمام الله شريكٌ لأي قاتل لمباركتكم وتأييدكم لقتله أحدا من الناس، فإن كان مصيبا ومحقا في قتله لأحد منهم فأنت معه في الجنة، وإن كان مخطئا وظالما فأنت معه في النار!، إذاً.. على أي شيء تغامر بآخرتك ومصيرك مع الله وأنت مفتقد اليقين!.
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة، فصبحنا القوم على مياههم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف عنه الأنصاري، وطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا المدينة، بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: (( يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ فما زال يكررها على حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم)،
وفي رواية: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أقال : لا إله إلا الله وقتلته؟! )) قلت: يا رسول الله، إنما قالها خوفا من السلاح، قال :أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟!،.. هذا لأن أسامة بن زيد قتل بظنه واعتقاده لا بثقته ويقينه على الرغم بأنه في معركة!.
فما بال الذين يعترفون بسقوط أبرياء في قتلاهم، وأنت ما تزال معهم وتؤيدهم!.
وأخيرا: يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ( لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما )..، وقوله: ( لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على الله من سفك دم امرئ مسلم ))، وقوله: لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار، ويقول أصدق القائلين سبحانه وتعالى: ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) صدق الله العظيم.
فالحذر الحذر.. حتى لا نقف بين يدي الله فيسألنا ما دليلك وما يقينك.. والخوف الخوف أن نكون مخدوعين فندخل بخداعنا لأنفسنا نارا لاتبقي ولا تذر.
m_mohamed_genedy@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق