لتتوحد الجهود لردع نظام وﻻية الفقيه وإنقاذ العراق من محنته/ العلامة السيد محمد علي الحسيني

يمر العراق بفترة عصيبة من تأريخه و تتکالب عليه الاخطار و التهديدات من أکثر من جانب، ومع المآسي و الکوارث و المصائب التي تحدث لشعبه، فإن الامتين العربية و الاسلامية يشعرون بالکثير من الحزن و الالم و يدعون من کل قلوبهم في عباداتهم أن يجنبه الله تعالى عواقب هذه الفترة العصيبة بخفي ألطافه و يفتح عليهم من أبواب رحمته الواسعة انه على کل شئ قدير.

الحروب و المآسي و الويلات الکثيرة التي مرت بالعراق وعلى الرغم من أن الشعب العراقي لايزال يعاني من آثارها و تداعياتها، لکن و للأسف البالغ فإن الحکومة التي يرئسها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالکي، لم يکن في مستوى الامانة و المسؤولية التي عهدت إليه من جانب شعبه و بدلا من أن يمنح کل إهتمامه لهذا الشعب المظلوم الذي عانى ماعانى و قاسى ماقاسى، و يعمل مابوسعه لتطوير أوضاعه و تحسين أحواله خصوصا وان العراق بلد غني وله ثروات معدنية کثيرة على رأسها النفط بالاضافة الى کونه بلدا زراعيا ذو أراض خصبة، فإنه إختط لنفسه سياسات مشبوهة لاتخدم هذا الشعب أبدا وانما تضر به.

يقول نبينا الکريم"ص": "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم کمثل الجسد إذا إشتکى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى"، کما انه عليه أفضل الصلاة و السلام يقول أيضا في حديث شريف آخر:" من اصبح أو أمسى ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم"، ولذلك فإن الاوضاع الصعبة و المؤلمة التي تمر بالشعب العراقي تدفعنا کعرب و مسلمين لتحمل مسؤوليتنا الشرعية تجاههم و نفتح أعيننا و أذهاننا عن هذا الذي يحدث له في هذه الفترة العويصة، وان علينا أن ندعم و نساند هذا الشعب في محنته هذه و لانترکه لوحده فيها، خصوصا وان نظام ولاية الفقيه في طهران"العدو الداخلي لأمتينا العربية و الاسلامية" و الذي هو اساس الکثير من البلاء و المصائب التي تحدث في العديد من بلدان الشرق الاوسط و في مقدمتها سوريا و العراق و اليمن و البحرين و لبنان و غيرها. لقد نجح نظام ولاية الفقيه وللأسف البالغ في إختراق العديد من البلدان العربية و الاسلامية و زرع و بث فيها کل أسباب الفرقة و الاختلاف و الفوضى و المواجهة و الفتنة، وان العراق و سوريا يمثلان نموذجين حيين على هذه الحقيقة، وان العراق الذي يقف اليوم على شفا جرف هار قد ينجرف بشعبه لاسامح الله تعالى في أية لحظة نحو هاوية الحرب الاهلية البغيضة التي تخدم مصالح عدوي أمتنا، واقصد العدو الخارجي المتمثل في إسرائيل و العدو الداخلي المتمثل في نظام ولاية الفقيه، وان على أمتينا العربية و الاسلامية أن يأخذوا الکثير من الدروس و العبر من الذي يحدث في العراق وان لاتدعا لأفاعي و عقارب هذا النظام بالمزيد من التحرك في اوساط أمتنا في مختلف البلدان، وان هذه التطورات الحالية التي تحدث في العراق، انما هي حاصل تحصيل تلك السياسات المشبوهة للمالکي و التي کان جل همه من خلالها هو خدمة اهداف النظام الايراني و تحقيق غاياته المشبوهة المعادية أساسا لمصالح أمتنا.

اننا من موقعنا الاسلامي نعتقد أن المسؤول و المدان الاول في مايحدث حاليا للعراق، انما هو نظام وﻻية الفقيه الذي يتدخل في کل شاردة و واردة و يعبث بأمور و مقدرات هذا البلد و يزرع الضغينة و البغضاء کي يحقق أهدافه الشريرة، وانهم برأينا مسؤولون عما يحدث هناك وان ماجاء في الآية الکريمة من سورة الصافات:"وقفوهم انهم مسؤولون، مالکم لاتناصرون"، تنطبق على نظام وﻻية الفقيه الذي صرنا نعلم جميعا مافعله و يفعله في لبنان سوريا و اليمن و البحرين و مصر و السعودية و الکويت، الى أن وصل الامر الى حد جعل العراق على شفا حرب أهلية خصوصا وان دخول وحدات من الحرس الثوري الايراني الى داخل العراق و فتح باب التطوع أمام الايرانيين للذهاب و القتال في العراق، يعني بأن هذا النظام يتجاوز کل الخطوط الحمراء و يستهين بأمتينا العربية و الاسلامية ولهذا فإننا ندعو الشعوب و الدول العربية و الاسلامية لکي تتحمل کامل مسؤوليتها في ردع نظام ولاية الفقيه و عدم السماح له بفتح جبهة أخرى لکي ينفث من خلالها بسمومه الصفراء.

اللهم جنب العراق و شعبه شر و بلاء هذه الفترة و خذ بيدهم الى مافيه الخير و السلام و الامن و الامان لهم و نسألك اللهم أن تنزل بلائك على اولئك الذي يتربصون شرا بهذا الشعب المظلوم، انه مجيب الدعاء.

الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي.
Arabicislamicmajlis@gmail.com
 Phone : 009613961846

CONVERSATION

0 comments: