حقيقة الأحزاب الفنكوشية بعد 25 يناير/ مجدي نجيب وهبة

** مشكلة الصحافة والإعلام فى مصر ، إنهم إعتادوا الكذب والتضليل .. حتى صاروا يصدقون أنفسهم .. لأنهم لم يعتادوا على قول الحقيقة ، بل إعتادوا الخداع والكذب والإحتيال .. هذه الأجهزة هى الخطر الداهم على الشعب المصرى لأنها تشكل رأى مخالف للحقيقة لتشكك فى كل معطيات الدولة المصرية ..
** عندما إندلعت مظاهرات 25 يناير 2011 ، ثم تحولت عصر 28 يناير 2011 إلى فوضى هدامة وتخريب فى الدولة ، والهدف كان صريحا ومعلنا هو هدم الدولة المصرية وليس إسقاط النظام ، وقد تم كل ما هو مرسوم له ومخطط لذلك ..
** وعقب تنحى مبارك عن الحكم وتسليم السلطة للمجلس العسكرى القائم لإدارة شئون البلاد .. بدأت ترتفع نغمة جديدة فى الشارع المصرى وهى أحزاب المعارضة التى إنطلقت من كل صوب وتجاه ، والذين كونوا مجموعة كبيرة من المعارضة ، بدأت تفرض تواجدها فى الشارع دون أن يكون لها أى تواجد حقيقى فى الواقع .. بل كان أى فاشل ليس له عمل يدعو إلى العمل السياسى ، كان يتقدم بطلب لتكوين حزب معارض ، وسرعان ما كان يحصل على الموافقة ، رغم أنه لا يوجد له مقر أو أعضاء .. ولكن كان الهدف هو خلق حالة من المعارضة الشعبية لحكم مبارك .. فسمعنا عن أكثر من 50 حزب معارض على الورق ..
** وكانت الطامة الكبرى هو دور الصحافة والإعلام المرئى الذين كانت مهمتهم هو إستضافة أى متسول يعلن عن إنشاء حزب ، حتى يظهر أمام الشاشة الصغيرة ليصول ويجول ويطالب ويهدد ويتوعد ويدعو .. وفى الحقيقة أنه حزب فنكوشى فلا يوجد له أى تواجد .. ولكن المخطط كان يطالب بظهور هذه الفقاعات على سطح مستنقع الفوضى حتى تبدو الصورة إجماع شعبى على معارضة الحكم والنظام والدولة ..
** فبدأنا نرى فى الإعلام "أسامة الغزالى حرب" ، و"السيد البدوى" ، و"محمد البرادعى" ، و"حمدين صباحى" ، و"عمرو موسى" ، والمستشار "أحمد الفضالى" ، و"محمد فائق" ، ود."رفعت السعيد" ، و"حازم عبد العظيم" ، و"محمد أبو الغار" ، و"جورج إسحق" ، والإستشارى "ممدوح حمزة" ، و"كريمة الحفناوى" ، وجماعة الإخوان المسلمين ، وحركة 6 إبريل ، وحزب الغد ، وحزب الأحرار ، والوطنية للتغيير ، والإشتراكيين الثوريين ..
** كانت كل هذه الأحزاب تقف ضد فكرة الدولة المصرية ، فلم يعد أمامهم إلا ترديد مقولات الشعب يريد إسقاط النظام ..
** فوجئ المجلس العسكرى بكل هذه الأحزاب التى ظهرت فجأة ، وقدمها الإعلام على أنها ممثل للشعب المصرى ، فلم يكن أمام المجلس العسكرى إلا دعوة هذه الأحزاب للتشاور ، ومحاولة الوصول إلى صيغة موحدة للخروج بالبلاد من الأزمة التى إندلعت فى الشوارع ووقف نزيف الفوضى ..
** كان المشهد مثار للسخرية ، فكلما قدم مبارك تنازل لإصلاح المشهد السياسى والإجتماعى .. خرجت أحزاب المعارضة فى صوت واحد "نحن نرفض الإصلاح ولكننا نريد إسقاط نظام ورحيل مبارك" .. وبالطبع كانت أحزاب المعارضة هى مجرد أرقام تعارض حكم مبارك .. حتى تصور الكثير أن مصر كلها ترفض الإصلاح الذى دعى إليه مبارك ، وإتفقوا جميعهم على المطالبة برحيله .. ولم يكن فى الميادين سوى هتاف واحد "إرحل .. إرحل" ..
** نظم المجلس العسكرى لقاءاته مع أحزاب المعارضة أو بالأصح مع مجموعة من هواة السياسة المغمورين الذين كانت أقصى أحلامهم أن يصافحوا الرئيس مبارك .. فظهر محمد أبو الغار ، والسيد البدوى ، وسامح عاشور ، وأسامة الغزالى حرب ، وأيمن نور ، وعمرو موسى ، وجورج إسحق ، وممدوح حمزة ، وكريمة الحفناوى ، وفريدة الشوباشى ، وجمال فهمى ، ووائل الإبراشى ، ومجدى الجلاد ، وإبراهيم عيسى ، وعلاء الأسوانى ، وبلال فضل ، ويسرى فودة ، وريم ماجد فى كل وسائل الإعلام بصورة مزعجة ، خدعت المجلس العسكرى فقرر الإجتماع مع كل هذه الوجوه ..
** وفى النهاية .. رضخ مبارك لمطالب هذه الشرذمة وتنحى عن الحكم .. ثم بعد ذلك توارت كل هذه الأسماء وظهرت جماعة الإخوان المسلمين .. ولأنهم كانوا منظمين ومتمرسين على العمل الجماعى ، فقد إستطاعوا خداع كل هذه الأحزاب بالعمل المشترك بينهم .. فشاهدنا على كل القنوات والحوارات التليفزيونية الإخوانى عصام سلطان فى حوار مشترك مع محمد أبو الغار ، وشاهدنا الإخوانى سعد الكتاتنى مع سامح عاشور .. وهكذا تم دمج جماعة الإخوان المسلمين فى كل هذه الأحزاب الكارتونية ..
** وعندما سقط النظام تماما وإنهار الأمن .. بدأ الإخوان فى الكشف عن وجههم الحقيقى .. فأقصوا كل هذه الأحزاب الكارتونية ، وظهروا بمفردهم فى ميادين التحرير وفوق المنصات ، وبدأ إستبعاد هذه الأحزاب .. وبالتالى لم يجد المجلس العسكرى أمامه إلا حزب أو جماعة الإخوان المسلمين .. ولأن هذه الأحزاب الكارتونية حصلت على صابونة ، فلم يكن أمامهم إلا تكوين جبهة لمعارضة الإخوان أطلقوا عليها حزب الجبهة ، ثم جبهة الإنقاذ التى لم تغعل شئ سوى محاولة أخذ الفتات مما يتساقط من حكم الإخوان .. حتى أطلق عليهم الشعب المصرى "جبهة الإنقاذ" ، وهى فى الأصل "جبهة الخراب" ..
** وعندما قام الشعب المصرى بثورته العظيمة فى 30 يونيو 2013 .. وأسقط حكم الإخوان الإرهابيين .. حاولت جبهة الخراب أن تعيد ترتيب أوراقها ، وزعمت أنها شاركت فى ثورة 30 يونيو .. وظهر أسوأ هذه النماذج وهو حمدين صباحى الذى حاول أن ينصب على الشعب المصرى ، وإدعاءه بأنه مفجر ثورة 30 يونيو ، و25 يناير .. وهو ما كشفه الشعب المصرى .. فسقط سقوطا مروعا فى الإنتخابات الرئاسية ، وكانت النتيجة مذهلة بكل المقاييس ..
** ولأن هذه الأحزاب لا تواجد لها على أرض الواقع .. فبدأوا يعترضون على الإنتخابات البرلمانية القادمة للدعوة للإنتخابات بنظام القائمة وليس الفردى .. ومازلنا نقرأ ونرى ونشاهد إحتجاجات هذه الأحزاب الفنكوشية التى لا يوجد لها أى وجود إلا فى خيالهم المريض ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: