خواطر وأحلام (لا تعبُدوا ربّين الله والمال)/ سركيس كرم

ولا مرة كانت المراكز ترفع من شأن شاغليها، بل ان الانسان الغني برصيده الأخلاقي ومؤهلاته الفكرية هو من يرتقي بالمركز الى أعلى المستويات..
****
ليست الخطيئة في أن نمتلك المال، لكن الخطيئة أن ندع المال يطغي على إنسانيتنا وتصرفاتنا ويخدع تفكيرنا ويرمينا في مستنقع الكبرياء والغرور والأنانية... فالبعض يسكر حتى الثمالة بمجرد الحصول على الثروة المادية كونه يظنها الثروة الحقيقية التي تقدر على تأمين كل شيء بما في ذلك متطلبات إرضاء مشيئة الرب.. أو ليس الرب هو القائل: "لا تعبُدوا ربّين الله والمال!".
****
يسارع البعض الى أتخاذ مواقف عشوائية واصدار أحكام متهورة حيال مبادرات تسعى الى الخير العام. وتأتي ردود الفعل هذه انطلاقاً من مفهوم خاطىء يراد من خلاله تكريس الأنتماء المعلب المستند الى اصطفافات صامتة وطيعة تقضي على تنوع الاراء الساعية الى تطوير المجتمع. وتنبع هكذا ردود من خوف من التطرق الى مسألة جوهرية هي مسألة المساءلة والمحاسبة، وكذلك من رفض مطلق لطرح الأمور الجدية المؤثرة في المجتمع خارج إطار الحالات الانفعالية السطحية التي تستعمل وكأنها ضرورة قسوى في الدعوة المتكررة الى تثبيت الانتماء وترسيخه، فيما يعاني المجتمع من حاجة ماسة الى وضع المبادىء الأساسية حيز التطبيق بغية السير نحو تحقيق مشروع العدالة والقانون والمساواة وحقوق الانسان والحرية الحقيقية.
****
ان مقياس المساهمات البناءة لا يجوز ان يستند الى عواطف وعصبيات تتعامى عن الحقائق، بل الى اعمال تترك أثرها الفعال وتساعد على تذليل العقبات ورؤية الصورة بشموليتها وتعزز بالتالي لغة الحوارات الجريئة بصراحتها العلمية والموضوعية التي تؤدي الى  الشروع الفعلي في عملية تطوير العمل المؤسساتي الحضاري الذي يحفظ كرامة الانسان وحقوقه في ابداء الرأي والتعبير لكي لا تبقى التجمعات عاجزة عن الالتزام التطبيقي ولو بحدوده الدنيا بمشاريعها الوطنية والاجتماعية والانسانية. فالجماعات التي لا تستطيع حماية الانسان وحقوقه البديهية وتسقطها من حساباتها على أرض الواقع تكون قد جنت على نفسها وأثبتت عقم طروحاتها وباتت جماعات متعثرة وفاشلة سلفاً.
****

الخصم الذي ينتقدك بصراحة في وجهك هو أفضل بكثير من "صديق" لايطلق العنان "لصراحته" إلا في غيابك..
****
لما بتتعب أفكاري
وبتصير تطفّي الأحلام
بتحيي بروحك قراري
بتمحي تعبات نهاري
وبترجع تحلى الايام


CONVERSATION

0 comments: