من أحلام الشباب/ د. عدنان الظاهر

كنتُ أحلم ـ أيام ما كنتُ في الثامنة عشرة ـ أنَّ جارتي نرمين كانت تكتب لي رسائل رومانس وما كانت تلكم الأحلام لتفارقني فأدمنتُ عليها حتى اليوم ! الغريبُ أني حين كنتُ أنهضُ من فراشي في صباحات الصيف المبكّرة كنتُ أجد تحت وسادتي قصاصاتٍ بخط يد جارتي نرمين. لكنَّ جارتي دأبت على توقيع رسائلها تلك بإسم ( ترمين ). ما الفرق بين النرمين والترمين ؟ حرفٌ واحدٌ ، حرفٌ واحد فقط هو حرف النون شقيق حرف التاء بالتجاور كما هي حالة جارتي التي لا يفصلني عن دار أبيها إلاّ جدارٌ نحيفٌ من طابوقة واحدة لو دفعهتا بيدك لتهاوت وتهاوى ما يعزلك عن نرمين أو ترمين . آخ نرمين ! يذكّرني إسمك هذا ببواقي عمري وقد وهن العظمُ مني واشتعل الرأسُ شيباً وقهراً. يّذكّرني بالكثير من نرمينات هذا الزمان وما فعلن بي وبزماني! نرمين جارتي العزيزة : حفظتُ رسائلك عن ظهر قلب وحملتها معي ذكرىً ورسالة قلبية ـ سماوية أنّى ارتحلتُ وحيثما ذهبتُ ومكثتُ . أسميتك تارةً بلقيس وما كنتِ ملكة سبأ. أسميتك فائزة ولم تكوني الفائزة الوحيدة بي. أسميتك راجحة فلم ترجح كفّتك في ميزان أخطائي وذنوبي. أسميتك سهام فخابت تلك السهام ولم تبلغ الهدف. دعوتك مُعزز فلم تستطيعي تعزيز مواقعك في قلبي كما ينبغي. أسميتك ليلى فطالت لياليك وطالت لياليّ حتى يئستِ مني فذهبتِ لغيري. أسميتك زويا ونتاشا وسانيا ثم زويا فكان نصيبي الغياب. أطلقتُ عليك نعتَ دانا وماريا ثم نادية فضيعني ندى المحيط الهادي وولاية كالفورنيا. ماذا أسميك اليوم ، نعم، اليوم ؟ قولي يا ابنة ...، قولي وأبيني فإني خراب.
إستيقظتُ فجر يوم صيفي حار من شهر تموز فوجدتُ تحت وسادتي رسالة بخط يد جارتي نرمين كتبت فيها :

حبيبي
تضامنت معك السماء اليوم يا أورفيوس حتى أنها مزقت يوريديس إربآ إربآ وحاولت يوريديس أن تُلملم أشلاءها وتعتذر حتى يُسامحها.
أه لو يعلم أورفيوس كم هي يوريديس طيبه ومسكينه
ومغلوبه مع أنك تدعي أنها الغالبه ومقهوره خاصةً اليوم وقد ظلمتها السماء أكثر وأكثر من أجلك يا أورفيوس الليل والنهار.
سامحني ولن أعاتبك أكثر من ذلك فأنت تُحبني والمفروض أن لا أكون مصدر ضغط وإلحاح عليك
وحبك غالي عندي يا أورفيوس ويعز علي أن أكون قد تسببت فى عُقده للسانك تجاهي
أعتذر وأرفع الراية البيضاء أمامك ,إنتصر أورفيوس بحبه
غدآ سأذهب للعمل ,للدوام فلا تقلق إن تأخرت عليك فى ردودي
يوريديس حبيبة أورفيوس

سلامي حبيبي.


في صبيحة يوم آخر وجدتُ الرسالة التالية :

وأنا أحبك حارقآ ومحروقآ,خاضعآ لي وثائرآ على برودتي,أحبك بقلبي وعقلي وروحي,أحبك فى كل حالاتك وفى كل كلماتك,يا عطر حياتي و زهرة عمري ونور عيوني,أحبك ومن أجلك مستعده أن تنتهي حياتي كلها ولو حياتي أنتهت الأن فسأموت وأنا سعيده لأني عثرت على الحب وعشت الحب الذي بحثت عنه طويلآ و وجدته معك,صدقني لو إنتهت حياتي الأن فسأموت وانا راضيه جدآ فقد ملكت الدنيا كلها ومافيها معك,ولم أعد أريد أكثر,أنت الحبيب الوحيد يا أورفيوس

رسالة أخرى يبدو أنها سقطت من يدها سهواً فقد وجدتُ فيها آثار تراب :
يا حبيبي ,وحبيب نيفيديس
خفف رجاءً من حرارة قبلاتك ,لقد جعلتني أذوب من قبلاتك هذا غير أنك فعلآ خجلتني بغزلك وحبك الملتهب الصريح وخجلتني كلماتك الملتهبه بالحراره,حتى أن جهاز الكمبيوتر والأيميل أشتعل من لهيب حبك لقد تفوقت فى حبك على أورفيوس يا العاشق.ولكي تغير على ترمين الحبيبه فقد جاء اليوم خاطبٌ حتى رأيتك غيران كما تفعل دومآ معي يا حبيبي العاشق الولهان. قلبي لك لكن خفف قبلاتك لترمين وغزلك الملتهب وإلا فالجيران سوف يُذيعون الخبر فى وكالة رويتر للأنباء وعلى قناة الجزيرة
نيفاريديس.

تواصلت وتكاثرت الرسائل وأنا لا أرد غير مُصدّق ما أقرأ.
قرأت ذات يوم وقد نهضتُ للتو على صوت والدتي تناجي ربّها في صلاتها للفجر ::
حبيبي
لا أريد أن أكلفك كل هذه المشقه من أجلي,أنت غالي عندي وفى القلب من غير أي شئ ودون أي مشقه أو مدح في ,هكذا ببساطه أنت الذي أحبه جدآ جدآ جدآ لأنه إنسان رقيق وطيب ويُحب ترمين التي تمتلك قوى للدفاع والهجوم لكنها لا يُمكن أن تستخدمها ضدك فأنت حبيبي الذي لا أزعل منه أبدآ مهما فعل ,خفف من حرارة قبلاتك لقد جعلتني أخجل من حرارة قبلاتك المُلتهبه بالنيران لي وإحمر وجهي من الخجل وإلا سأتصل بالبوليس
لإنقاذيS.O.S
أحبك جدآ جدآ جدآ جدآ جدآ جدآ جدآ

توقف الزمنُ لحظةُ ففتشتُ ما بقي في رأسي وقلبي وذاكرتي من أحداث وأحاديث فوجدتُ الرسالة التالية مكتوبة بخط حبيبة شبابي نرمين :
يا حبيبي ,وحبيب نيفيديس
خفف رجاءً من حرارة قبلاتك ,لقد جعلتني أذوب من قبلاتك هذا غير أنك فعلآ خجلتني بغزلك وحبك الملتهب الصريح كلماتك الملتهبه بالحراره,حتى أن جهاز الكمبيوتر والأيميل أشتعل من لهيب حبك لقد تفوقت فى حبك على أورفيوس يا العاشق.ولكي تغير على ترمين الحبيبه فقد جاء اليوم خاطبٌ وأعجبني كثيرآ يا يويوفيوس وجاء فى وقته حتى أراك غيران كما تفعل دومآ معي يا حبيبي العاشق الولهان
حبي لك لكن خفف قبلاتك لترمين وغزلك الصريح الملتهب وإلا فالدببه سوف تُذيع الخبر فى وكالة رويتر للأنباء وعلى قناة الجزيرة.
حسنآ سأتركك حتى المساء
وستوحشني ومن الأن أنت وحشتني فأنت قلبي وصدقني أني لا أكذب عليك أنه إذا أنتهت حياتي الأن فسأموت راضيه وسعيده وشاكره للرحمن أني عرفتك فأنت هديتي فى الحياه,وعرفت معك قيم جميله ومشاعر راقيه كثيره تمنيتها كثيرآ ولم أجدها أنت يا أورفيوس كان لك الفضل فيها,فأنت الوفاء والأمل والتضحيه ,وجدت معك كل معاني الحب ,صدقني لو إنتهت حياتي الأن فسأموت سعيده يا أورفيوس,حبيب ترمين و يوريديس مستعده أن تنتهي حياتها كلها الأن وستموت سعيده جدآ
سلامي لك يا أورفيوس وحتى المساء

تصوّر قارئي العزيز : تهيأ لي ذات صباح قائض أنَّ حبيبتي نرمين أو ترمين تقف على رأسي تقرأ رسالة في يدها ... تظاهرتُ بالنوم هيبةً لحضورها ورغبةً عارمة منّي لأسمع ما ستقرأ.
قرأتْ فقرأتُ معها وليتها لم تقرأ :

مساء الحب يا الغالي
حبك على عيني وراسي فهو فى قلبي , ونرمين فى القلب.
أنتظرتني طويلآ ,فنام فى الأخر وهو كسير البال والخاطر من نرمين التي هان عليها أن تتركك تنام دون أن تقرأ منها أي كلام ... هذا حرام على نرمين . اليوم خرجت مع الوالده للتسوق ,وتأخرنا قليلآ ثم جاءت خالتي وجلسنا سويآ وأنت حيران فى أمر نرمين التي تغيب وتترك حبيبها دون حتى أن تؤنسه بكلمه واحده, والله خجلانه من نفسي. لكن نرمين تعرف أن حبيبها لا يزعل منها أبدآ حتى لو غابت قليلآ ,لأنها تعرف مدى حُبكَ لها حتى أنها تسمع صوتك الذي يُدللها ويُعطيها الشيكولاتة والبقلاوة والسفن آب يُغني لها ويقول:

ياسلام على حبي وحبك

وعد ومكتوبلي أحبك
ولا نمش الليل من حبك

يا سلام على حبي وحبك

وفريد كان سعيد أنك تتغنى بأغانيه من أجل نرمين ونرمين كانت سعيده أنك تُحبها كل هذا الحُب.

سلامي لك حبيبي .
آخر ما تبقّى من ذكرياتي مع جارتي نرمين ( أو ترمين ) وكنتُ قد أكملتُ الخامس الإعدادي وفارقتُ مدينتي وجارتي للدراسة في الجامعة وهنا في الجامعة ذكريات أخرى مغايرة شكلاً ومضمونا. كتبتْ في آخر رسالة لي منها ما يلي :
يوريديس تُحبك بكل الدرجات والألوان والمعاني والأنواع والأشكال,حتى أنها نسيت الكلام وأصبحت تجهل القراءه والكتابه من حبها لك ,وحبها أحرق الكمبيوتر والمودم ورسائل الكون,لا يُمكن أن أتخاصم معك أبدآ وقد ذكرت لك ذلك أكثر من مره وأنا عند كلامي ,هل أتخاصم مع قلبي لا يُعقل أن أتخاصم مع قلبي وأنت قلبي

يوريديس تُحبك بكل الدرجات والألوان والمعاني والأنواع والأشكال,حتى أنها نسيت الكلام وأصبحت تجهل القراءه والكتابه من حبها لك
,وحبها أحرق الكمبيوتر والمودم ورسائل الكون,لا يُمكن أن أتخاصم معك أبدآ وقد ذكرت لك ذلك أكثر من مره وأنا عند كلامي ,هل أتخاصم مع قلبي لا يُعقل أن أتخاصم مع قلبي وأنت قلبي
وأنت معنى حياتي وأمل وشمس عمرى كله,والفجر الذي أشرق علي بنوره يوم 8 أغسطس آب,عندما قرأت قصيدة كليوباترا وقررت أن أخوض ولأول مره بحياتي مغامرة الإتصال بك وهددتني والدتي وطالبتني بالإبتعاد عنك ورفضتُ لأني حبيتك من جذور قلبي,حبيتك لأنك أحببتني دون أن تراني ولأني وجدت معك معاني كثيره لم أشعر بها من قبل,الأن لا أشعر بالبرد بل بحرارة الصيف بسبب حبك.
يوريديس تُحبك بكل الدرجات والألوان والمعاني والأنواع والأشكال,حتى أنها نسيت الكلام وأصبحت تجهل القراءه والكتابه من حبها لك ,
وحبها أحرق الكمبيوتر والمودم ورسائل الكون,لا يُمكن أن أتخاصم معك أبدآ وقد ذكرت لك ذلك أكثر من مره وأنا عند كلامي ,هل أتخاصم مع قلبي لا يُعقل أن أتخاصم مع قلبي وأنت قلبي
يوريديس حبيبة أورفيوس

CONVERSATION

0 comments: