كـلـمة الـشبـاب اللبـنـانـي الـمثقف في حـفل تـوقيـع كـتاب ” لـمسـات الـزمن” للـكاتبـة بـاسكـال بلان الـنشـار

بقلم  الإعلامية زينة منصور


كـلـمة الـشبـاب اللبـنـانـي الـمثقف في حـفل تـوقيـع كـتاب ” لـمسـات الـزمن” للـكاتبـة بـاسكـال بلان الـنشـار في ديـر مـار اليـاس – أنطليـاس – عـلى مـسرح الأخوين الرحبـانـي.

هبتْ نسماتُ الحرية و عصفتْ رياحُ الكلمة من كل ناحْ.. فغمرتنا الاقدارُ ولم تغلبْنا.. هربنا من المسافاتِ الحزينة ,من تاريخنا الحزين ,إلى عفويةِ الشارعْ و الجماهير الغفيرة و الأقلام الحارة.. مللنا قسوة الانتظار..
… ما أصعبَ أن يتحدثَ المرءُ باسمِكَ أيُها الشبابُ المثقفْ.
لو كلفتُ بهذه المهمة قبلَ عامْ لكنتُ قلت ْ,, إذهبوا ليس في الأمةِ شبابٌ حيْ بل أشباهُ بشرْ.. فالثقافةُ لا تلائمُ نسماتُها صدرَونا و لا تمتزجُ مع امزجتنا و نحن لا نشهدُ للحق و لا نشهدُ للكلمة.. لا موتَ هذا العام مع انه عامٌ مرصعٌ بالموتْ .. انه عامُ الكلمة في زمنٍ هائمٍ يبحثُ عن شمسٍ,, عن قمرٍ,, عن نجمةٍ,, عن حكمةٍ هادئة,, تتغلبُ على العتمة .. عامُ الكلمة , نحتفل بها هنا و في كل المحافل.. عندما يعيد التاريخُ كتابةَ نفسِهِ يقفُ الشبابُ المثقف امام مرآة من رحلوا و من بقوا ,, يسألُ عن الكلمة المنيرة و المستنيرة التي نجتمعُ اليوم لنشهدَ لها.. عن الكلمة التي لا تموت , عن العروةِ الوثقى , عن الأحلام , عن الأمل , عن البدايات الجديدة..
نقفُ على بداياتِ الأمل نستدرجُ الإجابات من كل سؤالْ .. نهجرُ غربة العهودِ و الوعود القديمة.. كلُّ كلماتِ هذا الزمن فوضى .. فوضى حواس و فوضى عقل و فوضى ذاكرة.. إنه زمنٌ هائمٌ يتلفتُّ يميناً و يساراً متناسياً هموم َالماضي يبحثُ عن حياة ,,عن ابتسامة طفل ,, عن بقايا أمل.. و نسألُ , نحن الشباب المثقف, متى ينصفُنا الحاضرُ و الماضي و التاريخ؟.. متى تتغلب همومُنا على أمسنا ويرحلُ التاريخُ دون ان ينتقصَ من مستقبلنا ذرةَ حرية وذرةَ حب وذرةَ كرامة..
نلتقي اليوم لنشهد للكلمة و من كتبها (باسكال بلان التشار).. نـشهد للكلمةُ منذ البدء في هيكل الحق و للكلمة اليوم , هذه الكلمة التي قد لا تكون هي الأقوى دائماً لكن من هو أقوى منها يتربع على عرش جبروته و على عرش احتقاره للانسان ابن الانسان و لحياته .. نحتفلُ معكم بالكلمة الحق , بالكلمة التي لا تخافُ من مواسمِ الموت , نـحتفلُ بالكلمة التي تشهدُ للحق تعالـى و للحرية سبحانها و للحياة الباقية..
مضتْ أعوام و عقودْ يسالُ فيها كل شاب مثقف , ما نفع الكلمة في حضرة زمان ٍمر ٍ يمرمرُ ايامَنا و يمرمرُ اقلامَنا , يمرمرُ أحلامَنا الوردية.. هل يسقي الحبرُ العقول العطشى؟ كثيراً تسألنا هذا العام , نحن الشباب , عن الخوف و الشجاعة.. الا يخافُ الشبابُ من ملاحقة العتمة؟ ألا يخافُ الكتَّاب ظلاماً يطاردُ الأمل ؟ هل إنتهى كل شيء و بدأنا من جديد؟ هل تنتصرُ العينُ على المخرز , أسئلة تحرق كجمرة ملتهبة..
يرفض الشباب اليوم ان يهينَ او يعجزَ امام التحديات, هو الذي حولَّ احلامَه أملاً ..
هو الذي شاهد احلام من قبله تتبخر و تتلاشى..
هو من يشهدُ اليوم نهايات ويستعدُّ لزرعٍ مواسمَ الحياة بدلاً من مواسمَ الموت..
هو من تسلح بالإرادة و بالأحلام كرسول من نوع جديد..
ها هم , شباب اليوم, رُسُلُ الشعب و رُسُلُ الصوت , رُسُلُ الإرادة .. هذا العامُ عامُهم..
رُسُلُ الاحلامٍ و الأماني , أبطالُ سلاحِ العلمْ و الكلمة, لا سلاحَ السلاحْ..
لدى الشباب المثقف هذا العام ,, استفاقتْ غريزةُ التمرد لأجل الحياة, و استفاقتْ لدى الكتابْ, لدى الشعراءْ, لدى الرسامينْ, لدى الموسيقيين .. فأُضيئتْ شعلةُ الكلمة..
إنها جريمة إلهية ان تفتحَ العيون الكبيرة أبوابَ القلاع الكبيرة بـاقلام ٍصغيرة.. إنها معاناةُ الشاعرْ عندما تولدُ القصيدة , انها انبثاقُ النور لحظةَ غسقْ.. و يقظةُ عقلْ و دوي غضبْ و نرجسيةُ حرية عنيدة..
من قالَ ان الكلمة تموتُ او تذبلْ .. الذين يأكلونَ من مواسـمها لا يشعرون بالجوع و ان جاعوا.. يبنونَ ممالكهم و يستعدون َ للقيامة .. لا موتَ ,, لا صمتَ هذا العام,, الحياةُ تتفجرُّ مع كل كلمة , مع كل صرخة,, تشهدُ للزمن و لتلاوين الزمان ..فلا يبقى من المثقفْ الا شهوة الكلمات و لا يبقى من النضج الا قوة الأمل ..
في لبنان , نبحثُ كشبابٍ مثقفْ عن افقٍ جديدْ, نحنُ في بلدٍ, بعضُنا يموتُ فيه مرة , بعضُنا يموتُ كل يومٍ مرتينْ و بعضُنا يحيا و ان مات .. ننشدُ التغييرَ و الحداثة و التطويرْ على قاعدة تثبيت العقد الاجتماعي ضمن العائلة اللبنانية الواحدة.. نريدُ بلداً لا يكسرُنا بل يقوى فينا يثبتنا في ارضنا و لا يطردنا منها .. مفتاحُهُ الحرية و عنوانُه الوحدة.. وطنٌ يرتفعُ في تعاملِهِ مع الفرد-الإنسان, بلدٌ صغيرْ, صاحب ُرسالةٍ تاريخية كبيرة , تكبرُ بشباب حرٍّ مخلص , يتسع بأفاقه و لا يضيق او يتقوقع في شرنقة الوطن الضيقْ..
وبعد,
تَعْصِرُ زومَ قلبِها لتسقي العقلَ و القلبْ من إرادةِ الخير, من رحمٍ البذورِ الخيّرة.. فمن تمردٍّها على الحياة و الزمن, تنبعثُ الاضواء لتضيء ليلَ القلوبْ و لتسبحَ لمجدِ نافخِ الحياةْ و لتكتبَ على صفحات الشمس قصتها و قصةَ من مروا قبلها.. لعلّ ابرز خلاصة لقلمها من على مسرح حياة شرقية.. إيمانُها بالإنسان , إيمانُها بالمرأة, إيمانُها بالصلاة , بالرضى , بآلهة الكلمة و الشعر و السلام..
ترمي قناعَ الزيف , تتجرأُُ على الحقد العام , تتجراُ على الخوفْ العام .. تتجرأُ على الموروثْ العام .. تلينُ و لا تذوبْ , تحكي عن إمرأةٍ من ذهبٍ.. من نارٍ.. من لؤلؤٍٍ.. من نَّوّ ٍ و من نورْ .. ترافعُ من أجل الحق بحدة الرجال.. تتضامنُ مع الحرية , تتضامنُ مع الله , مع الحقيقة المحرقة و لا تنكرُها,, بل تستقي منها جداولَ الحكمة, إلى أعماقِ النفس و البصيرة .. لا تقبلَ ان تؤرخَ اللحظةَ ب قلمٍ مكسورْ او بقلبِ عصفورٍ مّذبـوحْ او بروحِ المقهورْ بل بأناقةِ ريشة ِ رسامٍ معجونٍ بحبرٍ و ورقْ..

CONVERSATION

0 comments: