عَـرَقٌ، عِصَارَةُ فِكْرِنَا مِـنْ رَيِّهِ/ كريم مرزة الأسدي


عَــــــرَقٌ ، عِصَارَةُ فِكْرِنَا مـِنْ رَيِّهِ *** وَرَدَتْ ، فَدَكّتْ خُدْعَةَ الْمُتَبَلَّدِ
يَا نِصْفَ قَرْنٍ صَدَّ مِنْ كَيْدِ العِدَى*** كَيْ تَقْفِزِيْ فَوْقَ الدُّجَى الْمُتَلَبِّدِ!!
فَتَثَقّفَي  بِالْهَابِطـَاتِ ، فَمَنْ دَرَى*** زَهْوُ الجّهُوْلِ يَضِيءُ مِمَّا يَرْتَدِي؟!
 يَا لُعْبةَ الأقْدَارِ لَا تَتَرَدّدِي *****    زِيْدِي بَلَاءً مـَـــــا بَدَا لَكِ وَانْكِدِي


مِن قصيدةٍ  لكاتب هذه السطور من ( البحر الكامل التام ) إلى مَنْ يهمه الأمر !!
  حرّكتُ كلّ حروف الأبيات الأربعة السابقة  حرّكتُ حروف آخر كلمات القصيدة  ، ووضعتُ الشّدات والتنوين لأهميتها في موسيقى الشّعر وإعرابها لتفهم المعنى بدقة ، وللإعرب عدّة وجوه أحياناً ، وتركت ما تبقى من أمر بسيط لنباهة القارئ الكريم  لضعف بصري الشّديد  !!!! 

 يَا لُعْبةَ الأقْـــــــدَارِ لَا تَتَرَدّدِي **** زِيْدِي بَلَاءً مـَــــا بَدَا لَكِ وَانْكِدِي

 وتهـوّري ما شئتِ أنْ تتهوّري**** صبّي جحيماً وابْرقي ثمّ ارْعدي

بيعي الشهامةَ والمروءةَ وَابْخسي**وبصولةِ الأشرارِ قومي وَاقْعدي

لاتختــــــشي منْ دهرِكِ متقزّمـــاً *** فإذا كبــــا قزمٌ بحوْلكِ صعّدي

وتثقّفي  بالهابطـاتِ ، فمنْ درى** زهوُ الجهولِ يضيءُ ممّا يرتدي؟!

وتعـلّمي بيــــــن الخرائبِ وحشة ً**** مــِــــنْ دونِ علمٍ نيّرٍ متجدّدِ 

أمّا الطفولةُ والبــراءةُ فاعلمي *****  أطفالُنا سعرُ الحليبِ الأفسدِ

ثمَّ اسْلبي قــــوتَ الضعيفِ ولملمي **أموالَ قـارونٍ إليكِ وحشّدي

أو صيّري الدينارَ سـعرَ الدّرهمِ ** ثمّ اســحبي منهُ صحيحَ العسجدِ

عَــرَقٌ ، عصارةُ فكرنا مـنْ ريّهِ *** وردتْ ، فدكّتْ خدعةَ المتبلّدِ

يا نصفَ قرنٍ صدَّ من كيدِ العدى** كي تقفزي فوقّ الدّجى المتلبّدِ!!

*******
يالعبةَ الأقدارِ: زيــــدي عدّدي *** مــــــا تأكليهِ اليومَ يُطرحُ في غدِ!!

إنْ قيلَ جدّكِ مــــــن أصولِ الأبعدِ *** فتناولي أجدادَ غيركِ وابعدي

وتتبّعي مَــــنْ تبغضينَ وعلّلي : *** أبناءُ قحطـــانٍ دمُ المستورَدِ

لا تخجلي وترنّحي وتهاتري *** ولِمَ الحيا  أمن الضعيفِ الأوهدِ؟!


ثمَّ اهْتكي حُرماتِ كـــلِّ مقدسٍ *** ما الفرق بينَ مراقصٍ أو مسجدِ ؟!

وخُلقتِ مــــنْ نورٍ وغيركِ طينةٌ ٌ*** لا تقبلي إلاّ بلفظةِ (ســــــيدي)

فدعِ  العروبةَ شعبَها وترابَها *** والنابغينَ  رهينة ً للأوغدِ !!

وتنصّري وتشيّعي و تسنّني *** وعليكِ بالعقبى ، وإنْ تتهوّدي

يالعبــــة الأقدارِ: زحفكِ زحفكِ *** بدءًا بآثارٍ، وثنّــي  بمرقدِ

وإذا خســـــرتِ تهــــــافتي للأجنبي *** فلـــعلَّ ينعمُ بالبقاء الأسودِ

أو وقّعي كلَّ الصكوكِ واكثري *** إنْ قالَ كفّاً ، قولي بل كلَّ اليدِ

******
يا لعبةَ الأقدارِ: مالكِ ضرّةٌ *** في سحقِ قومكِ فارقصي ثمَّ انشدي

فتعدّدُ الأحزابِ فوضى أمرهم *** حاشاكِ مـــــــن متدينٍ أو مُلحدِ

وإذا أتتكِ مذمّة ٌ منْ فاضلٍ *** قولي : فســــادُ الرأي أنْ تتردّدي

مَنْ قدّسَ الأوطانَ قبلكِ أحمقٌ *** فبنعمةِ الأوطان ذمّي واجحدي

وتعلّقي بالعرشِ وارثةَ الســــما *** إيّـــــاكِ مــــــنْ  متربّصٍ متصيّدِ

مَـــــنْ رقـّى مثلكِ للمعالي  خبثهُ *** أندى بــــــــــرفعِ نديدكِ للمقودِ

فتشرّبي نسغَ الخساسةِ ضامراً*** شوكَ القتادِ ، وكــــــــافراً بالمحتدِ   

******
يا لعبة َالأقدارِ: مالكِ في الورى *** مَثَلٌ فيا بؤسَ الزّمانِ الأنكدِ

فتكرّمي في قطرةِ الماءِ التي *** أضحت بعهدكِ  مثــلَ نيلِ الفرقدِ

أو وزّعي قرصَ الرغيفِ مقسّماً *** لليومِ نصفٌ ، ثمَّ نصفٌ للغدِ

بلْ صوّري للبائسينَ بأنّهمْ *** عاشـوا الحياةَ بظلِّ عهدٍ أرغدِ

يا لعبــة َ الأقدارِ مالك والعلا**لقـدِ التهمتِ الجرمَ ساعةَ مولدِ

                   ما كـانَ طبعك ِ للعلا فتمرّدي*** مّنْ حلَّ غيرَ مكانهِ لم يرقدِ

             مَنْ عاشَ عاشَ ومِنْ يمتْ فلهُ البقا * في ظلٍّ ربٍّ بالجنانِ الخلّدِ
         
          فـي ذمّــةِ اللهِ الذين  تهافتوا**  للمــــــوت أفواجـاً كسيلٍ مهتدِ


CONVERSATION

0 comments: