المركب إللى فيها ريسين تغرق/ الدكتور ماهر حبيب

عندما قامت وكسة يناير المشئومة خرج الأقباط بمنتهى العبط ليشاركوا فيها وقد عوقبوا على إعتراضهم على أحداث كنيسة الماريناب فتم دهسهم بمدرعات الجيش وسالت دماء الأبرياء ولكن لأنهم وطنيون ويعلمون دقة المرحلة تناسوا الحدث لكى لا يزيدوا جراح مصر النازف من خيانة النخبة والسياسيين وإنهيار تام لمؤسسات الدولة وحرصا على تماسك ما بقى من الدولة بعد الضربة القاصمة التى وجهها من ثاروا فى ميدان التدمير بلعوا أحزانهم أملا فى غد مختلف .
ثم حدث ان وافق المجلس العسكرى على إعلان دستورى كارثى طرحه للإستفتاء إرضاءا للإخوان المسلمين ومداهنة لهم ووقف الأقباط فى صف الدولة ولكن الكثرة تغلب الشجاعة فتم تصوير الإستفتاء على أنه غزوة الصناديق ووقف الجيش يتفرج وكرة الثلج تكبر لتهبط على المجتمع وتحطمه.
ثم جاء برلمان قندهار وحاول الأقباط إنجاح النواب المدنيين بالتعاون مع الليبراليين ورافضى الدولة الصومالية الأفغانية وحدث نفس الإنكسار ولم يتم إنقاذ البلاد من دواعش مصر إلا بحكم قضائى قضى على برلمان الإخوان والسلفيين ودواعشهم.
ثم كانت القشة التى قصمت ظهر البعير فبعد أن وقف الأقباط عن بكرة أبيهم لإنجاح شفيق وتعاونوا مع أذكياء مصر ورافضى عصر الليمون وغير الإنتهازيين من نشطاء وتجار سياسة إلا أن الجيش خذلهم وأنجح الفاشل وطرد الرئيس الناجح بل إستمر فى إضطهاده حتى اليوم فى تصرف غريب ومريب وغير مقبول فكان أن نجح مرسى والذى حطم الدولة المصرية حتى تركها حطاما مليئا بالفئران تعبث فى أساسات الدولة وما يصلحه السيسى نهارا نجده حطاما فى أخر الليل على يد الخونة الذىن زرعهم الخائن مرسى وتركهم خلايا نائمة كالسرطان ينهش فى جسد الأمة المصرية المصابة أصلا بحمى التعصب والجهل والتطرف.
وعندما وجد الأقباط ان هناك بريق أمل فى وجود السيسي فلم يخافوا ولم يترددوا ونزلوا بكل ما يستطيعون حشده مع باقى الوطنيين المصريين وذابوا فى بوتقة واحدة حتى تم الإنتصار فى 30 يونيو ولم يخش الأقباط من كبيرهم لصغيرهم من تقديم الدعم لحركة التطهير الذى نجح فيها السيسي من طرد الخونة من سدة الحكم ولم ينتظر الأقباط المكافأة من نظام الحكم الجديد ولكن إنتظروا منه العدل وهو ما لم يتحقق ويحاول الأقباط أن يصل صوتهم للسيسي ويتحاملون على أنفسهم حتى مع توجيه النقد فيضعون كل همهم وغضبهم فى إنتقاد الحكومة ويتحاشون حفظا للود مع الرئيس لأن يوجهوا أى نقد مباشر له وكأن الحكومة هى الحاكمة وكأنها تعمل بغير إرادة الرئيس ولكن الأقباط لديهم غصة فى الحلق ويتمنون أن يقوم الرئيس بنفسه بتصحيح الأوضاع وعقاب المسئول عن تهجير الأقباط خلافا للدستور وأن يفرض سلطة الدولة ببناء ما تقرر من كنائس حتى لو رفض السلفيون وأن يصحح الأوضاع السياسية الكارثية من موجة الغزل والعشق السياسي بين السلفيين حلفاء الإخوان وحكومة محاب النائمة فى العسل حتى نصحو فنجد برلمانا سلفيا وحكومة سلفية ونظام حكم سلفى يقودنا إلى هاوية الفشل تماما كما حدث مع الإخوان.
سيدى الرئيس لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ومصر تلدغ من نفس الجحر ومن نفس الأشخاص ومن نفس المنظمات الهدامة ونفس الجماعات المتطرفة ولأى مرض أعرض مثل الحمى والصداع وأعراض المرض الخطير الذى أصاب مصر كلها يظهر كعرض فيما يعانيه فقراء الأقباط فى الصعيد والريف وإذا لم ينتبه الطبيب بأن العرض يخفى مرضا خطيرا فسيفقد المريض حياته ويفقد الطبيب وظيفته وتنتهى الأمور بمأتم وخراب ديار ......فأنت طبيبا ماهرا وربانا ناجحا فلا تترك الدفة لمن لا يعلم كيف يديرها والمركب إللى فيها ريسين تغرق ونحن لا نريد إلا رئسا واحدا هو أنت وأنت فقط لا برهامى و لا أصحابه

CONVERSATION

0 comments: