مسرحية (انتبهوا ... القطار قادم) بعد اضافة بعض العبارات/ د. موفق ساوا

بدءا لا اقول احيانا وانما اقول دوما، تطرق ابواب الشعوب بمطارق لا تشبة مطارق العمال الذين يحولون الحديد الى سلعة ضرورية للشعوب، وكذلك مناجل لا تشبه مناجل الفلاحين الذين يحصدون ما يزرعون من حنطة وشعير ... وووالخ.

بل تطرق ابواب الشعوب، بين عصر واخر، مطارق تهشيم الرؤوس البشرية المتطلعة لغد افضل لغد فيه إضاءة في الشوارع وقبلها إضاءة في القلوب قبل البيوت.

انهالت في بداية هذا القرن الاسود اللعين، مطارق من نوع خاص تم شحنها وتصميمها حسب مقابض اشخاص وملـل مَنْ انطفأتْ الإضاءة بقلبوبهم وانقطعت خيوط الرحمة والمحبة لتحل محلها خيوط سوداء (لعناكب بيضاء) لترسم خريطة حسب المقاسات المطلوبة والمدروسة سلفـًا.

هذه مسرحية على خشبة الواقع ثم طبخ مشاهدها خلف الخنادق والسواتر الكونكريتية لا تصلها اصوات الشعوب وان كانت اصواتهم صواريخ عابرة للقارات.

يمثل هذه المسرحية شخصيات بلا قلوب ورؤوس محشوة بفضلات (حوريات دول الكفار) وعيون لا ترى سوى اسفل الحزام وخشبتهم مطلية بقير اسود وإضاءتهم احجارا مصنوعة من وادي الموت.

واما مسرحيتنا على خشبة المسرح (انتبهوا ... القطار قادم) تكشف الحقائق من خلال تمزيق الستائر السوداء لمسرحية الواقع وكشف المستور بدون ان نقترب في تقليد اسلوبهم بل عرضه امام الشعوب لتعريتهم وتشخيصهم ليتم لملمتهم وايداعهم في براميل القمامة لحرقهم بعيدا عن مدن العصافير التي لا تعرف سوى ان تزقزق وهي على الاشجار او محلقة في السماء.

في مسرحيتنا هذه لا نخاطب القلوب وندغدغ الاجساد ليضحكوا فقط، بل  نخاطب العقول التي نجعلها تفكر وتفكر وتسأل وتقول : لماذا هذا الذي حصل ويحصل..؟؟!!.

ونحفز المشاهدين خلال وبعد العرض على ان يبحثوا عن الضوء المفـقـود، في هذا الزمان وبقية الازمنة، من الأذهان وعن الخيوط الضوئية التي غادرت قلوبهم فكثرت الاحقاد وغرق قاربهم ببحر من المشاكل وابتعدوا عن افضل الاعزاء.

لنخلص الشعوب من حقد اسود وسحر اصفر ليخرجوا من الصالة مطهرين مرتلين "ان الانسان اخو الانسان" في هذا الزمان وفي هذا المكان، فلماذا اكرهه او اسلبه او اقتله.

سوف نقول في مسرحيتنا (انتبهوا ... القطار قادم) ما قيل في الواقع وما قرأنا في الكتب من افكار  نيرة ومن اناشيد الثوار واقوال وتراتيل المنشدين في اوبرا الحياة بشكل رسائل محملة بعطر الطبيعة ومرسلة بتشفيرنا للمتفرجين لفك شفرتها وبناء افضل منها وافضل ...

نلتقيكم يوم الاحد 24/05/ 2015. ولكم ومعكم السلام الدائم.

CONVERSATION

0 comments: